سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نواب من اليمين واليسار يخشون ان يتسبب فشل المؤتمر في انفجار الوضع في المنطقة . اسرائيل متفاجئة من "خيبة الامل" الفلسطينية : البيان المشترك لن يتناول بوضوح القضايا الجوهرية
استغربت أوساط سياسية قريبة من رئيس الحكومة ايهود اولمرت حديث الفلسطينيين عن "خيبة أمل" من نتائج الاجتماع السادس الذي عقده مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن الأربعاء الماضي في القدسالمحتلة، مشيرة إلى أن المسؤوليْن اتفقا فعلاً على تجنب"بيان مشترك"في ختام"مؤتمر الخريف"في أنابوليس الشهر المقبل يتناول بوضوح المسائل الحساسة في الصراع القدس واللاجئين والحدود، كما اتفقا على عدم تحديد سقف زمني للمفاوضات التي ستلي المؤتمر وتتناول هذه القضايا. وأضافت أن طاقمي العمل الفلسطيني والإسرائيلي تلقيا التعليمات من عباس واولمرت بأن يعملا على صوغ"بيان ضبابي"يتيح مواصلة العملية التفاوضية ويتجنب فشل المؤتمر، ويسمح بالذهاب إلى أنابوليس مع ما يمكن اعتباره جيداً أو مقبولاً"تستسيغه العين والأذن"ويحول دون تفجر المؤتمر. وأكدت هذه المصادر مجددا أن أقصى ما يقبل اولمرت أن يتضمنه"البيان المشترك"هو إعلان استعداد إسرائيل للتفاوض في المسائل الجوهرية للتسوية الدائمة بعد انتهاء المؤتمر من دون تحديد جدول زمني لإنهائها"شرط أن يكون التطبيق وفقاً لخريطة الطريق"الدولية. وزادت ان اولمرت يسير في درب سلفه ارييل شارون الذي تفادى دائماً وضع جدول زمني ملزم وآثر الحلول المرحلية والتطبيق التدرجي القائم على التيقن من تطبيق الفلسطينيين كل الخطوات المتفق عليها قبل الانتقال من مرحلة إلى أخرى. في غضون ذلك، أعرب نواب من اليمين واليسار، وكل لاعتباراته، عن مخاوفهم من أن يكون الضرر من المؤتمر الدولي في أنابوليس أشد من النفع. وقال وزير الخارجية السابق، القطب في حزب"ليكود"اليميني سلفان شالوم إنه يجدر بإسرائيل أن تعيد النظر في مسألة مشاركتها في المؤتمر وأن تتفادى تحديداً مؤتمراً فاشلاً سيفجر الأوضاع ويشعل المنطقة. وزاد أنه إذا أصر الفلسطينيون والعرب على ان يتناول المؤتمر"القضايا الجوهرية"في الصراع ليطالب إسرائيل بتنازلات حولها، فإنه يجدر بإسرائيل ألا تشارك"لأن الموقف من هذه القضايا رفض أي تنازل هو محط إجماع صهيوني". وأضاف أن اولمرت وحكومته لا يملكان أي تفويض برلماني أو شعبي لتقديم أي تنازل. ورأى أن"الانجاز الوحيد الذي قد تحققه إسرائيل من الذهاب إلى المؤتمر قد يتمثل في مشاركة المملكة العربية السعودية في المؤتمر بصفتها"لاعباً أساسياً"في المنطقة، لكنه أضاف مستدركاً أنه يجب"التنازل عن مثل هذا الإنجاز"في حال كان الثمن المطلوب من إسرائيل دفعه قبولها المبادرة العربية للسلام. من جهتها، قالت النائب اليسارية زهافا غالؤون إن جل ما يريده اولمرت تمرير الوقت والبقاء على كرسيه،"فهو أصلاً غير قادر على اتخاذ خطوات سياسية، فيما التحقيق في الفساد يلاحقه وتقرير آخر للجنة فينوغراد حول مسؤوليته عن فشل الحرب على لبنان ينتظره، ووزراء متطرفون مثل ايلي يشاي وأفيغدور ليبرمان في حكومته". وأضافت ان اولمرت ليس جدياً في مسعاه للتوصل إلى اتفاق سلام"كما أن من يظن أن السلام سيتحقق مع الحكومة في الضفة الغربية متجاهلاً مشكلة القطاع، فإنه كمن يدفن رأسه في الرمل". وتناولت تعليقات الصحف العبرية العثرات المتراكمة في طريق نجاح المؤتمر، وكتب عميت كوهين في"معاريف"ان الخيار الأسوأ بالنسبة الى الفلسطينيين هو الذهاب إلى المؤتمر والعودة منه بخفي حنين. وأضاف ان صدقية"أبو مازن"على المحك، مشيراً إلى أن أحد أسباب صعود"حماس"إلى الحكم"فضلاً عن فساد فتح والتطرف الديني المتزايد هو فقدان الفلسطينيين الثقة بالمفاوضات". وزاد انه إذا عاد"أبو مازن"بفشل مدوّ وعلني مما يبدو مؤتمر الأخير للسلام، فإن خيبة الأمل الفلسطينية ستكتسب زخماً. أما الخيار الثاني"الذي يلوح به عباس الآن كالسيف"فهو عدم الذهاب إلى المؤتمر، وهو ما يتيح له قليلاً مواجهة انتقادات"حماس"من خلال القول إنه لم يتنازل عن المبادئ. لكن هذا الخيار، بحسب المعلق، ليس في مصلحته تماماً"لأنه في غياب مسار سياسي لن يكون لديه ما يقترحه، وستنتهي ولايته في موعدها وربما قبل ذلك... وهكذا سينتهي دوره". ويخلص المحلل إلى أن من الصعب رؤية احتمال نجاح المؤتمر من دون ضغط أميركي، وتحديداً من الرئيس جورج بوش. ويضيف انه في حال أيقن الأميركيون ان عباس جاد في تهديده بعدم الذهاب إلى المؤتمر، فإنهم قد يضغطون على اولمرت لبلورة وثيقة"واسعة"أكثر مما يريد.