أكدت الحكومة التركية أنها ستواصل مساعيها للوصول الى حلول سياسية للأزمة مع مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" المتمركزين في الاراضي العراقية. وتمثلت المساعي بنشاط ديبلوماسي كثيف، مع زيارة وزير الخارجية التركي علي باباجان للكويت، بعد السعودية، قبل زيارته بغداد اليوم تمهيداً لمؤتمر اسطنبول لدول جوار العراق مطلع الشهر المقبل. ولن تأمر انقرة جيشها ببدء"هجوم الشتاء"المنتظر قبل المؤتمر. راجع ص 4 و5 وتزامنت المساعي التركية مع جهود ديبلوماسية أميركية لحض تركيا على ضط النفس ودفع الجانب العراقي الى التحرك بالتنسيق مع العراقيين والحكومة الكردية ضد"المتمردين"الأكراد. وأوضح الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي غوردون غوندرو أن"الولاياتالمتحدة ملتزمة العمل مع الأتراك والعراقيين من أجل التعامل مع مشكلة حزب العمال الكردستاني الإرهابي". ونقل تلفزيون"أسوشيتد برس"صور أرتال عسكرية تركية مزودة أسلحة ثقيلة وتعزيزات بشرية، متجهة إلى الحدود مع العراق حيث ينتشر أصلاً عشرات آلاف الجنود الأتراك. وبعدما اعلن الرئيس العراقي جلال طالباني أن"حزب العمال الكردستاني"سيُعلن وقفاً لاطلاق النار من جانب واحد ليل أمس، أكد الحزب في بيان استعداده لوقف النار شرط أن يوقف الجيش التركي هجماته على مواقعه وعدم التوغل في شمال العراق. وأوضح بيان نشره موقع للحزب الكردي على الانترنت أن"لدينا استعداداً لوقف النار إذا توقف الجيش التركي عن مهاجمة مواقعنا وعن التوغل في شمال العراق، وأعلنوا الاتراك عن بدء عمليات السلام والهدوء". وتابع"نحن الطرف الكردي، لدينا استعداد لمعالجة جذرية للقضية الكردية. نؤمن بطريقة الحوار والحل السلمي وابعاد طريق العنف عن معالجة القضية". وخلال زيارة الكويت، قال وزير الخارجية التركي إن بلاده ستواصل بذل جهود ديبلوماسية قبل اللجوء إلى القوة مع متمردي حزب العمال الكردستاني ... لكن في النهاية، إذا لم نصل الى نتيجة، هناك وسائل أخرى قد نضطر إلى إستخدامها". وفي واشنطن، أعلنت الخارجية الأميركية أنها تبذل جهوداً ديبلوماسية حثيثة لحض أنقرة على عدم اجتياح شمال العراق. واتصلت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني أول من أمس للضغط من أجل الاقتراح الأميركي القاضي بضبط النفس تركياً واتخاذ العراق اجراءات ضد"العمال الكردستاني"، وفقاً للناطق باسم الخارجية شون ماكورماك الذي قال:"لا نعتقد بأن عمليات أحادية عبر الحدود تمثل الطريقة الأفضل للتعامل مع هذه المسألة"، مشيراً الى أن"من المهم اتخاذ اجراءات لمواجهة حزب العمال الكردستاني". وأضاف:"في رأينا، هناك طرق أفضل للتعامل مع هذه المسألة"، مثل"عمل الأتراك والعراقيين سوياً للقضاء على تهديد حزب العمال الكردستاني"، مشدداً على أن الولاياتالمتحدة تعتبر هذا الحزب"منظمة إرهابية". وزاد ماكورماك أنه فيما كانت رايس تتحدث الى أردوغان وبارزاني، نقل السفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر وجهة النظر ذاتها الى الرئيس طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي. ولم يستبعد ماكورماك أن يجري مسؤولون في البيت الأبيض، وربما بوش شخصياً، اتصالات مماثلة مع المسؤولين العراقيين والأتراك لمتابعة الجهود الأميركية لتطويق أزمة المتمردين الأكراد. وتابع:"نريد رؤية نهاية للأزمة يعمل فيها الأتراك والعراقيون سوياً، وسنفعل ما في وسعنا لحلها من دون توغل تركي عبر الحدود مع العراق". وكان أردوغان قال إنه أبلغ رايس بأن بلاده تتوقع"خطوات سريعة من الولاياتالمتحدة"لمواجهة المتمردين الأكراد، مشيراً الى أن وزيرة الخارجية الأميركية طلبت منه"أياماً قليلة". وفي بروكسيل، قال مسؤول كبير في حلف شمال الاطلسي إن"الارهاب"الذي تواجهه تركيا هو شأن"داخلي"لا يستدعي تدخلاً من حلفائها،"شأنها في ذلك شأن اعضاء آخرين في الحلف". وجاء هذا التصريح رداً على سؤال عما إذا سيلجأ الحلف الى البند الخامس من ميثاقه القاضي بمساعدة أي بلد عضو في حال تعرضه الى هجوم.