سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنهى زيارة ماراتونية لبيروت التقى خلالها شخصيات سياسية وروحية وتخللتها جولة مكوكية نافياً البحث في أسماء المرشحين للرئاسة . أبو الغيط يطالب ب "ترك شعب لبنان يقرر ما يريده" من دون تدخلات
أبلغ وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط المسؤولين اللبنانيين رسالة مفادها أن انتخابات رئاسة الجمهورية لن تجرى"إلا بالتوافق"، مشدداً على أن"اللبنانيين هم القادرون على تسوية المشكلة ولا تدخلات خارجية". وطالب ب"رفع الأيدي عن لبنان وترك شعبه يقرر ما يريد بنفسه"، نافياً أن يكون حاملاً اسم شخص معين أو ان يكون بحث في الأسماء مع القادة اللبنانيين. مواقف أبو الغيط جاءت خلال زيارة ماراتونية قام بها أمس لبيروت أجرى خلالها لقاءات بعضها مكوكي خصوصاً بين عين التينة وقريطم، مقري رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة"المستقبل"النائب سعد الحريري، اضافة الى لقاءات بدأها من قصر بعبدا حيث اجتمع برئيس الجمهورية اميل لحود مروراً بالسراي الكبيرة حيث التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وصولاً الى دار الفتوى حيث اجتمع بمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني فبكركي حيث التقى البطريرك الماروني نصرالله صفير. وبين هذا وذاك كانت لأبو الغيط اتصالات أبرزها مع رئيس تكتل"التغيير والاصلاح"النائب ميشال عون، ولقاءات مع وزير"حزب الله"المستقيل محمد فنيش ونواب 14 آذار مارس المقيمين في فندق فينيسيا. وزاره رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع. واستهل أبو الغيط يومه الطويل بتصريح لدى وصوله صباحاً الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حيث استقبله نظيره اللبناني المستقيل فوزي صلوخ والسفير المصري في لبنان أحمد البديوي، قال فيه إنه يزور لبنان"سعياً إلى مساعدته"على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، رافضاً التأكيد انه يحمل مبادرة للتسوية. وقال أبو الغيط بعد لقائه لحود إنه نقل إلى الأخير رسالة مفادها ان"انتخابات رئاسة الجمهورية لن تتم إلا بالتوافق". وشدد على أن"اللبنانيين هم القادرون على تسوية المشكلة ولا تدخلات خارجية، ونحن نطلب رفع الأيدي عن لبنان وترك شعبه يقرر ما يريد بنفسه". وشدد لحود من جانبه خلال اللقاء على أن"التوافق الوطني يحمي لبنان ويصون وحدته". في بكركي وبحث أبو الغيط في بكركي مع صفير في الشأن اللبناني، وأطلعه على رؤية بلاده. وعند وصوله الى الصرح قال للبطريرك:"الجو عندكم حلو كتير"، فرد صفير بالقول:"لكن الجو السياسي مش ليس حلو". وقال أبو الغيط بعد اللقاء انه أبلغ البطريرك"تأييدنا مبادرته والجهد الذي يبذله من أجل جمع شمل الطائفة المارونية"، آملاً بأن"يمضي البطريرك في بذل هذا الجهد ليتجاوز لبنان هذا الوضع الذي نشهده". وكرر أبو الغيط تشجيعه"الأطراف كافة على الحوار البناء الذي يقود إلى الخروج من هذا الوضع"، معتبراً ان"إعطاء التطمينات في كل الاتجاهات يؤمن انتخاباً ناجحاً لا تتبعه ظروف صعبة". وسئل: هل زيارتكم هي لدعم قائد الجيش العماد ميشال سليمان فأجاب:"الزيارة هي لدعم شعب لبنان، ودعم التسوية اللبنانية، ولكي نتفادى أن نشهد وضعاً لا نرغب نحن في مصر أن نراه". وعما إذا كانت مصر تؤيد قائد الجيش كرئيس انتقالي، قال أبو الغيط:"نحن لا نتدخل في من سينتخب لرئاسة الجمهورية، هذا شأن