يقام اليوم الأحد في كاتدرائية مار جورجيوس في لندن قداس لراحة نفس المطران غفرائيل صليبي، متروبوليت أوروبا الغربية والوسطى، والذي وافته المنية قبل أيام في باريس. وذلك بدعوة من الجمعية الارثوذكسية الانطاكية في بريطانيا. وكان متروبوليت جبل لبنان المطران جورج خضر، مثّل البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، في قداس أقيم الجمعة الماضي في كاتدرائية القديس اسطفانوس في باريس، بمشاركة المطران الياس عودة، وحضره جميع ممثلي الطوائف المسيحية، بمن فيهم رئيس مجلس الاساقفة الارثوذكس في فرنسا ومطارنة الجاليات الروسية والعربية والأرمن، إضافة الى ممثلي وزارة الخارجية والداخلية في فرنسا، وشخصيات لبنانية ومغتربين لبنانيين قدم بعضهم من بريطانيا والمانيا وسويسرا. ويتذكر اللبنانيون كيف تم نقل غفرائيل صليبي من متروبولية بيروت، بعد وفاة عمه البطريرك ايليا صليبي، الى باريس. وقد انقسمت الطائفة الارثوذكسية في حينه، بعدما رفض بعض وجهائها الخطوة، نظراً الى المكانة التي كان يتمتع بها الراحل داخل طائفته، وفي علاقاته مع بقية الأطراف اللبنانية، ونظراً الى الدور السياسي الذي كان يلعبه في حينه. وفي باريس، كان المغفور له المطران صليبي أكبر من المهمة التي أنتدب لها، لكنه حافظ على انضباطية موقعه داخل الكنيسة، وأصبح خلال سنة واحدة مرجعاً لآلاف اللبنانيين والسوريين المنتشرين في أوروبا الغربية والوسطى. وقد حرص على تأسيس كنائس في لندن وبون وكولون وجنيف، وأصبح الراعي الأوحد لها. ولهذا السبب دعي الى الفاتيكانمرات للمشاركة في مؤتمرات عن الأديان. ونظراً الى مكانته احتل، في عهد الرئيس جاك شيراك كرئيس لبلدية باريس، وكرئيس للجمهورية مكانة خاصة وظفها في خدمة مواطنيه. وعلى رغم وجوده في أوروبا، لعب المطران صليبي دوراً أساسياً في جمع التبرعات لجامعة دير البلمند. وأعربت الكنيسة البريطانية عن أسفها لموت غفرائيل صليبي، وقالت انها فقدت مرشداً وصديقاً. والمعروف ان المطران رسم أكثر من مئتي كاهن انجيلي تحولوا الى الارثوذكسية، بعدما شهدت الكنيسة البريطانية خلافات تتعلق بالمثلية وضرورة رسم كاهنات. وخلال السنتين الأخيرتين، عانى المطران صليبي من مرض ترقق العظام، الأمر الذي منعه من زيارة الكنائس التي دشنها. ومع انه كان يتمنى ان يوارى في بلدته سوق الغرب، وقرب منزله الذي دكته القنابل خلال الحرب، دفن في مقبرة مونبارناس الباريسية لأسباب ستكشفها مذكراته.