تسارعت وتيرة الاتصالات قبيل المؤتمر الدولي حول العراق الذي سيعقد في اسطنبول، وتقرر تأجيله الى غد، وسط توتر شديد بين تركيا والمتمردين الأكراد، وصل ذروته باتهام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الزعيم الكردي مسعود بارزاني بتوفير ملاذ للمتمردين ودعم الإرهاب. وطالب رئيس الوزراء العراقي المؤتمر بالتركيز على أمن العراق واستقراره. وفيما أعربت موسكو عن تفهمها لمخاوف أنقرة وحضتها على ضبط النفس، كشفت الولاياتالمتحدة أنها تزودها معلومات استخباراتية عن مواقع المتمردين الأكراد على طول الحدود مع العراق، وأعلن الجيش التركي انه قتل 15 متمرداً. وهاجم رئيس الوزراء أردوغان مساء الثلثاء رئيس اقليم كردستان العراق ورفض دعوته الى الحوار المباشر. وقال خلال الاحتفال بالعيد ال84 لتأسيس الجمهورية إن"مخاطبه السياسي بغداد وليس بارزاني الذي يدعم الارهاب، وهذا عقابه معروف في القانون الدولي"، وشدد على أن حكومته ستستخدم"حقها المشروع للرد". وجدد قوله إن الموقف من"الكردستاني"أهم اختبار للعلاقات بين أنقرةوواشنطن، مضيفاً انه سيسأل الرئيس جورج بوش في واشنطن الأسبوع المقبل عن كيفية وصول الأسلحة الاميركية الى المتمردين في شمال العراق. وتابع أن رئاسة الوزراء"أعدت ملفاً كبيراً يستند الى معلومات استخباراتية وعسكرية موثقة تثبت تعاون الادارة الكردية في شمال العراق مع حزب العمال وتقدم له الدعم اللوجستي والعسكري". ويتوقع أن يقدم أردوغان هذا الملف الى بوش خلال لقائهما في 5 الشهر الجاري ويطالبه بالتحرك وفقا لهذه الادلة. أما الرئيس عبدالله غل فقال إن"الولاياتالمتحدة ستخرج من العراق يوماً ما، وعلى بارزاني أن يدرك هذه الحقيقة ويراجع حساباته ويعرف من أبقى له ولشعبه". في واشنطن، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية ان الولاياتالمتحدة تزود تركيا معلومات استخباراتية عن مواقع المتمردين الأكراد على طول الحدود مع العراق. وقال جيف موريل ان"مفتاح أي رد عسكري هو امتلاك معلومات تتيح التدخل"، مؤكداً أن واشنطن"تبذل جهوداً لمساعدتهم الأتراك في الحصول على هذه المعلومات". وزاد أن الولاياتالمتحدة تتقاسم منذ وقت طويل"الكثير من المعلومات"مع الاتراك، لكنها كثفت في الآونة الأخيرة التنسيق مع انقرة في مجال الاستخبارات. وأوضح:"اننا نزودهم منذ وقت طويل معلومات استخباراتية ونعطيهم مزيداً من المعلومات بسبب مخاوفهم الأخيرة". وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس شدد الاربعاء في هولندا على أن أي تدخل تركي، وحتى أميركي، ضد المتمردين الاكراد في شمال العراق"لن يكون له معنى من دون معلومات استخباراتية دقيقة". واعتبر ان"ارسال العديد من الجنود لعبور الحدود أو إلقاء قنابل لا معنى له من وجهة نظري ومن وجهة نظر أي شخص، من دون استخبارات دقيقة". في بغداد التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، ودعا طهران الى"نزع فتيل"الأزمة مع تركيا، وطالب بأن يركز مؤتمر اسطنبول على أمن العراق واستقراره، فيما كشف وزير خارجيته هوشيار زيباري جهوداً لاطلاق الجنود الاتراك الأسرى لدى حزب"العمال الكردستاني"واتخاذ اجراءات لتقييد تحركات الحزب. وأعلن متقي ان بلاده غير راضية عن بقاء القوات التركية على الأراضي العراقية، وانها تسعى الى إيجاد تسوية ملائمة لانهاء الأزمة بين البلدين، وأبدى استعداد بلاده لاجراء مزيد من المحادثات مع الولاياتالمتحدة لتحسين الأمن في العراق.