قوبل كشف كوريا الشمالية عن جزء من برنامجها النووي بترحيب من دول وشخصيات وتحفظ من قبل أخرى, فيما سارع الرئيس الأميركي جورج بوش إلى رفع جزئي للعقوبات التجارية المفروضة على بيونغيانغ والتعهد برفعها من قائمة الدول الراعية للإرهاب إذا قدمت بيانا مفصلا بأنشطتها. ورأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التصرف الكوري الشمالي (تطور مشجع جدا). وكذا قال وزير خارجية كندا ديفد إيمرسون, في حين قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ هوان إن سول تنظر إلى ذلك بإيجابية. بيد أن مكتب الرئيس الكوري يو ميونغ دعا إلى تحليل التصرف الكوري الشمالي بترو للتأكد من أنه خطوة على طريق التفكيك الكامل لبرنامج بيونغ يانغ النووي. ، وهو ما أعلنه وزير الخارجية الياباني ماسا هيكو كومورا داعيا إلى (التحقق من محتويات الإعلان). وكانت كوريا الشمالية سلمت حليفتها الصين إحدى الدول الست المعنية بمفاوضات تفكيك البرنامج النووي الخميس إعلانا جزئيا من 60 صفحة عن إنتاجها للبلوتونيوم بعد تأجيل دام ستة أشهر في خطوة هي الأولى نحو التخلي عن طموحاتها النووية. ويمهد كشف بيونغ يانغ عن أنشطتها النووية الطريق أمام استئناف المحادثات السداسية التي تضم كلا من الصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة والكوريتين، للبدء في تنفيذ الخطوات التالية من الاتفاق. مع العلم بأن تحديد موعد لاستئناف تلك المحادثات لم يتم حتى الآن. وفي موسكو قال نائب وزير الخارجية الروسية أليكسي بوبودافكين إن فكرة عقد اجتماع للجنة السداسية الأسبوع المقبل قيد البحث. من ناحيته قال المفاوض الصيني في الملف النووي لكوريا الشمالية وو داوي إن الأطراف متفقون على أنه سيتم إخضاع البيانات للتحقق وكذلك لسلسلة مبادئ متعلقة بعملية التحقق هذه. وكان الرئيس الأميركي بوش قد رحب في تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض بالخطوة الكورية الشمالية واعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح وأرفق موقفه برفع جزئي لبعض العقوبات التجارية المفروضة وتعهد بمطالبة الكونغرس برفع الدولة الشيوعية من قائمة الدول الإرهابية بعد 45 من إقرارها بكامل برنامجها. وقال بوش إنه يتعين على كوريا الشمالية أن تنفذ باقي تعهداتها في مجال تفكيك قدراتها النووية تحت طائلة مواجهة (عواقب أخرى). وحذر بوش في المقابل من أنه سيتم فرض مزيد من العقوبات عليها (إذا اتخذت خيارات خاطئة) وأخلت بوعودها بالكشف التام عن نشاطاتها. وقال إن هدفه هو شبه التوصل إلى جزيرة كورية مستقرة وخالية من القمع والجوع. ووجه عدد من النواب الجمهوريين الأميركيين والديمقراطيين انتقادات حادة لهذا القرار، ووصفه جون بولتون السفير السابق بالأمم المتحدة بأنه شائن. ونقلت أسوشيتد برس عنه قوله إن قرار شطب كوريا من اللائحة الأميركية السوداء يمثل (الاندحار النهائي للسياسة الخارجية لبوش). من ناحيته أبدى المرشح الديمقراطي إلى البيت الأبيض باراك أوباما معارضته رفعا متعجلا للعقوبات الأميركية المفروضة على بيونغ يانغ. وقال سناتور إيلينوي في بيان إن (الهدف يجب أن يكون واضحا وهو إزالة تامة يمكن التحقق منها لبرنامج التسلح النووي لكوريا الشمالية الذي لم يتوقف عن التطور عندما كنا نرفض التفاوض) معهم. وفيما يخص الملف الذي تسلمته الصين، أعلنت الخارجية الأميركية أن البيانات التي تضمنها لم تكشف فقط عن إنتاج كوريا الشمالية للبلوتونيوم وإنما كذلك عن أنشطة لتخصيب اليورانيوم والانتشار النووي. وكان من المقرر أن تكتمل هذه المرحلة من تفكيك البرنامج النووي بنهاية عام 2007، لكن خلافا بشأن الأموال والمساعدات ومحتوى الإعلان الذي ستصدره بيونغ يانغ أخر التقدم في العملية.