في جريمة هي الثالثة من نوعها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أعلن مصدر أمني وشهود أن سائق سيارة أجرة قُتل السبت الماضي بنيران شركة أمنية خاصة في بغداد السبت تتولى حماية مواكب السفارة الأميركية. جاء ذلك في حين اعتقلت قوات الأمن العراقية أربعة ايرانيين بينهم امرأة في محافظة ديالى حيث يتهم الجيش الأميركي طهران بإذكاء العنف وبتسليح ميليشيات شيعية. وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف أن"شخصاً قُتل على أيدي عناصر شركة أمنية في منطقة العطيفية يوم السبت"، لافتاً الى أن"التحقيق جار حالياً"في الجريمة. وأكد أحد عناصر شرطة المرور في المنطقة أن"الضحية كان يقود سيارة بيضاء لدى مرور موكب أمني يتألف من سيارات بعضها دفع رباعي". وتابع أن"أحد الحراس في السيارة الأخيرة أطلق عليه ثلاث طلقات اخترقت إحداها صدر السائق والباقيتان محرك السيارة، وتابع الموكب طريقه ولم يتوقف". وأكدت السفارة الاميركية في بغداد وقوع الحادث، لكنها لم تؤكد مقتل أي شخص. وقالت الناطقة باسم السفارة ميربي نانتانغو إن"لدينا معلومات أن حادثة اطلاق نار وقعت السبت من شركة داني كورب انترناشيونال للحمايات الخاصة في بغداد". وأضافت:"وفقاً للتقرير الذي قدمته الشرطة الخاصة، أطلقت عناصر الشركة ضمن الموكب، تحذيرات الى سائق سيارة لمنعه من الاقتراب قبل اطلاق النار". وأكدت:"عندما تجاهل السائق الاشارات والتحذيرات، واقترب من الموكب، أطلق أفراد الموكب النيران على السيارة من أجل وقفها ولا يزال هناك خلاف على ما إذا سقط أي شخص في اطلاق النار أم لا". وكان 17 مدنياً قُتلوا في بغداد في 16 أيلول سبتمبر الماضي لدى مرور موكب لشركة"بلاك ووتر"الأميركية التي اتهمت السلطات العراقية حراسها بارتكاب"جريمة متعمدة"، لكن رئيس الشركة أريك برنس أكد أن عناصرها تعرضوا إلى إطلاق نار واضطرت إلى الرد. يذكر أن مجلس الوزراء العراقي أقر في 30 تشرين الأول اكتوبر الماضي مشروع قانون يرفع الحصانة عن الشركات الامنية الاجنبية الخاصة العاملة في العراق، والتي قررتها سلطة"الائتلاف الموقتة"برئاسة الاميركي بول بريمر عام 2004. وفي تكريت، أفادت الشرطة أن عبوة مزروعة على الطريق انفجرت بدورية للشرطة وقتلت أحد أفرادها وأصابت ثلاثة آخرين. وتابعت أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا عندما انفجرت عبوة مزروعة على الطريق قرب سيارتهم قرب سامراء. وفي العاصمة العراقية، عثرت الشرطة العراقية على أربع جثث في مناطق مختلفة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأفادت مصادر أمنية أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا في انفجار عبوة مزروعة على الطريق في حي المنصور غرب بغداد. وتابعت أن ضابط شرطة برتبة مقدم أُصيب في انفجار عبوة زُرعت تحت سيارته في حي اليرموك غرب بغداد. كما قُتل اثنان من أفرادها وأحد المتشددين من تنظيم"القاعدة"في هجوم على دورية للشرطة في منطقة أبو غريب غرب بغداد. واعتُقل متشددان اثنان خلال الاشتباكات. وفي محافظة ديالى، قال قائد شرطة بعقوبة اللواء غانم القريشي ل"الحياة"إن"أربعة إيرانيين بينهم إمرأة اعتُقلوا في مدينة الخالص التي تشهد أعمال عنف طائفية منذ انطلاق العملية الامنية الأميركية - العراقية". ورفض القريشي"الادلاء بمزيد من التفاصيل حتى إنهاء التحقيقات الجارية مع المعتقلين". جاء ذلك في وقت اتهمت اللجان الشعبية المُشكلة لقتال"القاعدة في بلاد الرافدين"في ديالى، الشرطة العراقية بانتهاك حقوق المعتقلين، وطالبت بفتح تحقيق رسمي. وأوضح حسين محمد الزبيدي أحد قادة الكتائب المسلحة ل"الحياة"أن"أجهزة الأمن تمارس أساليب غير إنسانية في حق المعتقلين بغرض إجبار الضحايا على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها". وشدد على أن"هناك معتقلين لا يزالون يتعرضون إلى تلك الممارسات، ونحذر من توجيه الاتهامات إلى اللجان الشعبية في خصوص تعذيب مواطنين كما حصل في اعتقال وتعذيب سبعة طلاب في ثانوية وسط المدينة على أيدي عناصر الشرطة العراقية واتهام اللجان الشعبية بذلك". وتطالب"اللجان الشعبية"المؤلفة من عناصر"كتائب ثورة العشرين"ومجموعة"حماس العراق"بإلحاقها بالأجهزة الأمنية أو الاعتراف بها كقوات نظامية. ويعارض قائد الشرطة العراقية تلك المطالب كون"الجماعات انشقت حديثاً عن تنظيم القاعدة"وبسبب"ضلوع بعض عناصرها في جرائم قتل وخطف مواطنين". وفي موازاة ذلك، طالبت العشائر العربية في بعقوبة"باسقاط الحصانة السياسية والديبلوماسية عن منظمة مجاهدي خلق الايرانية". ودعا الشيخ ناصر الهذال في تصريح إلى"الحياة"الى إخراج المنظمة من بعقوبة وخصوصاً"في ظل التحسن الأمني نسبياً". وأضاف:"طالبنا بإخراج المنظمة الايرانية المحظورة من البلاد بسبب دعمها ومساندتها الجماعات المسلحة في المدينة، ونطالب بتفسير رسمي لوجودها في بعقوبة"ول"اصرار بعض المسؤولين العراقيين على بقائها". كما دعا الشيخ فوزي محمد الدراجي"الى ترحيل مجاهدي خلق الى دولة ثانية"وخصوصاً أن"الاردن رحب في وقت سابق بإيواء المنظمة على أراضيه". وكان طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية أكد أن منظمة"مجاهدي خلق باقية بموجب اتفاقية دولية لا يحق لأي طرف إلغاءها"، مشيراً الى أن المنظمة لا تقوم بأعمال مماثلة لمنظمة"حزب العمال الكردستاني"، والتي في حال أقدمت عليها سيكون لنا مواقف ازاء وجودها في البلاد.