قالت مصادر سياسية مواكبة للقاءات المفتوحة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري إن الحركة الدولية والعربية نحو لبنان والتي تعاظمت أخيراً مع زيارة الوزراء الأوروبيين الثلاثة بيروت تنطلق من قاسم مشترك هو ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد في موعده الدستوري. وأضافت المصادر ذاتها أن التحرك العربي والدولي يصب في خانة دعم الاتصالات التي تجريها البطريركية المارونية مع القيادات المارونية التي تواصل اجتماعاتها من خلال اللجنة الرباعية برعاية مباشرة من البطريرك نصرالله صفير في محاولة جادة للتوافق على الرئيس الجديد. ولفتت الى أن اللقاء الذي عقد أخيراً بين الرئيس السابق أمين الجميل وزعيم تكتل"التغيير والاصلاح"العماد ميشال عون يمكن أن يشكل بداية لتحقيق مصالحة مارونية - مارونية تخدم التوجه العام لإنجاز الاستحقاق الرئاسي خصوصاً أن الأول أراد أن يكون الاجتماع، على رغم الاختلاف القائم بينهما، نابعاً من عدم تكرار تجربة عام 1988 عندما عيّن عون رئيساً لحكومة انتقالية ترتبت عليها تداعيات أمنية وسياسية استمرت أكثر من سنتين وكانت وراء تزايد هجرة المسيحيين الى الخارج. وتابعت المصادر"ان الوصول الى تحقيق فك اشتباك سياسي بين القيادات المارونية يمكن أن يوظف في تفعيل دور بكركي في التوافق على الرئيس، لأن اللجنة الرباعية التي تواصل اجتماعاتها ستبقى تراوح في مكانها ما لم تتأمن لها جرعات دعم من الزعامات المارونية". ورأت أن اللقاءات بين بري والحريري تجرى في أجواء أكثر من ايجابية لكنهما ينتظران نتائج الاتصالات المارونية التي يرعاها صفير ويتابعها السفير البابوي في لبنان لويجي غاتي نظراً الى تأثيرها الايجابي في تفعيل الحوار بينهما بالنيابة عن الأكثرية والمعارضة والذي لن يقتصر على التوافق على الرئيس، بل لا بد من أن يتجاوزه الى التفاهم على رؤية مشتركة لمرحلة ما بعد اتمام الاستحقاق الرئاسي. وعزت المصادر نفسها تريث بري والحريري وعدم تجاوزهما الاتصالات المارونية ? المارونية الى رغبتهما"في اعطاء الوقت الكافي لبكركي ريثما يتمكن صفير من اعداد لائحة بعدد محدود من أسماء المرشحين تمهيداً للتوافق على الاسم الذي يميل الى قوى 14 آذار على حد قول الرئيس بري من دون أن يكون ضد قوى 8 آذار". وأضافت المصادر أن بري والحريري لا يرغبان في الالتفاف على حركة بكركي لأن هناك ضرورة لتوفير غطاء مسيحي لمواصلة الحوار الى حين التوافق على اسم المرشح والتفاهم على العناوين الرئيسة للرؤية السياسية للمرحلة المقبلة بالتشاور مع القيادات في الأكثرية والمعارضة. لكن المصادر سألت ما اذا كان صفير سيقدم على اعداد لائحة قصيرة بأسماء عدد من المرشحين انسجاماً مع نصيحة الوزراء الأوروبيين الثلاثة في هذا الشأن، أو انه سيتجنب السير في هذه الخطوة لتلافي الاحراج حيال مرشحين آخرين من خارج هذه اللائحة. كما سألت أيضاًَ اذا كانت بكركي ستوفر الغطاء السياسي للخيار البديل، أي أن تترك لبري والحريري التوافق بدعم مباشر منها وبتأييد غير مشروط من المعارضة والأكثرية، لا سيما أنهما ليسا في وارد الغاء أحد أو الانابة عن صفير والدور المرجو منه لتوفير مناخ للتوافق على الرئيس. وكشفت المصادر المواكبة للقاءات بري ? الحريري أنهما كانا أكدا مراراً، وتحديداً أمام الوزراء الأوروبيين الثلاثة، أنهما في حاجة الى غطاء مسيحي مباشر من بكركي وإلا فإن حوارهما سيبقى في اطار التشاور وعرض المواقف من الاستحقاق الرئاسي وتقويمها. أما في خصوص رد فعل دمشق ومدى استعدادها للتسليم بالضغط العربي والدولي لتسهيل انتخاب الرئيس في الموعد الدستوري فسألت أوساط سياسية في الأكثرية عن الموقف الذي ستترجم فيه ايران رفضها احداث فتنة مذهبية في لبنان وإصرارها على انتخاب الرئيس لقطع الطريق على جر البلد الى الفوضى والمجهول. وسألت الأوساط:"هل باتت طهران مستعدة لأن تتمايز في موقفها عن دمشق أم أن دعواتها تبقى في اطار التمني من دون أن تكون مقرونة بخطوات عملية؟ والى أي مدى تستطيع سورية مقاومة الضغط العربي والدولي المؤيد لإجراء الانتخابات في موعدها في حال شعرت بأنها مستبعدة كلياً من الاستحقاق الرئاسي؟".