داخلي ونأمل بأن تتوقف الأيدي عن التدخل في لبنان". وعما إذا كان سيزور دولاً إقليمية مجاورة أو صديقة قد تكون لها يد في الاستحقاق الرئاسي سلباً أو إيجاباً، قال:"الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني ونحن نسعى إلى المساعدة...". في دار الفتوى وعقد أبو الغيط في دار الفتوى في بيروت لقاء مع المفتي قباني، أوضح عقبه أن"الهدف المصري والتكليف المعطى لي من الرئيس حسني مبارك هو أن ألتقي القيادات والشخصيات اللبنانية كافة لنسعى لمساعدة أبناء لبنان وشعبه لتجاوز هذه الفترة الصعبة، وبالتالي الوصول بلبنان إلى بر الأمان". وسئل أبو الغيط هل يكون للبنان رئيس ضمن المهلة الدستورية فأجاب:"نأمل بتحقيق ذلك ونحن على ثقة بأنه يتم". وعما تردد من أن زيارته مدعومة أميركياً قال:"الاهتمام المصري بلبنان تاريخي ولا صلة لأي قوى خارجية بهذا الموضوع". وسئل أبو الغيط مجدداً عن صحة المعلومات التي تحدثت عن أنه يحمل اقتراحاً بأن يأتي قائد الجيش رئيساً انتقالياً لمدة سنتين؟ فأجاب:"الرؤية المصرية لا تتناول هذا الموضوع إطلاقاً، بل تتناول الدعوة إلى حوار مفتوح شامل بين الأطياف كافة، تسمح ليس فقط بالتوصل إلى اتفاق حول الرئيس المقبل... وأيضاً التفاهم على الإطار العام للبنان ما بعد الرئيس". وسئل: هل تؤيدون تعديل الدستور؟ قال:"هذا شأن لبناني لا نتدخل فيه". وقال قباني من جهته:"نعلق أهمية كبرى على زيارة الوزير أبو الغيط في الظروف الخطيرة التي يشهدها لبنان... ولمسنا منه حرص مصر على إيجاد حلول لبنانية تجنب لبنان مخاطر الفتنة ومحافظة اللبنانيين على وحدة وطنهم وكيانه ومؤسساته". ثم عقد أبو الغيط في وزارة الخارجية لقاء مختصراً مع نظيره صلوخ، أكد بعده أن"ثمة مؤشرات طيبة لحل الأزمة حول الاستحقاق الرئاسي وهناك روح وإحساس بالحاجة إلى التسوية". وقال صلوخ:"حصل تأكيد مشترك بين الوزير وبيني على أن الاستقرار السياسي في لبنان هو مؤشر لاستقرار المنطقة"، نافياً أن يكون بحث مع أبو الغيط في الأسماء، وپ"ليس من مصلحتي ولا من مصلحة وزير خارجية مصر أن نبحث في الأسماء". وفي قريطم عرض أبو الغيط مع الحريري في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري، طبيعة التحرك المصري لمساعدة لبنان على إنجاز استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية. وقال أبو الغيط عقب اللقاء:"كان لنا لقاء مع رئيس الغالبية البرلمانية النائب الحريري... وأعتقد بأننا متفاهمون حول الكثير من النقاط المثارة، وفي مقدمها كيفية التوصل إلى الاستحقاق الرئاسي". وشدد على ضرورة بذل"أكبر جهد ممكن"في هذا الإطار"خلال الأسابيع القليلة المتبقية". وكرر الترحيب بمبادرة بكركي والحوار الماروني. وعن سبب لقائه بري والحريري مرتين، وهل هناك أجوبة معينة تنقلها من طرف الى آخر؟ أجاب:"انهما ليسا في حاجة إلى ذلك، فالنائب الحريري قادر على الحديث مع الرئيس بري في أي لحظة". وعن تأخر التحرك المصري قال أبو الغيط:"الوضع اللبناني كان في صلب الاهتمام المصري منذ البداية، وهذه هي الزيارة الثالثة لوزير الخارجية المصري إلى لبنان خلال 15 شهراً. المسألة متعلقة بالتوقيت المناسب للتحرك لكي نحقق الهدف". وعن التنسيق المصري- السعودي بالنسبة للوضع اللبناني؟ قال:"هناك حديث مستمر مع المملكة العربية السعودية ومع أطراف عربية أخرى لأن المسألة اللبنانية هي في الأساس اهتمام عربي، ويجب أن تكون كذلك، كما كان لي حديث مطول مع الامين العام للجامعة العربية قبل أن أقوم بهذه الزيارة". وشكر الحريري من ناحيته، لأبو الغيط"الجهود التي يبذلها"وللرئيس مبارك"جهوده لدعم لبنان في كل المراحل، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها بالنسبة للاستحقاق الرئاسي". وأوضح أن"مجيء الوزير أبو الغيط هو لدعم الحوار بين اللبنانيين، ولمنع عدم التوافق". وأشار الى أن أبو الغيط"نقل إلينا بكل وضوح نظرته للبنان، وأهمية هذا البلد وأهمية إجراء الانتخابات الرئاسية بالنسبة للعرب أجمعين". وأكد الحريري أن"الاستحقاق الرئاسي مطلب لبناني لكل اللبنانيين، ونحن ننظر إليه على انه المرحلة التي يمكن أن تنقذ لبنان من أي تدهور أمني أو اقتصادي يمكن أن يدخل فيه، كما أن التوافق أمر مطلوب منا كسياسيين لبنانيين ونحن طلبنا الدعم لوقف التدخلات في لبنان". وعقد أبو الغيط مع بري في عين التينة اجتماعاً حضره البديوي والنائبان في كتلة بري علي حسن خليل وعلي بزي ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة"أمل"علي حمدان. وأوضح أبو الغيط بعد اللقاء أن"النقاش مع الرئيس بري كان مفيداً والتقت وجهات نظرنا حول الكثير من النقاط". وقال:"تشجعت لما سمعته من الرئيس بري الآن". وعما إذا كان يغادر وهناك فعلاً أمر ملموس أم يترك الأمر للبنانيين كما جرت العادة؟ قال:"نترك الأمر للبنانيين لكن مع الكثير من التشجيع المصري والعربي". وأوضح أنه لن يتمكن من لقاء النائب ميشال عون"نتيجة لضيق الوقت ولكنني أنوي التحدث معه هاتفياً". وسئل أبو الغيط: هل هناك تنسيق مع المملكة العربية السعودية في شأن هذه الزيارة؟ فأجاب:"اتصالاتنا مستمرة لكن هذه الزيارة ليست منسقة مع أحد خلاف الأحاديث التقليدية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى". في السراي بعد ذلك انتقل أبو الغيط الى السراي الكبيرة حيث اجتمع بالرئيس السنيورة في حضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري والأمين العام للخارجية بالوكالة بسام النعماني والمستشاران محمد شطح ورضوان السيد. وأقام السنيورة مأدبة غداء على شرف الوزير المصري في المناسبة. بعد الاجتماع أكد أبو الغيط وجود مظلة عربية للانتخابات الرئاسية وهي"ممثلة في الجهد الذي يبذله عمرو موسى الذي ينوي إيفاد وفد عالي المستوى للدفع في الاتجاه نفسه"، معلناً تأييده"الالتزام بالدستور لأنه هو الذي يحكم الشرعية اللبنانية". وعن المعلومات المتعلقة بقائد الجيش قال:"نحن لا نسوّق أحداً على الإطلاق، الرئيس اللبناني المقبل سينتخبه اللبنانيون وبرلمانهم، يجب ألا يتدخل في اختياره أحد". وعن مغزى زيارة العماد سليمان أخيراً لمصر حيث التقى الرئيس مبارك قال أبو الغيط:"دعوة قائد الجيش إلى مصر تأتي في إطار دعم الجيش اللبناني وهو جيش عربي أثبتت التجربة والأشهر القليلة الماضية أنه يحتاج الى كل الدعم العسكري من تدريب وتجهيز، من هنا جاءت هذه الزيارة". إذا كان كذلك لماذا التقى العماد سليمان الرئيس مبارك؟ أجاب:"الرئيس مبارك يلتقي كل زواره وأستطيع أن أحيلك على العشرات من قادة الجيوش ووزراء الدفاع الذين زاروا مصر والتقوا الرئيس مبارك من كل الجنسيات وكل الدول". وعما إذا كان سمع من الرئيس بري اسم مرشحه قال:"أؤكد أنني لم أتطرق إلى تسميات أو إلى أشخاص، ولم استمع إلى أي ترشيحات أو قوائم مثلما يردد البعض، اعتقد أن القادة اللبنانيين لم يصلوا بعد الى مناقشة حول هذه الاسماء".