حقق الرئيس الأرجنتيني نيستور كيرشنر إنتصاراً مهمّاً في الإنتخابات الاشتراعية التي أجريت أول من أمس، من خلال تقدم اللوائح التي شكلها في أكثرية الولايات. ويجعل هذا الإنجاز الإنتخابي من الرئيس، الفائز الأول في هذه الإنتخابات، كونه خاطر برصيده عندما خرج من تحالفاته التقليدية وألف لوائح تكن له الولاء مباشرة، ما وضعه في منتصف ولايته في موقع مميّز للترشح مجدداً بعد سنتين. ونالت"الجبهة من أجل النصر"التي يتزعمها كيرشنر وتتشكل من جزء من الحزب البيروني الموالي له المؤتلف مع عدد من القوى الوسطية غير المتجانسة، على أكثر من 40 في المئة من الأصوات، فيما لم ينل أيّ من خصومه نصف هذه الأصوات على الصعيد الوطني. وعلى رغم هذه النتائج المهمة، فان الائتلاف الموالي للرئيس لم يحصل على أكثرية في مجلس النواب، ما يضطره الى الدخول في تحالفات، مع الفارق الأساسي أن هامش المناورة لديه اتسع. وأكدت انتخابات نصف الولاية التي جددت لنصف البرلمان وثلث مجلس الشيوخ وعدد من مجالس الولايات، تحرر الرئيس الأرجنتيني من عرّابه السياسي وأحد زعماء الحزب البيروني إدواردو دوهالدي الذي شغل قبله كرسي الرئاسة في فترة انتقالية عام 2002، على أثر الكارثة الإقتصادية التي أدت إلى إنهيار النظام المصرفي ووصول البلد إلى حافة الإفلاس. معارك الأشقاء وكانت"أم المعارك"تلك التي خاضتها زوجتي كيرشنر ودوهالدي في ولاية بوينس آيرس التي تضم لوحدها أكثر من ثلث الناخبين البالغ عددهم 26 مليوناً. وفازت كريستينا كيرشنر بضعف أصوات شيشي دوهالدي. واللافت في هذه الإنتخابات، إضافة إلى نسبة المشاركة الضعيفة، أن التشكيلة الحزبية الأرجنتينية ما زالت معطلة منذ أحداث 2002 التي أدت إلى إنهيار الحزب الراديكالي بعدما كان يشكل الطرف الذي يتداول السلطة تقليدياً مع الحزب البيروني. وهكذا انحصرت أكثرية المعارك الإنتخابية بين اتجاهات مختلفة من الحزب البيروني، باستثناء العاصمة حيث فاز"بيرلوسكوني الأرجنتين": موريسيو ماكري، رجل أعمال ورئيس نادي كرة القدم بوكا جونيورز. بانتظار جورج بوش وتشكل نتائج جبهة الرئيس الأرجنتيني أولاً، تكريساً لزعامته ولشرعية أدائه بعد سنتين من الحكم، هو الذي عانى من"نصف شرعية"انتخابه. كما تشكل دعماً قويّاً لمشروعه باحتلال يسار - وسط المشهد السياسي، ما يجعله أقوى المرشحين لخوض الإنتخابات الرئاسية المقبلة عام 2007. وسبق ان صرح كيرشنر مرات عدة بأنه لا يريد التجديد، وإذا أصر على رأيه فان انتخابات الأحد اثبتت أن زوجته تتمتع بكل المواصفات لخوض هذا التحدي. وفي انتظار هذا القرار، تأتي نتائج الأحد الماضي لتكرس شرعية الرئيس الأرجنتيني الدولية، قبل ان يستضيف في نهاية الأسبوع الحالي،"قمة الأميركيات"التي تجمع 34 رئيس دولة يتقدمهم الرئيس جورج بوش.