طغى جو من التفاؤل الحذر على التصريحات السياسية في لبنان غداة زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، بالتزامن مع عقد اللجنة المسيحية الرباعية المؤلفة من ممثلين للأكثرية والمعارضة، اجتماعاً رابعاً في بكركي برئاسة المطرانين سمير مظلوم وشكر الله حرب، لبحث الاستحقاق الرئاسي. وذكر موقع"النشرة"أن اللجنة حددت أسماء 10 مرشحين من أصل نحو 30 اسماً. في هذه الأثناء أعلن المكتب الاعلامي لرئيس كتلة"المستقبل"النائب سعد الحريري، أنه غادر إلى جدة في"زيارة خاصة". ورأى وزير شؤون التنمية الإدارية جان أوغاسابيان أن"للمرة الاولى منذ فتح الملف الرئاسي، وبعد زيارة الوزير أبو الغيط إلى بيروت، نتقدم الى احتمالات التوافق لإجراء الانتخاب الرئاسي في الموعد الدستوري، وتنحسر نوعاً ما التوقعات المتشائمة ويبرز إمكان تمرير انتخابات الرئاسة على قاعدة التوافق على شخص الرئيس العتيد وعلى البرنامج السياسي". وأوضح ل"صوت لبنان"أن"هذا التفاؤل النسبي والحذر يستند إلى قوة الدفع الدولية والعربية، والى دينامية الحوار الداخلي الذي شهدناه أخيراً"، واضعاً زيارة أبو الغيط في"إطار الجهود العربية لإمكان السير بالمسار التوافقي، ولتضييق هامش إمكان عرقلة مسيرة المبادرات الحاصلة على الصعيد الداخلي". وأضاف:"الوزير المصري لم يأت بحلول سحرية، وليست لديه طروحات واضحة في ما خص تداول الأسماء للرئاسة، لكن الزيارة كانت مؤشراً الى أن ثمة قراراً ودفعاً عربيين لأهمية إنجاز هذا الاستحقاق ولإبعاد شر الانقسامات". وأشار الى"نيات إيجابية"لعقد لقاء بين النائب الحريري ورئيس تكتل"التغيير والاصلاح"النائب ميشال عون. وأوضح عضو"كتلة المستقبل"النائب عمار حوري أن"محور لقاءات رئيس المجلس النيابي نبيه بري - الحريري هو الاستمرار بدعم لجنة بكركي المارونية ومواكبة التحركات العربية والدولية الى لبنان للضغط على مَن يعيق اجراء الانتخابات بشكل او بآخر"، مشيراً الى أن"المفاوضات في الاسماء توقفت ما بين النائب الحريري والرئيس بري في انتظار عمل هذه اللجنة". ولفت الى ان"الإتيان بقائد الجيش العماد ميشال سليمان كرئيس للجمهورية يحتاج الى تعديل الدستور، وما نقوله ككتلة"مستقبل"ان أي اسم يحظى بالإجماع نحن معه". وعن زيارة أبو الغيط قال حوري:"إن الجهد الذي قام به جزء من جهد عربي ودولي مهم ستبدأ ملامحه في المستقبل القريب للضغط على مَن يعيق اجراء الانتخابات". ولفت عضو الكتلة نفسها النائب باسم الشاب إلى أن"عمل اللجنة الرباعية مهم جداً لأن التوافق يجب ان يبدأ من بكركي"، مبدياً اعتقاده بأن"جلسة 12 تشرين الثاني نوفمبر ستعقد وسيتم خلالها انتخاب رئيس". وعن رأيه في تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش قال:"هذا أمر لا يزال في حيّز البحث وهو يخص أولاً البطريركية لأنه قرار مسيحي وماروني بالتحديد". ورأى عضو"اللقاء الديموقراطي"النائب أكرم شهيب أن"النظام السوري و"حزب الله"استخدما العماد عون لمصلحتهما ولم يؤيدا ترشحه للرئاسة". وقال شهيب في حديث لموقع"لبنان الآن":"أصيب عون بخيبة من"حزب الله"نتيجة عدم طرح اسمه للرئاسة، كما أن طرح الرئيس بري للتوافق يجعله مستبعداً عن الرئاسة"، معرباً عن اعتقاده بأن"لا لقاء بين عون والحريري او النائب وليد جنبلاط". وأكد عضو اللقاء نفسه النائب فؤاد السعد أن"معركة رئاسة الجمهورية فتحت جدياً"، واصفاً زيارة أبو الغيط بأنها"استكشافية تمهيداً لمسعى عربي ودولي سيبدأ خلال أيام". معارضة وشدد عضو كتلة"التحرير والتنمية"برئاسة بري النائب علي حسن الخليل على"ضرورة التوافق على اسم الرئيس الجديد للجمهورية في بكركي من خلال اللجنة الرباعية". وقال ل"صوت لبنان":"التوافق على اسم الرئيس من قبل المسيحيين من شأنه أن يسهل الأمر على النائب الحريري والرئيس بري للتوافق على الرئيس وانتخابه بتوافق الجميع". وأوضح عضو تكتل"التغيير والاصلاح"برئاسة عون النائب فريد الخازن أن الاجتماع بين النائبين عون والحريري"أرجئ بعض الوقت لأسباب أمنية فقط وهناك استعدادات جدية لإنجاحه". وعن زيارة أبو الغيط قال:"إن مصر تشجع أن يتم الاستحقاق الرئاسي في موعده وليس هناك من تدخل في الشأن اللبناني. إنها تأتي في سياق المبادرات ومحاولات الدعم من مصر ومن الدول الأوروبية الأسبوع الماضي لحض اللبنانيين وتشجيعهم على الاتفاق".