عقدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اجتماع قمة في برلين أمس، أعلنا في ختامه أنهما اتفقا على تشديد العقوبات على إيران بهدف منعها من امتلاك السلاح النووي، وذلك في اعقاب مناقشتهما الملف الإيراني خلال زيارتين منفصلتين للرئيس الأميركي جورج بوش الأسبوع الماضي. جاء ذلك فيما نفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان تكون الولاياتالمتحدة مصممة على شن حرب على ايران، وعرضت من جديد إجراء محادثات مع طهران إذا تخلت عن نشاطاتها النووية الحساسة. وبغض النظر عن تأييد الرئيس الفرنسي اللجوء إلى"الوسائل المختلفة"لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، والذي يلتقي مع موقف الرئيس بوش الذي ولا تقره ألمانيا، قالت مركل إن ثمة"توافقاً كبيراً"بين الجانبين على ضرورة اتخاذ الأممالمتحدة القرارات الضروروية، في حال لم تغير طهران نهجها النووي غير الواضح، والعمل على فرض مزيد من العقوبات عليها. وأضافت أن المطلوب أيضاً جلب روسيا والصين لاتخاذ موقف مماثل مؤكدة أن برلين"ستعيد النظر في علاقاتها التجارية مع إيران". وشدد ساركوزي على وحدة الموقف داخل مجلس الأمن، مشيراً إلى بعض العقبات التي يمكن تذليلها، على حد تعبيره. وقال بلهجة حازمة:"لا نقبل بأن تملك إيران سلاحاً نووياً، وأنا مع العقوبات، لكن الزمن يعمل ضدنا". في واشنطن، صرحت رايس، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية"اي بي سي"، أن الرئيس جورج بوش قال بوضوح انه"يؤكد على الوسائل الديبلوماسية عندما تطرح قضية ايران". وأوضحت رايس ان"بوش لن يلغي كل الخيارات المطروحة بالتأكيد، لكن هذا القرار بحد ذاته لا علاقة له بذلك من وجهة نظرنا". وأضافت أن"هذا القرار يؤكد الحاجة الى اتخاذ إجراءات صارمة تجاه إيران، وهذا ما فعلناه بالتأكيد". ونفى مسؤولون عسكريون أميركيون استعداد البنتاغون لشن هجوم استباقي على ايران. وفي حديث أدلى به لصحيفة"فايننشال تايمز"، أكد مدير القيادة المركزية العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، الأدميرال وليام فالون، انه على رغم التحدي الذي يشكله التعاطي مع الملف الإيراني، لكن توجيه ضربة عسكرية إليها ليس وشيكاً، معتبراً أن التقارير والتكهنات المتكررة عن إمكان"نشوب حرب جديدة في أي يوم حالياً، هو السبيل الذي نريد ان نسلكه". وشدد الأدميرال فالون على ان الهدف الذي تسعى الولاياتالمتحدة الى تحقيقه،"هو التوصل الى السبل الكفيلة بأن تعيدهم الى صوابهم"، لافتاً إلى أن شن هجوم عسكري لبلوغ هذه الغاية"ليس الخيار الأول المطروح في اعتقادي". لكن الأدميرال فالون لم يستبعد مع ذلك إمكان توجيه ضربة عسكرية ضد إيران في مرحلة من المراحل. يأتي ذلك في ظل تنامي انتقاد الجنرالات الاميركيين ل"الصقور"الذين ينادون بعملية عسكرية وشيكة تستهدف إيران. وأبلغ عدد من كبار الضباط المتقاعدين الأميركيين"فايننشال تايمز"بأن البنتاغون يعتبر شن عملية عسكرية ضد ايران في الوقت الراهن سيكون بمثابة"خطأ استراتيجي"، باعتبار أن أي عمل عسكري، وإن كان محدوداً، يمكن ان"يشعل نزاعاًُ مسلحاً أوسع نطاقاً". جاء ذلك فيما اعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا،انه لم يتفق مع المسؤول الجديد عن الملف النووي الايراني سعيد جليلي على موعد للاجتماع. وتحادث المسؤولان هاتفيا أول من أمس، من دون التوصل الى اتفاق، خلافا لما اعلنه جواد واعدي مساعد المجلس الاعلى للامن القومي والشؤون الدولية. وقال مصدر اوروبي ان سولانا الذي سيرفع تقريرا الى مجلس الامن نهاية الشهر حول رغبة الايرانيين في تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم، في مقابل تعاون مع الغربيين، خصوصا في المجال النووي المدني, يرغب في ان يتم اللقاء"قبل"نهاية الشهر.