وصل السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد أمس، الى إسطنبول في زيارة مفاجئة تأتي بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، يبحث فيها مع المسؤولين الأتراك في قضايا"عراقية"من بينها تسلل متمردين أكراد الى الأراضي التركية عبر شمال العراق. وتشعر تركيا بالقلق أيضاً حيال رغبة الأكراد العراقيين في توسيع حدود منطقة الحكم الذاتي التابعة لهم لتشمل مناطق أخرى، وخصوصاً مدينة كركوك الغنية بالنفط التي يعتبرها التركمان الناطقون بالتركية موطنهم. كما تخشى بأن"التوسع"الكردي في العراق، سيشجع أكراد تركيا على الضغط للحصول على وطن خاص بهم. كما تقلق أنقرة تقارير عن مشاركة حزب كردي تعتقد بارتباطه بعمليات التمرد في جنوب شرقي البلاد، في الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في منتصف الشهر الجاري. وتعتبر تركياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الحزب المتمرد"منظمة إرهابية". وتأتي زيارة خليل زاد الى تركيا بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الايراني الى أنقرة. وكانت الخارجية الأميركية سمحت لخليل زاد بلقاء مسؤولين إيرانيين حول العراق، وقال السفير الأميركي إنه سيحض المسؤولين الايرانيين على لعب دور بناء في العراق لأن استقراره سينعكس ايجاباً على المنطقة. لكن متقي قال خلال زيارته تركيا الخميس الماضي إن لا خطط لدى بلاده للقاء مسؤولين أميركيين. وتتهم الولاياتالمتحدة والحكومة العراقية سورية وايران بالسماح لمقاتلين أجانب بالتسلل الى البلاد، في حين ينفي البلدان هذه الاتهامات، ويقولان إن استقرار العراق يصب في مصلحتهما. الى ذلك، دعا رئيس إقليم كردستان زعيم"الحزب الديموقراطي الكردستاني"مسعود بارزاني تركيا الى حل خلافاتها مع الأكراد بالوسائل السلمية. ونفى بارزاني خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس العراقي جلال طالباني أن يكون تلقى دعوة الى زيارة تركيا، مطالباً"الدولة التركية بحل المشكلة الكردية في طريقة سلمية". وشدد رئيس اقليم كردستان على تأييده"حلاً سلمياً وليس القتال"أسلوباً لتسوية هذه المشكلة. كما حض طالباني وبارزاني الأكراد على التصويت لمصلحة لائحتهما الموحدة في الانتخابات المقرر إجراؤها منتصف الشهر الجاري. وأكد طالباني عدم وجود مقاومة في العراق، واصفاً من يحمل السلاح ضد الحكومة المنتخبة بأنه"إرهابي". وتابع أن"ما لدينا في العراق لا يعتبر مقاومة"، لافتاً الى وجود متشددين اسلاميين وأتباع أبي مصعب الزرقاوي"وهم مجرمون يتمتعون بخبرة". وقال:"وبالنسبة الى آخرين يحملون السلاح في العراق، ليس هناك تبرير لحمل السلاح لأن هناك ديموقراطية وحريات. واذا كانوا مقاومة حقيقية ومشرفة فيمكنهم ممارسة المقاومة عبر وسائل سياسية وديبلوماسية وبرلمانية".