أعلنت إيران أمس، أن تنامي قوة الحكومة العراقية والتقليل من "التدخلات الأجنبية" ساعدا في تحسين الأوضاع الأمنية في العراق، في إشارة واضحة إلى دور قوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة داخل العراق. وكانت الجمهورية الاسلامية في ايران ألقت مرات باللوم في العنف في العراق على الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وتتهم الولاياتالمتحدةإيران بتسليح وتدريب ميليشيات شيعية في العراق، وهي تهمة ينفيها المسؤولون الايرانيون باستمرار. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني خلال مؤتمر صحافي إن واشنطن وجهت"اتهامات لا أساس لها"إلى طهران في شأن دورها في العراق. وأضاف:"بالنسبة إلى تحسن الوضع الأمني، فإن الأمر يرجع إلى تقوية دور الحكومة العراقية ولزيادة نشاط قوات الامن العراقية مقارنة بالسابق. كما انخفضت أيضاً التدخلات الأجنبية". ولم يحدد حسيني الذي ترجمت محطة إيرانية فضائية ناطقة بالانجليزية تصريحاته، ما الذي قصده"بالتدخلات الأجنبية". يذكر أن الجيش الأميركي يأمل في تسليم السيطرة الأمنية تدريجاً إلى القوات العراقية، وحدد ذلك ركناً أساسياً في استراتيجيته للخروج من هذا البلد. وكان مسؤولون أميركيون اعتبروا تراجع أعداد القتلى في صفوف الجيش الأميركي والمدنيين العراقيين على مدى الشهرين الماضيين، نتيجة ل"زيادة"في أعداد القوات الأميركية بلغت 30 ألف جندي إضافي، ولمشاركة عشائر سنية في وحدات الشرطة المحلية. كما بدا أن الجانب الأميركي يخفف من حدة لهجته في الحديث الخاص بتورط إيران في عنف العراق، آخذين في الاعتبار بين قضايا أخرى التناقص الحاد في هجمات بقذائف"مورتر"على"المنطقة الخضراء"المحصنة في بغداد، والتي كانوا يلقون بمسؤوليتها على ميليشيا شيعية تستخدم أسلحة توفرها لهم إيران. وتقول أوساط سياسية إن الولاياتالمتحدةوايران، وعلى رغم خلافهما الحاد حيال البرنامج النووي للأخيرة، تحاولان تخفيف حدة التوتر بينهما في العراق، وخصوصاً أن الجانبين أعرباً عن استعدادهما لحضور مزيد من المحادثات حول الوضع الامني في هذا البلد. ولم يذكر حسيني"زيادة"أعداد القوات الأميركية، لكنه كرر المزاعم بأن وجود الولاياتالمتحدة عاد بالفائدة على"جماعات إرهابية"في العراق، في إشارة الى المتمردين الأكراد في شمال العراق. وقال الناطق الايراني إن"جماعات ارهابية استغلت فرصة وجود الولاياتالمتحدة... لتكثيف نشاطاتها". وأضاف:"لكن الآن، وبتعاون دول الجوار نرى بعض التقدم... وأعتقد بأن المشكلة... بين العراقوتركيا ستحل في المستقبل القريب". وكانت تركيا حشدت حوالي مئة ألف جندي قرب حدودها مع العراق استعداداً لتوغل كبير محتمل عبر الحدود لسحق الجماعات المسلحة المنتمية ل"حزب العمال الكردستاني"المحظور المختبئة هناك. وتعيش أقلية كردية في إيران أيضاً مثل تركيا، وتواجه هجمات متفرقة من متمردي"حزب العمال الكردستاني". وقصفت إيران أحياناً مواقع يشتبه في أنها معاقل لهذا الحزب الذي يملك فرعاً ايرانياً يسمى ب"بيجاك".