باشر مفاوضون عن الصين والكوريتين والولاياتالمتحدة وروسيا واليابان في بكين أمس، محادثاتهم السداسية التي تستغرق ثلاثة أيام على الأقل، بعد ستة أشهر من الوساطات الديبلوماسية المكوكية. وتصافح المندوبون قبل أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات في دار ضيافة رسمية. وعقدوا الاجتماع الثاني من نوعه الذي يجرى بوساطة صينية. واستغرقت الجلسة الأولى الموسعة أربع ساعات. ولا يتوقع كثرٌ من المحللين أن تتمخض المحادثات عن تقدم كبير، نظراً الى انعدام الثقة بين واشنطن وبيونغيانغ وخلافهما في شأن برنامج تخصيب اليورانيوم الكوري الشمالي المشتبه به. وكرّرت كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة أثناء عرض ملاحظاتهما الأولية، مواقفهما المبدئية، علماً أنهما يختلفان حول الجدول الزمني لعملية محتملة لنزع سلاح النظام الكوري. وطلبت واشنطن التخلي التام عن المنشآت النووية الكورية الشمالية. وأصرّ مساعد وزير الخارجية الأميركي جيمس على تفكيك كل برامج الأسلحة الذرية لكوريا الشمالية على نحو يسهل التحقق منه ولا يمكن الرجوع عنه، لكنه قال أن بلاده لا تعتزم مهاجمة بيونغيانغ التي وصفتها ذات يوم بأنها تشكل "محوراً للشر" مع إيران والعراق. وعلى هامش المحادثات، عقد المفاوضون الأميركيون والكوريون الشماليون اجتماعات ثنائية استمرت ساعتين ونصف الساعة، في أطول لقاء معلن عنه منذ بدء الأزمة الكورية الشمالية في تشرين الأول أكتوبر 2002. وأبدت كوريا الشمالية أملها في أن تتمخض المحادثات عن "نتيجة إيجابية" وتضييق الفجوة مع واشنطن، مما يؤدي إلى كسر الجمود الحالي. وقال كيلي في بيان: "تريد الولاياتالمتحدة تفكيكاً كاملاً لا رجعة فيه ويمكن التحقق منه لبرامج الأسلحة سواء القائمة على البلوتونيوم أو اليورانيوم". وأضاف: "أوضح الرئيس بوش أن الولاياتالمتحدة ليس لديها نية غزو كوريا الشمالية أو مهاجمتها". وكررت واشنطن موقفها القاضي بعدم مكافأة بيونغيانغ لوفائها بالتزاماتها النووية الدولية. وأشارت ناطقة باسم السفارة الأميركية إلى أن "مواصلة كوريا الشمالية لمساعيها لتطوير أسلحة نووية سيؤدي فقط إلى مزيد من عزلتها". من جهته، قال كبير مفاوضي كوريا الجنوبية لي سو هيوك، أن بلاده اقترحت عقد محادثات سداسية شهراً بعد شهر، على أن تجتمع مجموعة عمل بين الفترتين. وأضاف أن سيول اقترحت خطة من ثلاث مراحل ستكون أساساً لمحادثات اليوم الخميس. وتتمثل المرحلة الثانية في التنفيذ. أما المرحلة الثالثة فستعالج القضايا الأخرى المعلقة. وأعلنت كوريا الشمالية استعدادها للتحلي ب"المرونة" على أن تبقى وفية لمبادئها. من ناحيته، رأى المندوب الياباني ميتوجي يابوناكا أنه إذا أفضت المفاوضات إلى تطبيع في العلاقات بين طوكيو وبيونغيانغ فإن "اليابان ستكون مستعدة للمشاركة في التنمية الاقتصادية لكوريا الشمالية".