فاجأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعضاء مجلس محافظة البصرة بأمر وزاري يقضي بتثبيت اللواء الركن عبدالجليل خلف شويل قائداً لشرطة المدينة، ما دفع المجلس الى سحب اقتراحه بفتح الترشيح لشغل منصب قائد الشرطة في المدينة، فيما تظاهر مئات العراقيين من اتباع رجل الدين مقتدى الصدر بعد صلاة الجمعة احتجاجا على الاعتقالات التي تعرض لها انصار التيار في الديوانية وكربلاء. وكان اللواء شويل اعتبر جهاز الشرطة في المدينة عاجزاً عن تنفيذ أي مهمة تناط به، مبيّنا أن العجز يكمن في عدم قدرة الجهاز على كبح الجماعات المسلحة التي تنتمي الى واجهات حزبية، مؤكدا حاجة الجهاز الى اصلاحات كثيرة لتنقيته وإبعاده عن تأثيرات الجهات الحزبية والميليشيات. ولفت الى حجم الفساد في جهاز الشرطة قائلاً إن"اي جريمة تكاد لا تخلو من مشاركة سيارة شرطة أو أفراد من الشرطة"مشيراً الى ان"الكثير منهم يأخذون رواتبهم وهم في بيوتهم، وهناك أكثر من 3500 شرطي منسب لمقرات الاحزاب او في مجلس المحافظة، فضلاً عن 250 سيارة خارجة عن سيطرة الشرطة. وما خفي كان أعظم"بحسب تعبيره. وكان المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسية في الجنوب الميجر ماثيو بيرد أثنى على قرار المالكي بتثبيت القادة الامنيين في البصرة واعتبر ذلك خطوة مهمة باتجاه تسليم الملف الامني للشرطة العراقية في حال انسحاب الجيش البريطاني من المدينة الشهر المقبل. وذكرت القنصلية البريطانية في البصرة في بيان ان"قوات الامن العراقية التي تسلمت المسؤولية الامنية في البصرة في 5 من الشهر الماضي استطاعت أن تستجيب بشكل جيد للتحديات الامنية ما انتج تراجع العنف الى حدٍ بعيد في المدينة، كما انخفض معدل الهجمات ضد القوات البريطانية الى نسبة 90% منذ شهر تموز الماضي". الى ذلك أ ف ب تظاهر مئات العراقيين من أتباع الصدر بعد صلاة الجمعة احتجاجا على الاعتقالات التي تعرض لها انصار التيار في الديوانية وكربلاء. وانطلقت التظاهرة التي نظمها مكتب الصدر في منطقة التمايمة وسط البصرة بمشاركة المئات من اتباع الصدر يتقدمهم رجال دين وعناصر بارزة من التيار. وقال علي السعيدي العضو البارز في مكتب الصدر في البصرة"ان تظاهرتنا اليوم هي استنكار وشجب للمداهمات والاعتقالات التي يتعرض لها ابناء التيار في الديوانية وكربلاء". واعلنت مصادر امنية عراقية اعتقال ثلاثين عنصرا من التيار الصدري خلال مداهمات نفذتها قوات عراقية واميركية مشتركة في 19 من الشهر الماضي في الديوانية. ورفع المتظاهرون أعلاما عراقية ورايات اسلامية ولافتات كتب على إحداها"الويل ثم الويل للمحتلين والبعثيين من غضب الجماهير". وطالب السعيدي ب"اطلاق سراح جميع المعتقلين العراقيين خصوصا ابناء التيار الصدري من السجون". وجدد مطالبة التيار ب"خروج قوات الاحتلال من العراق".