تعد الولاياتالمتحدة العدّة لحرب باليستية صاروخية جائزة أو مفترضة على كوريا الشمالية في"مختبر"ناء بولاية كولورادو، في وسط البلاد. والإعداد هذا هو"لعبة حربية"، أو محاكاة تلفزيونية والكترونية يقصد بها اختبار جدوى العناصر الأولى من الدرع المضادة للصواريخ. وتمنح معطيات اللعبة البلد الذي يقوم مقام الشمال الكوري مخزوناً عسكرياً كبيراً. فهو يملك، بحسب اللعبة الالكترونية، 300 صاروخ قصير المدى مسلطة على قوات الجنوب المنتشرة على الحدود، و100 صاروخ متوسط المدى في مستطاعها بلوغ معظم نواحي الجنوب، الى 15 صاروخاً بعيد المدى في وسعها بلوغ العاصمة الجنوبية، بطرف البلاد. وطوال دقائق بعد إطلاق الصواريخ الباليستية الطويلة المدى، لا يظهر أثر ضوئي على الشاشة التي تحاكي عملية الإطلاق، وتتعقب مسار الصاروخ. ويرد خبراء وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية"عمى"الشاشة الى عسر تعقب الصاروخ في مرحلته الأولى. فاحتساب المسار يصبح في متناول الشاشات عند دخول الصاروخ مرحلته الثانية. وهذا يقتضي نصب رادارات متقدمة وقريبة من مناطق الإطلاق. والدفاع الصاروخي الأميركي الفعلي قوامه 19 صاروخاً معترضاً منصوبة في فورت غريامي، بألاسكا، الى ثلاثة أجهزة إطلاق في فاندينبيرغ بكاليفورنيا. وتتولى أقمار اصطناعية الرصد الجوي، وتتولى أربعة رادارات أرضية، في القاعدتين الأميركيتين، وفي فلاينغ دايلز ببريطانيا وتوليه في القطب، الرصد الأرضي. والى هذه، تجول البحار سفن حربية تحمل رادارات متحركة وأنظمة"إيجيس"وصلت بأجهزة رصد منصوبة في اليابان. ويقارن كومبيوتر ضخم شبكة الرادارات الحالية فوق أوروبا والشرق الأوسط بالشبكة المفترضة غداة نصب الدرع الصاروخية المضادة في تشيكيا. ويخلص الخبير الأميركي من المقارنة الى أن الدرع المزمعة تتيح رصد التهديد حين إطلاق الصاروخ الباليستي من طريق مراكمة اللواقط ومزج وسائل الرد. فتتعقب الرادارات الضخمة مسارات الصواريخ خطوة خطوة، بينما تستبق الشاشات المتصلة بأجهزة الكومبيوتر احتساب"النافذة"المتاحة لاعتراض الصواريخ. وحظوظ اعتراض الصواريخ المعترضة تترجح، بحسب الصواريخ المنطلقة، بين 50 و65 و75، الى 99 في المئة. ومصدر الصعوبة هو اختيار الصاروخ المضاد المناسب. وقد يقتضي ضمان تدمير الصاروخ المضاد اعتراضه بأكثر من صاروخ مضاد واحد. ويفترض الدفاع المضاد أن أهداف صواريخ العدو الشمال مرتبة على مراتب. فتتصدر عاصمة الجنوب الأهداف الهجومية، ثم تليها القاعدة العسكرية الاستراتيجية، فالبنية التحتية المدنية الحيوية. ويطعن المنددون بهذا السلاح في ارتفاع نسبة الاخفاقات، وفي تكلفة التجهيز قياساً على مردودها. ويذهب الجنرال هنري أوبرينغ، قائد الدفاع الصاروخي، الى أن 30 اختباراً من 38 كانت ناجحة، وكان آخرها في 27 أيلول سبتمبر المنصرم وصعوبة الاختبار منشأها أن على الصاروخ المضاد أن يصيب الصاروخ إصابة مباشرة، وپ"يقتله"قتلاً، على خلاف التعطيل بواسطة تفجير رأس أو جهاز قريب من مسار الصاروخ. عن أرنو دولاغرانج، "لوفيغارو" الفرنسية، 24/10/2007