عقد وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا اجتماعاً مغلقاً في لندن امس، للتوصل إلى موقف موحد للتعامل مع استئناف إيران بحوث الوقود النووي، فيما حضّت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس دول العالم على الإسراع في إحالة الجمهورية الإسلامية الى مجلس الأمن. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد محادثات مع المستشارة الألمانية انغيلا مركل أن الأزمة النووية الإيرانية تتطلب"الحذر"ولن تتم تسويتها عبر"تدابير مشددة". ولم يوضح بوتين ما اذا كان يتحدث عن إحالة ملف إيران النووي الى مجلس الامن او احتمال فرض عقوبات على طهران. وكانت مصادر ألمانية أكدت أن هدف لقاء مركل وبوتين، حض موسكو على بلورة موقف موحد بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةوروسيا لحل الخلاف مع ايران، وطرح الخلافات في وجهات النظر بين حكومتي البلدين من دون استبعاد توجيه انتقادات. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه سيبحث الملف النووي الإيراني مع نظيره الفرنسي فيليب دوست - بلازي خلال لقائهما المقرر غداً وبعد غد. وأكدت رايس أن الولاياتالمتحدة تريد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد اجتماع طارئ في أسرع وقت ممكن، خوفاً من أن يعطي انتظار الدول الأعضاء في الوكالة لاجتماع دوري مقرّر في آذار مارس المقبل، الفرصة لإيران ل"التعتيم"بدرجة أكبر على خططتها لإنتاج سلاح نووي. وقالت للصحافيين المسافرين معها إلى ليبيريا لتهنئة أول رئيسة لدولة أفريقية:"لا يمكننا أن نتركهم يفعلون ذلك"، مشيرة إلى أنها أجرت حوارات"جيدة للغاية"مع وزراء خارجية دول أعضاء في الوكالة في مطلع الأسبوع، وأنها متفائلة في شأن تأييدهم إحالة ملف إيران لمجلس الأمن الذي قد يفرض عقوبات عليها، مضيفة:"هناك عمل يتعين إنجازه لأننا نرغب في حشد تأييد كبير للتصويت. ولكن أياً كان عدد من سيصوتون لمصلحة إحالة إيران الى مجلس الأمن، لا اعتقد أن ثمة شك في انه من الواضح تماماً للجميع أن إيران تجاوزت حدودها". ولم تستدرج رايس للرد على ما إذا كانت تعتقد بأن الولاياتالمتحدة حظيت بالفعل بتأييد روسيا والصين، لكنها قالت إن موسكو عبّرت عن خيبة أملها بعد أن فضت إيران أختام الأممالمتحدة في منشأة لتخصيب اليورانيوم واستأنفت بحوث الوقود النووي. وأشارت إلى رفض إيران عرضاً روسياً لمساعدة طهران في تلبية حاجاتها النووية المدنية من دون زيادة مخاطر الانتشار النووي. ورداً على سؤال عن الخيارات العسكرية، جددت رايس تأكيدها أن التركيز ينصب على الديبلوماسية، وقالت:"لا اعتقد أن من المفيد التكهن في هذا الأمر، نقول دائماً أن الرئيس الأميركي جورج بوش يبقي على جميع الخيارات مطروحة لكن المسار الذي نتبعه الآن هو المسار الديبلوماسي". البرادعي إلا أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لم يستبعد استخدام القوة ضد إيران. وقال في حديث لمجلة"نيوزويك"الأميركية:"الديبلوماسية لا تعني الكلام فحسب وإنما تحتاج إلى وسائل ضغط وإلى استخدام القوة عند الضرورة القصوى"، رافضاً في الوقت ذاته تمديد المهلة الممنوحة لإيران لإظهار تعاونها الكامل، والتي تنتهي في السادس من آذار مارس المقبل. وأضاف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستعمل على الكشف عن حقيقة وأهداف البرنامج النووي الإيراني، وستفحص عينات من التربة وتستجوب علماء إيرانيين للتحقق من سلمية البرنامج. سترو ودعا وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إيران إلى طمأنة المجتمع الدولي الى أنها لا تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، محذراً في كلمة في مؤتمر حول الأمن في لندن الذي عقد على هامشه الاجتماع المغلق، من خطورة وصول أسلحة الدمار الشامل إلى أيدي"إرهابيين". في غضون ذلك، يجري مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ووزيرة الخارجية الأميركية ووزير العدل البرتو غونزاليس في الولاياتالمتحدة، تتناول الملف الإيراني. من جهة اخرى، عبّر الخبير الألماني في شؤون الإرهاب رولف توبهوفن عن عدم استبعاده توجيه ضربة عسكرية إلى إيران في حال فشل الجهود الحالية لتسوية النزاع في شأن برنامج طهران النووي. واعتبر الخبير الذي يترأس معهد إسن لأبحاث الإرهاب والسياسة الأمنية في مقابلة مع صحيفة"هويته"أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد"جاد في أي تهديد يوجهه إلى الغرب"، محذراً:"هذا الرجل خطر". وأشار توبهوفن إلى أن الخطر الذي سيحيق بأوروبا في هذه الحال أكبر بكثير من الذي سيهدد الولاياتالمتحدة"نظراً إلى وجود عشرات من الأهداف السهلة في أوروبا التي يمكن مهاجمتها بأقل مجهود". وأكد الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف أن الدولة العبرية لن تسمح للنظام الإيراني"الاستبدادي"الذي"يصدر الإرهاب الدولي"بامتلاك قدرات نووية. وصرح كاتساف الذي ولد في إيران عام 1945 لصحيفة"اي بي ثي"الإسبانية المحافظة أن امتلاك تلك القدرات"سيكون الخطوة الأولى لانتقال قنابل نووية إلى أيدي إرهابيين من حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية أو تنظيم القاعدة على سبيل المثال". وفي وقت لزمت إيران الصمت حيال اجتماع لندن، دعا قائد حرس الثورة الإسلامية باسداران اللواء يحيى رحيم صفوي الأميركيين والإسرائيليين إلى"عدم الفرح والا يفكروا في أعمال شيطانية، لأن الحرس والجيش على استعداد للرد بكل قوة". إلى ذلك، أعلن مسؤول في وزارة الثقافة الإيرانية حظر شبكة"سي أن أن"الإخبارية الأميركية في إيران"بسبب تحويرها"كلام الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ومحاولة تصويره كأنه قال إن إيران تسعى إلى امتلاك القنبلة النووية.