انتخب الارجنتينيون كريستينا فرنانديز دي كيرشنر رئيسة للبلاد في الدورة الاولى من اقتراع تنافست فيه مع النائبة اليسا كاريو، التي اعترفت بهزيمتها في هذه الانتخابات. وحصلت السيدة الاولى الارجنتينية على 44.14 في المئة من الاصوات مقابل 23.26 في المئة لمنافستها كاريو, بحسب نتائج شبه نهائية، بعد فرز 88 في المئة من أصوات الناخبين. أما وزير الاقتصاد السابق روبرتو لافانيا، فحصل على 17.17 في المئة من الاصوات. وأعلنت فرنانديز فوزها في الانتخابات فور إعلان النتائج الرسمية الاولى، ما اثار غضب منافستها، التي اعترفت لها في نهاية المطاف بفوزها. وفي تصريح مقتضب أمام انصارها في احد فنادق بوينس ايرس الكبرى, عبرت فرنانديز عن شكرها للأرجنتينيين، وأشادت بزوجها الرئيس المنتهية ولايته نيستور كيرشنر، الذي كان يقف الى جانبها. ودعت الرئيسة الجديدة الجميع الى الاتحاد، مؤكدة أن فوزها لا يجعلها في"موقع تتمتع فيه بامتيازات"، بل على العكس، يجبرها على العمل"بمسؤولية". وتعمل فرنانديز 54 سنة على الساحة السياسية تحت راية البيرونيين منذ اكثر من عشرين سنة الى جانب زوجها. وستتولى السيدة السمراء الأنيقة الى ابعد حد على حد تعبير مؤيديها, الرئاسة خلفاً لزوجها في العاشر من كانون الاول ديسمبر المقبل. وأكدت نتائج الانتخابات الرئاسية في الارجنتين التوقعات بفوز السناتور كريستينا فرنانديز كيرشنر، التي اوردتها استطلاعات الرأي. "آل كلينتون الجنوب" ويطلق على الزوجين كيرشنر في الارجنتين"آل كلينتون الجنوب"في اشارة الى الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري التي تطمح لخوض انتخابات الرئاسة الاميركية السنة المقبلة عن الحزب الديموقراطي. واشادت المرشحة السابقة للحزب الاشتراكي الفرنسي للانتخابات الرئاسية في فرنسا سيغولين روايال في بيونس ايرس بفوز فرنانديز. وقالت روايال:"انا سعيدة كوني اشارك مباشرة في احتفالات النصر بفوز كريستنيا كيرشنر من الدورة الاولى في هذه الانتخابات الرئاسية التي تعتبر برأيي مفصلاً تاريخياً في هذا البلد الكبير الذي هو الارجنتين". واضافت روايال:"احيي شجاعتها لأني اعرف الى اي حد يكون الامر صعباً بالنسبةإلى النساء". وفرنانديز هي اول رئيسة تنتخب في الارجنتين، لكنها ليست اول رئيسة تحكم البلاد. فقد تولت ايزابيل بيرون، الزوجة الثالثة للرئيس السابق خوان بيرون، السلطة بعد وفاة زوجها عام 1974، لأنها كانت نائبة للرئيس. وهي المرأة الثانية التي تحتل منصب الرئاسة في أميركا اللاتينية بعد انتخاب التشيلية ميشال باشليه. وفرنانديز محامية أصلاً، انتخبت مرات عضواً في مجلسي النواب والشيوخ. وفازت منذ سنتين في الانتخابات في منطقة بوينس ايرس، وهي مختلفة عن العاصمة، وتضم نحو اربعين في المئة من الناخبين. وفازت حينذاك بمقعد في مجلس الشيوخ، بعد هزمها منافستها تلك الفترة هيلدا دوهالدي، زوجة الرئيس السابق ادواردو دوهالدي. ولم يؤد الإعلان عن فوز فرنانديز بالرئاسة الى تجمعات لأنصارها في الاماكن التقليدية التي يتدفق عليها سكان العاصمة في الاحتفالات. وقال معلقون ان صدمة العام 2001 ما زالت ماثلة في اذهان الارجنتيين، عندما تعاقب في اوج ازمة اقتصادية خمسة رؤساء في اقل من شهر، موضحين ان الارجنتينيين اصبحوا يتطلعون الى الاستقرار. واضافوا ان تصويت الناخبين بقوة ومن دون حماسة لفرنانديز, دليل على ذلك. وبعد تراجع اجمالي الناتج الداخلي حوالى 11 في المئة في 2002, استأنفت الارجنتين الانتعاش الاقتصادي في السنة التالية بفضل نمو"على الطريقة الصينية"بلغ حوالى تسعة في المئة سنوياً. ويرى اقتصاديون ان الامر السيىء الوحيد هو ان التضخم سيبلغ بين 16 و20 في المئة هذه السنة, بينما تؤكد الارقام الرسمية ان نسبة التضخم لا تتجاوز العشرة بالمئة. وخلال حملتها التي أجريت بتحفظ وفي الخارج في جزئها الاكبر, لم تكشف فرنانديز عن السياسة التي تنوي اتباعها مكتفية بالقول انها ستواصل السياسة اليسارية التي يطبقها زوجها منذ اربع سنوات.