استشهد الرئيس الاميركي جورج بوش بكوريا الشمالية، لطرح امكانية اجراء محادثات مباشرة مع ايران، مشترطاً لذلك ان تبادر طهران إلى تعليق نشاطاتها النووية الحساسة. وشدد بوش، متحدثاً في لانكاستر بولاية بنسلفانيا، على أن الملفين النوويين الكوري الشمالي والإيراني يستوجبان أسلوبين مختلفين في المعالجة، لكن الولاياتالمتحدة وافقت على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع كوريا الشمالية وربما تفعل ذلك مع ايران اذا امتثلت لشروط محددة. وأدلى بوش بهذه التصريحات، في وقت سجل فيه تقدم في ملف نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، يدعم قراره المشاركة في مفاوضات سداسية مع النظام الشيوعي. في المقابل، لا تزال ايران، التي لا تربطها علاقات ديبلوماسية مع الولاياتالمتحدة منذ 1980، ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم على رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها، والتهديد بعقوبات دولية جديدة. وقال الرئيس الاميركي:"كل حال مختلفة. واذا كان سؤالكم: هل انك ستجلس ذات يوم الى طاولة المفاوضات ذاتها معهم؟ الايرانيين. أثبتننا اننا نفعل ذلك مع كوريا الشمالية، والجواب هو: نعم، شرط ان نتوصل الى شيء ما، شرط ان يكون في وسعنا تحقيق هدفنا". وأشار بوش الى ان الولاياتالمتحدة عرضت عام 2006 على ايران المشاركة في محادثات متعددة الاطراف، على ان تبدأ بتعليق تخصيب اليورانيوم، على رغم تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الذي دعا الى"محو اسرائيل عن الخريطة". وقال بوش:"القرار يعود اليه الآن وليس إلي". وشدد بوش على أن اي تخلف من جانب كوريا الشمالية في الإيفاء بتعهداتها، سيترتب عليه"عواقب". اما بالنسبة إلى إيران، فجدد الرئيس الأميركي التأكيد على رغبته في حل الازمة بالسبل الديبلوماسية، في وقت تظهر فيه مخاوف من ان تصعيد التوتر قد يؤدي الى مواجهة عسكرية. وفي طوكيو، رحب رئيس الوزراء الياباني ياسوو فوكودا بالاتفاق المتعدد الاطراف الذي تم التوصل اليه حول الملف النووي الكوري الشمالي داعياً بيونغ يانغ الى اتخاذ كل التدابير لتطبيقه. وقال فوكودا امام البرلمان ان"الخطوات الواجب على كوريا الشمالية اتخاذها نهاية السنة لتفكيك برامجها النووية باتت واضحة واننا مرتاحون لذلك". وأضاف:"نأمل بأن تترجم كوريا الشمالية هذه الخطوات على الارض لاحترام الاتفاق". يأتي ذلك بعدما أفادت الحكومة اليابانية بأنها ستبقي حظرها التجاري والعقوبات الاخرى الاحادية الجانب المفروضة على نظام كوريا الشمالية، في غياب تقدم في ملف اليابانيين الذين خطفتهم بيونغيانغ في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته. واختتمت المرحلة الثانية من الجولة السادسة للمحادثات السداسية في بكين بإصدار وثيقة مشتركة جددت فيها بيونغيانغ التزامها عدم نقل أي مواد أو تقنيات أو معرفة نووية الى دول أخرى. كما وافقت على تقديم إعلان كامل وصحيح عن برامجها النووية كاملة نهاية العام 2007. وأشارت الوثيقة الى ان كوريا الشماليةواليابان ملتزمتان العمل على تطبيع علاقاتهما سريعاً، من خلال مشاورات مكثفة بينهما. ومن المقرر أن تطلب اليابان من كوريا الشمالية الاستئناف المبكر للمحادثات على مستوى لجان العمل استناداً إلى الاتفاق.