دعي الأرجنتينيون أمس الى المشاركة في الجولة الأولى من انتخابات رئاسية، تعتبر زوجة الرئيس الحالي كريستينا فرنانديز كريشنر الأوفر حظاً للفوز بها، لتقود اعتباراً من كانون الاول ديسمبر المقبل بلاداً تتمتع بالازدهار والاستقرار. ويرجع كثير من الأرجنتينيين للرئيس الممثل لوسط اليسار كريشنر فضل انتشال البلاد من أزمة اقتصادية كبيرة، واستخدام النمو ونسبته ثمانية في المئة لتوفير وظائف وزيادة الأجور والمعاشات. وكانت السناتور فرناديز أبرز مستشاري زوجها في ولايته الرئاسية التي استمرت 4 سنوات. ويأمل الناخبون بأن تحافظ على الرخاء الذي حققه زوجها على رغم القلق الناجم عن ارتفاع نسبة التضخم ونقص الطاقة. وأجمعت استطلاعات الرأي منذ أيام على ان المرشحة"الرسمية"، التي تنعم بتقدم 20 نقطة على اقرب منافسيها، قد تفوز من الجولة الأولى. وأعربت النائبة الليبرالية المسيحية اليسا كاريو التي تحل ثانية في استطلاعات الرأي عن قناعتها بأنها ستكون جاهزة في الجولة الثانية المتوقعة اذا اقتضى الأمر في 25 تشرين الثاني نوفمبر. وتراهن المرشحة التي بنت شعبيتها على مكافحة الفساد على ان عدم حسم الانتخابات من الجولة الأولى سيشكل"صدمة"للحكومة. ويحل وراء المرشحتين رجل هو وزير الاقتصاد سابقاً روبرتو لافانيا الذي اقاله كيرشنر عام 2005 وهو يأمل كذلك بأن يكون موجوداً في الجولة الثانية. وأدلت كريستينا فرنانديز بصوتها في ريو غاييغوس في منطقة باتاغونيا جنوب النائية جداً، بعيداً من ولاية بوينس ايرس المكتظة بالسكان، على رغم انها نائبة عن بوينس ايرس. لكن مشوار الزوجين كيرشنر بدا في ريو غاييوس، المدينة النفطية الصغيرة عندما فتحا مكتب محاماة عام 1976 واقتحما المجال السياسي مع عودة الديموقراطية عام 1983. وتعلمت"كريستينا"كما تدعى في الارجنتين والتي انتخبت مراراً نائبة او سناتورة، كيف تسوق نفسها لمواطنيها بحماستها وموهبتها الخطابية التي تذكر بالزعيمة الراحلة إيفا بيرون. ووظفت كريستينا موهبتها لمهاجمة الرئيس السابق كارلوس منعم 1989-99 البيروني ايضاً، انما اليميني. وفضلت كريستينا فرنانديز التي كانت غالباً ما تتعرض للسخرية لانشغالها بأناقتها الذي يكاد يتحول الى هاجس، ان تتبنى هذا الأمر. وأوضحت ان المرشحة الاشتراكية الفرنسية السابقة سيغولين رويال التي استقبلتها كريستينا الجمعة، قالت لها ان"قيادة حملة انتخابية ليست بالضرورة دافعاً لان لا نهتم باناقتنا". وعرف عن كريستينا التي كثيراً ما يشبهونها بالمرشحة الأميركية الديموقراطية الى الرئاسة هيلاري كلينتون، ان طبعها متسلط نوعاً ما. وهي لا تكثر من التصريحات وتتجنب الصحافيين، على غرار زوجها الذي لم يشارك ابداً في مؤتمر صحافي منذ انتخابه قبل اربع سنوات. ونشرت صحيفة"لا ناسيون"قبل يومين مقابلات مع كل المرشحين باستثناء كريستينا فرنانديز.