تصاميم الأخوين البرازيليين كامبانا خصوصاً مجموعة المقاعد والكراسي لفتت الأنظار خلال عروض موسم عام 2007. شغلت تصاميم الأثاث النخبوية التي أشاعاها مساحات رحبة من الاهتمام الاعلامي والنقدي. وذلك لما تحمل أصالتها من إثارة، ولما تمثله من خصائص الحساسية البرازيلية حتى أصبحت رمزاً وطنياً يجتاح الذائقة"الأوروبية - الأميركية"مثلها مثل كرنفال الريو أو نجومية لاعبي الكرة. نستطيع التأكيد أنه لا يوجد متحف عالمي معتبر في الفن المعاصر الا ونجد فيه أعمالهما التصحيحية ضمن مقتنياته أو مجموعاته المعروضة، أو المحفوظة، وكذلك شأن أصحاب المجموعات الفنية، على مستوى أوروبا والولايات المتحدة. هذا ما يؤكد مصداقية ضم فن التصميم النخبوي الديزاين الى وجوه وتيارات وتنوعات تأويل العناصر في الفن المعاصر لما بعد الحداثة. ابتدأ هذا الاعتراف منذ سنوات قريبة فأصبحت مبدعاته جزءاً لا يستهان بأهمية محتويات وعروض المتاحف الكبرى ما بين نيويورك وباريس مروراً بلندن وبرلين وغيرهم من التظاهرات الكبرى. فرناندو وهومبارتو هما المبدعان في تصميم الاثاث: فرناندو وهومبارتو المعروفان باسم"الأخوان كامبانا"، علماً بأن هذه الثنائية النجومية تلبي الپ"مودة"الشهيرة الفنية الدارجة. وعلى رغم أصولهما الايطالية فقد اصبحت تصاميم باقة الكراسي والمقاعد التي انتشرت في انحاء الكرة الأرضية رمزاً ثقافياً للبرازيل، يغزو الذائقة العالمية الى جانب الكرنفال وكرة القدم، حاملاً أحزان"غابات الأمازون"وتقاليد سكانها الصناعية التي تعتمد على الانجاز الحرفي باليد. تصاميم تحمل بصدق روح الثقافة الكرنفالية الماجنة البرازيلية. يؤكدان بأن سياق تطور طرازهما في تصميم الأثاث من العناصر الملصقة المرحة، يعبر عنه المصطلح البرتغالي O Saudag، والقريب في معناه من واقع"الحرمان"والتعاسة العامة في اميركا اللاتينية. والذي سيغلب عليه محبة الحياة وإزدهار اللون وخصوبة المواد الشعبية الاستهلاكية، فالشكل المرح الذي عرفا به ما هو إلا ثمرة محاولات تعكس الوجه المناقض الحزين في حساسيته المحلية. ابتدأت شهرتهما منذ عام 1988، تاريخ معرضهما المشترك الاول في"مؤسسة موما"في نيويورك، وتضاعفت هذه الشهرة في العام الراهن 2007، بعد افتتاحهما لمحترفهما الجديد الاستوديو في ساو باولو إثر انفجار سابقه بتسرب غاز، والابتداء في كل شيء من الصفر يحاولان التعويض بكثافة معارضهما وشيوعهما الذوقي الانفجاري في التصميم الديزاين. كانا قدما في الأساس الى هذه المهنة من آفاق اختصاصية بعيدة، فالأول كان محامياً والثاني مهندساً معمارياً. يتميز الأول بأنه عملي، لا يقبل بأي فكرة أو تصور فني مسبق أو مجرد قبل تنفيذه على الواقع، ويتفوق الثاني بقدرته على الاستلهام والتخييل من أبسط المصادر اليومية وأشدها هامشية، مثل محتويات الشارع ومهملاته ونفاياته الصناعية او الاستهلاكية. تجتمع في تصميم الكرسي مثلاً جحافل من الألعاب والدمى والعرائس المرمية في القمامات، اضافة الى بقية العناصر الاستهلاكية الاخرى مثل البراغي والاصداف وغيرها. تلتحم وفق حساسية عارفة تكشفها طريقة تقليمهما في المعاهد المختصة، فنظريتهما التربوية لا تقل أهمية عن مناظراتهما في أوروبا خصوصاً في فرنسا حيث رحبت الذائقة العامة والخاصة بتصاميمهما المنقولة من ساو باولو. كلفا من قبل ادارة"المعهد العالي للباليه"في مرسيليا بتصاميم سينوغرافية وازياء وتوقيع عدد من الرقصات، وستنتقل حفلاتهما هذه فيما بعد الى مسارح لوكسمبورغ والضجة أحاطت معرضهما اللندني في متحف"ألبيون غالوري"المنتقل الى"متحف فيكتوريا وألبير"في لندن ايضاً.