كشف مصدر فرنسي رفيع ل "الحياة" أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي سيزور باريس قبل نهاية السنة الجارية، تلبية لدعوة من الرئيس نيكولا ساركوزي الذي لعب وزوجته سيسيليا دوراً كبيراً في إطلاق فريق طبي بلغاري تتهمه طرابلس بحقن مئات الأطفال بالفيروس المسبب لمرض الايدز. وقال المصدر إن"فرنسا تعتبر ليبيا دولة مهمة في الشرق الأوسط، إضافة إلى كونها بلداً شاسعاً، ونقطة تقاطع أفريقية، كما أنها تتحمل موجات هجرة تأتي من الصحراء. وأضاف أن في إمكان ليبيا أن تلعب دور عامل استقرار في أفريقيا، وهذا يتطابق مع قناعة القذافي حول دور بلده ودوره الشخصي في هذه المنطقة". وأشار إلى أن"ساركوزي عازم على إنشاء الاتحاد المتوسطي الذي من الصعب إطلاقه ان لم تكن ليبيا جزءاً منه". وأضاف أن القذافي"يطمح إلى لعب دور على صعيد تنظيم أفريقيا، ومساعدتها على التنمية، وهذان الدوران مترابطان، كما أن لفرنسا تقليداً يقضي بتأييد القادة الأفارقة والوجود إلى جانبهم، ما يعني أن هناك اهتمامات مشتركة بين البلدين". ولفت إلى أن تطبيع العلاقات مع طرابلس"بدأ خلال زيارة الرئيس السابق جاك شيراك، وتم بصورة نهائية بعد الإفراج عن الممرضات والطبيب البلغار، ما شكل مناسبة أساسية أتاحت لساركوزي أن يزور ليبيا". وزار ساركوزي طرابلس في تموز يوليو الماضي، ووقع مذكرة تعاون في مجال التصنيع العسكري، إضافة إلى اتفاق مبدئي لتزويد ليبيا مفاعلاً نووياً لأغراض مدنية. وأثارت هذه الخطوة احتجاجات عاصفة من شركاء أوروبيين والمعارضة الاشتراكية ركزت على"مشروعية منح الطاقة النووية لنظام ديكتاتوري".