تحدث الصحافيون الإسرائيليون المرافقون لرئيس حكومتهم إيهود أولمرت في زيارته باريس ولندن عن"أجواء انتشاء"في أوساط الوفد الذي يصحبه في جولته، في أعقاب اجتماعه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس أول من أمس، بسبب"التماهي التام في المواقف"من مختلف القضايا، وفي مقدمها الملف الإيراني والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإن المهمة الأساس لزيارة أولمرت، فضلاً عن أهمية بناء علاقات شخصية مع زعيمين جديدين، هي حشد جبهة موحدة ضد طهران تتشكل من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لتفرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران لحملها على التخلي عن مشروعها النووي، إضافة إلى تأييد باريس ولندن لمواقف تل أبيب من"مؤتمر أنابوليس"الداعية إلى خفض سقف التوقعات والمشددة على ضرورة أن تبقى المفاوضات حول حل الصراع ثنائية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ووصف الأمين العام للحكومة الإسرائيلية عوفيد يحزقيل، الذي يرافق اولمرت في زيارته، التطورات على جبهة العلاقات الفرنسية - الإسرائيلية بأنها"انقلاب دراماتيكي"يذكّر ب"الفترة الذهبية"في العلاقات بين البلدين في ستينات القرن الماضي حين شاركت باريس في بناء المفاعل النووي في إسرائيل. ورأى أن الزيارة"غير عادية"أحاطت بها أجواء"لم نشهد مثل وديتها منذ سنوات كثيرة، فضلاً عن الرسائل المشجعة التي سمعناها من الرئيس الفرنسي، والتي يبدو جلياً أنها تغلغلت في جميع مؤسسات السلطة في فرنسا". ورفض يحزقيل الرد على سؤال محاوره في الإذاعة العسكرية عما إذا كان الغرض من زيارة أولمرت يتعدى حشد تأييد فرنسا وبريطانيا لعقوبات اقتصادية صارمة على طهران إلى"تهيئة الأرضية والقلوب"لعمل عسكري ضد إيران. وقال إن ثمة توافقاً واضحاً وقاطعاً حول منع إيران من أن تصبح دولة ذات قدرات نووية،"أما الخطوات الواجب اتخاذها، فمتروكة للهيئات المختصة في كل من البلدين وإسرائيل". واعتبر يحزقيل تصريح الرئيس الفرنسي بأن إقامة الدولة العبرية"معجزة"وأحد أهم أحداث القرن العشرين، دليلاً قاطعاً على تبدل الموقف الفرنسي من إسرائيل. وأضاف أن أهم من ذلك تأكيد ساركوزي على أن وجود إسرائيل الأمني"هو أمر تكفله فرنسا في كل ظرف وفي كل وقت". وكان أولمرت كال خلال لقائه ممثلين عن المؤسسات اليهودية في فرنسا المديح لساركوزي"الصديق الصدوق والحميم"لإسرائيل وللشعب اليهودي، مشيراً إلى"المناخ الأكثر ودية ودفئاً"و"وقوف فرنسا الحازم دفاعاً عن حاجات إسرائيل الأمنية". وقال للصحافيين المرافقين له إنه في الملف الايراني"لم يكن من الممكن أن أسمع كلاماً ينسجم وتوقعاتي أكثر من كلام ساركوزي". ونقلت أوساط أولمرت عن الرئيس الفرنسي قوله إنه ليس منطقياً أن يطالب الفلسطينيون بدولة مستقلة وفي الوقت ذاته بإعادة اللاجئين إلى تخوم إسرائيل"بل يجب أن تكون لكل طرف دولته القومية الخاصة به".