يعقد وزراء الخارجية العرب الأعضاء في لجنة المبادرة العربية للسلام اجتماعاً استثنائياً الجمعة المقبل برئاسة السعودية وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لتحديد الموقف الجماعي العربي في مؤتمر أنابوليس الذي دعت إليه الولاياتالمتحدة ويشارك فيه الرئيس محمود عباس الذي من المقرر أن يقدم للوزراء تقريراً تفصيلياً عن نتائج محادثاته مع المسؤولين في إسرائيل ومع أطراف إقليمية ودولية حول المؤتمر. وتضم لجنة المبادرة العربية للسلام وزراء خارجية كل من مصر والأردن والسعودية والبحرين وقطر والمغرب والجزائر وتونس والسودان وفلسطين ولبنان وسورية واليمن والأمين العام للجامعة. وقالت مصادر عربية إن الاجتماع يهدف إلى بلورة موقف عربي موحد تستند إليه الوفود العربية التي ستشارك في المؤتمر. وأضافت أن الهدف هو أن تكون هناك وقفة عربية حازمة في المؤتمر حتى لا يرضخ المفاوض الفلسطيني للضغوط التي ستمارس عليه، وحتى لا يقدم تنازلات تضر بالشعب الفلسطيني وتصبح كارثة على القضية الفلسطينية، وحتى لا يخدم المؤتمر الأهداف الإسرائيلية بالهروب من استحقاقات عملية السلام وضياع الهدف العربي والفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وكان موسى شدد على ضرورة أن ينعقد مؤتمر أنابوليس ليس لمجرد الانعقاد والتقاط الصور بين الزعماء ورؤساء الدول، لكن لينجح ويحقق تقدماً حقيقياً نلمسه على أرض الواقع. وقال في مؤتمر مجلس الأعمال العربي إن هناك اجتماعات تمهيدية في الجامعة يومي 22 و23 تشرين الثاني نوفمبر الجاري لاستخلاص نتائج المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية ومناقشتها ووضع أجندة تحضيرية للمؤتمر. وصرح مدير مكتب الأمين العام السفير هشام يوسف بأن موسى بحث أمس مع المبعوث الروسي للشرق الأوسط ألكسندر سلطانوف المسائل الأساسية المتعلقة بمؤتمر أنابوليس. وحذر رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر من مراوغات إسرائيل ومماطلاتها ومحاولاتها فرض شروط قبل اجتماع أنابوليس، كاشتراطها الاعتراف بها كدولة يهودية أو عدم تقديم تنازلات في القدس إلا بأغلبية ثمانين عضواً من أعضاء الكنيست بدلاً من واحد وستين عضوا، وقال إن كل هذه المراوغات والعراقيل لن تجلب لإسرائيل السلام بل ستؤدي إلى فشل اجتماع أنابوليس قبل أن يبدأ وإلى المزيد من تدهور الموقف في المنطقة. من جهة أخرى، يجري كل من موسى ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اليوم محادثات مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليانو الذي يقوم بزيارة للقاهرة، ستركز على تطورات الموقف في الشرق الأوسط عموما والإعداد لاجتماع أنابوليس، اضافة الى الأوضاع في كل من العراق ولبنان والسودان والعلاقات الثنائية. ويلتقي أبو الغيط غداً في القاهرة مبعوث اللجنة الرباعية الخاص إلى الشرق الأوسط توني بلير لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية والإعداد لاجتماع أنابوليس.