ردت طهران بهدوء لافت على وصف وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي برنامجها النووي بأنه"سري وعسكري"، داعية باريس الى"استخدام ثقلها لحل الازمة، بدل التصعيد وتكرار المواقف الاميركية". راجع ص8 جاء ذلك في وقت أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن"الطريق طويل جداً"قبل اللجوء الى القوة ضد ايران لتعطيل برنامجها النووي، فيما لم يستبعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية يوري بالويفسكي خيار القوة في الملف الايراني، مشدداً على وجوب العمل لمنع ذلك. وأعاد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو من الجزائر التي يزورها حالياً تسليط الضوء على"شكوك في سعي إيران الى امتلاك السلاح النووي بمساعدة شبكة باكستانية"، معرباً عن اعتقاده بأن طهران"ستميل إلى التعقل لأن ذلك يجنبها اتخاذ قرارات ضدها"في مجلس الامن. في طهران، أبدى سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي كبير المفاوضين في الملف النووي علي لاريجاني استهجانه لاتهام وزير الخارجية الفرنسي طهران بامتلاك برنامج نووي"عسكري سري"، واعتبره مجرد"تصريح للاستهلاك الاعلامي". ونفى لاريجاني ان يكون كلام الوزير الفرنسي معبّراً عن"واقع البرنامج الايراني السلمي"، مذكراً بأن بلاده"عضو في معاهدة الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل"، وزاد:"آمل بأن تستخدم فرنسا ثقلها لحل الأزمة، بدل اعتماد لهجة التصعيد وتكرار المواقف الاميركية". وفي واشنطن، ابلغت رايس قيادات يهودية أميركية أن"الطريق طويل جداً"قبل احتمال اللجوء الى القوة ضد ايران، مشيرة الى معارضتها العقوبات الاقتصادية التي"تلحق ضرراً بالشعب الايراني"، وفضلت ان تطاول القطاع المصرفي بدل النفطي، مثل قطع العملات الأجنبية عن طهران، وضرب قطاع البورصة فيها. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"أن وزيرة الخارجية الأميركية"ملتزمة الخط الديبلوماسي، من دون استبعاد الخيار العسكري"، وهي اكدت خلال الاجتماع الذي ضم ممثلي ثماني منظمات يهودية أميركية، أن إدارة الرئيس جورج بوش"ليست مستعدة لقبول ايران نووية، ولديها الصدقية الكافية اذا اضطرت للجوء الى الخيار العسكري". وأكد مساعد الوزيرة ستيفن ريد ميكر خلال لقائه الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى"ضرورة إتاحة الفرصة للعمل الديبلوماسي لحل الازمة الايرانية"، مشيراً الى أن الخيارات العسكرية غير مطروحة حالياً. في المقابل يو بي آي، نقلت وكالة انباء"ريا نوفوستي"عن رئيس الأركان الروسي تخوفه من خيار عسكري، مشيراً الى أن"العدوان الذي قد تشنه الولاياتالمتحدة على إيران، ربما يقابل برد فعل يصعب التكهن به في العالم الإسلامي". وأضاف المسؤول الروسي:"يصعب التكهن بطبيعة رد الفعل الذي سينشأ بسبب العمليات العسكرية التي قد تشن على إيران، لكن تطور الأحداث في هذا السيناريو، قد يثير الاضطراب في العالم أجمع، ولا يجوز السماح بذلك". ودعت اليابان والصين الى حل الأزمة ديبلوماسياً، وطلبتا من طهران الموافقة على اقتراح موسكو تخصيب اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية. ويتوقع أن يزور وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي بروكسيل الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، ولقاء منسق الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وسيكون الاقتراح الروسي حاضراً بقوة في جدول اعمال أول زيارة لمتقي لإحدى دول الاتحاد.