أثار قرار رئيس الأرجنتين السابق نيستور كريشنر الامتناع عن ترشيح نفسه لمواصلة الرئاسة، بعد فترة واحدة لمدة أربعة أعوام بدأت عام 2003، الدهشة والاستغراب نظرا إلى الشعبية التي يتمتع بها بعد أن تمكن من قيادة البلاد خلال الفترة التي تلت أزمتها الاقتصادية الكبيرة عامي 2001 و2002. وأعلن كريشنر الوقوف بكل ثقله وراء زوجته كريستينا لتشغل مقعده. وبالفعل فازت الزوجة بالانتخابات الرئاسية عام 2007. ويبدو أن السلطة تواءمت جيدا مع سيدة الأرجنتين الأولى وزوجها، فقد ازدادت أملاك آل كيرشنر بمعدل كبير خلال الفترة التي كانا يحتلان فيها الرئاسة، ما لفت أنظار بعض الفضوليين. بدأت كريشنر حياتها السياسية عضوة في حركة الشبيبة البيرونيين عام 1970 في منطقة سانتا كروز، وتدرجت في المناصب الحزبية، إلى أن فازت في انتخابات عام 1995 لتمثل المقاطعة في مجلس الشيوخ، كما فازت للمرة الثانية في انتخابات 2005 عن منطقة بوينس آيرس. ثم فازت بالانتخابات الرئاسية عام 2007، لتصبح خلفا لزوجها الرئيس الأرجنتيني السابق نيستور كريشنر. وأعلنت كريستينا أمام حشد من أنصارها في مقر حملتها الانتخابية «فزنا بفارق كبير». وأضافت أن فوزها لن يجلب لها مزايا بقدر ما سيلقي عليها مسؤوليات والتزامات أكبر. وخصت كريستينا زوجها الرئيس نيستور كريشنر بقولها: «إنه يقف بجانبي اليوم كما وقف بجانبي طوال حياتي». وتعهدت بمواصلة سياساته في مكافحة الفقر والبطالة. وتعد كريستينا أول امرأة تنتخب لرئاسة البلاد، وكانت إيزابيل بيرون الزوجة الثالثة للرئيس السابق خوان بيرون حكمت البلاد إثر وفاته عام 1974، لكن دون انتخاب بحكم أنها كانت تشغل منصب نائب الرئيس. وأطاح بها انقلاب عسكري بعد سنتين. وكشف الإقرار الرسمي الذي قدمته رئيسة الأرجنتين إلى مكتب مكافحة الفساد العام الماضي أن ثروة الزوجين قد ازدادت بنسبة 158.2 %. وتقديم ذلك الإقرار هو إجراء رسمي يلتزم به الشخص الذي يحتل منصب الرئيس طوال فترة وجوده بالإدارة. وتعد مدينة الكالافاتي مركز إمبراطورية كريشنر الاقتصادية، حيث إن الزوجين لديهما فيها 180 فدانا من الأرض التي كانا اشترياها بسعر مغر بالنسبة إلى أسعار الممتلكات في تلك المنطقة، ثم خصصا أجزاء منها للإيجار وأخرى لبناء الشقق. ولم يكن إرث كريشنر فقط في مجال العقارات، فقد كان لدى الزوجين أرباح كبيرة من المشاريع السياحية ومن ودائع البنوك. وتعتمد إمبراطوريتهما على البناء، وبيع وشراء الأراضي والسياحة. وبعد أن تلقى النائب العام في مكتب مكافحة الفساد ذلك البيان، تلقى بلاغا يطالبه بالتحقيق فيما إذا كانت هذه الزيادة الضخمة لإرث آل كريشنر تعد جريمة، وقد أضيف ذلك البلاغ إلى عدد آخر من الشكاوى التي تلقاها النائب العام حول الموضوع نفسه خلال عام 2008. وكان القاضي أغلق القضية في العام الماضي، وأصبح الآن على المحكمة أن تقرر إذا ما كانت ستعيد النظر في القضية مرة أخرى أم لا. وقد دافعت أنيبال فرنانديز المتحدثة الرسمية باسم رئيسة الأرجنتين عن ذلك المعدل المتسارع لنمو الثروة: «من حق كل واحد في السلطة أن يكون له إرثه الخاص وأن تكون له حياته الخاصة. فهذه هي روح الرأس مالية». ولم ينكر أبدا آل كريشنر عملهما في مجال العقارات قبل أن يصلا إلى السلطة، ولكن المشكلة تتعلق بمعدل زيادة ثروتهما في الآونة الأخيرة .