تسلّم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الخميس أكبر وسام بلغاري لدوره في الافراج عن الممرضات البلغاريات من سجون ليبيا في بداية زيارة تأمل باريس في أن تروّج لمصالحها التجارية. وأفرجت ليبيا في تموز يوليو الماضي، بعد وساطة من الاتحاد الأوروبي، عن خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني نال الجنسية البلغارية كانت حكمت عليهم بالاعدام في إدانتهم بتعمد إصابة 460 طفلاً ليبياً بفيروس"اتش.آي.في."المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب"الايدز". وأوفد ساركوزي زوجته سيسيليا الى ليبيا مبعوثة نيابة عنه. وقدم الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف لساركوزي أعلى وسام في البلاد. وقال ساركوزي بعد مراسم الاحتفال:"مأساة الممرضات البلغاريات لم تكن مأساة الشعب البلغاري فقط وانما كانت مأساة أوروبا وفرنسا أيضاً". وأضاف:"كل عضو أوروبي يجب ان يعتمد على تضامن الأعضاء الآخرين". وأثار دور ساركوزي في هذه القضية جدلاً في فرنسا واصاب بالقلق بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين قالوا ان الرئيس الفرنسي زعم ان له الفضل في اللحظة الأخيرة بعدما أمضت بروكسيل ثلاث سنوات تتفاوض مع طرابلس. وفتح الافراج عن الممرضات الطريق أمام زيارة ساركوزي لطرابلس التي اثمرت عن صفقة أسلحة ومذكرة تفاهم في شأن اتفاق للطاقة النووية. ونفى ساركوزي لاحقاً أي علاقة بين صفقة الأسلحة وقضية الايدز. وقالت الممرضات، اللاتي من المفترض أنهن التقين الرئيس الفرنسي أمس، على الدوام انهن بريئات. ويتوقع ان يعرض ساركوزي الذي قال في هنغاريا الشهر الماضي انه يريد بناء جسور مع شرق اوروبا، على بلغاريا التعاون في الطاقة وبناء السفن وتعزيز المصالح الفرنسية في صفقتين رئيسيتين.