شهدت موسكو ومدن أخرى روسية أمس تظاهرات نظمتها الأحزاب اليمينية المعارضة رافعة شعارات تطالب بپ"إطلاق الحريات". واعتقلت السلطات بطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف وناشطين معارضين آخرين، فيما اتهمت المعارضة بمحاولة قمع المتظاهرين بالقوة. وخرج آلاف من المتظاهرين أمس في عدد من المدن الروسية في تجمعات كان أكبرها في موسكو. وشاركت كل أحزاب المعارضة اليمينية في أعمال الاحتجاج، خصوصاً حركة"روسيا الأخرى"التي يقودها كاسباروف، وهي محرومة من خوض الانتخابات النيابية وحزب"يابلوكا"واتحاد قوى اليمين، في ما بدا انه تحرك منظم يهدف للفت الأنظار الى المعارضة، بعدما شهدت الأسابيع الماضية تحركات قوية لأنصار الرئيس فلاديمير بوتين. وشاركت في التحركات منظمات حقوقية، وتضاربت معطيات السلطة والمعارضة حول أعداد المشاركين في التظاهرات وأيضاً أعداد المعتقلين. إذ أعلنت أحزاب المعارضة ان السلطات سعت الى قمع المحتجين بالقوة، وان عشرات تعرضوا للضرب على أيدي رجال الوحدات الخاصة، كما أشارت الى اعتقال عشرات بينهم كاسباروف الذي أعلن في وقت سابق ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة في روسيا. واعتقل أيضاً ادوارد ليمونوف زعيم إحدى المجموعات الصغيرة المتطرفة، إضافة الى الناشط الحقوقي ليف باغيلوف. لكن السلطات نفت الاعتقالات مشككة بأرقام المعارضة حول المشاركين في أعمال الاحتجاج. وقال مصدر أمني ان عدد المتظاهرين لم يتجاوز ألفي شخص في موسكو. ومعروف ان الرئيس بوتين كان شن حملة قوية قبل أيام على المعارضة اليمينية، خصوصاً كاسباروف، معتبراً ان"الفاسدين لا يحق لهم توجيه انتقادات". واعتبرت مصادر المعارضة ان بوتين بكلماته تلك منح ضوءاً أخضر للأجهزة الأمنية من اجل قمع أي تحرك في عز الحملة الانتخابية النيابية، علماً أن فرص الأحزاب اليمينية لشغل مقاعد في مجلس الدوما المقبل، ضعيفة جداً بحسب استطلاعات الرأي، ما دفع بعضهم الى اعتبار تحركات أمس محاولة لزيادة فرصها في الاستحقاق الانتخابي. الى ذلك قال كاسباروف ان"خوف النظام ورغبته في الحفاظ على وجوده هما سبب قمع المعارضة بهذا الشكل". وأضاف مخاطباً أنصاره:"يجب ان نعرف اننا سنحقق أهدافنا اذا واصلنا الضغط والعمل بقوة". واللافت ان العاصمة الروسية شهدت أمس تظاهرات مؤيدة لبوتين أيضاً، نظمتها حركة"ناشي"لنا ورفعت خلالها شعارات تطالب ببقائه على رأس هرم السلطة. واعتبر معارضون ان توقيت خروج المؤيدين للرئيس الى الشوارع، متعمد في محاولة للتغطية على تحركات المعارضة. كما نظم الشيوعيون الروس أمس تظاهرة شارك فيها زعيمهم غينادي زيوغانوف، الذي أعلن ان مجلس الدوما المقبل سيكون فيه حزبان فقط هما"روسيا الموحدة"الموالي لبوتين، والحزب الشيوعي الروسي.