أشاد القائد لعام لقوات التحالف في العراق الجنرال ديفيد بترايوس بالجهود الحثيثة التي تبذلها السعودية لدعم الاستقرار في العراق ومحاربة الارهاب، مشيداً خصوصاً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتنسيق مع الجانب السوري لمنع المتسللين السعوديين عبر الأراضي السورية وإعادتهم مرة أخرى الى بلادهم. وأكد بترايوس، في لقاء عقده أمس في دبي مع ممثلي عدد من وسائل الاعلام، ان حزب العمال الكردستاني سبب الكثير من المشاكل للجانب التركي انطلاقاً من الأراضي العراقية، مطالباً بضرورة وضع حد لتلك العمليات، لكنه شدد على ان هذا الأمر يجب ان يتم عبر الحوار. ورداً على سؤال ل"الحياة"، نفى بترايوس أي علاقة بين زيارته الحالية الى دبي وأزمة الملف النووي الايراني والتطورات في هذا الجانب، موضحاً ان زيارته تأتي في إطار اللقاءات الدورية لتوضيح الصورة لوسائل الاعلام حول التطورات الميدانية في العراق. وقال ان الهدف الرئيسي له كان"ضبط الحدود الايرانية - العراقية ووقف عبور المتسللين والأسلحة التي كانت عاملاً مهماً في زيادة حدة العنف في العراق". وأشار الى انه تم ضبط الكثير من الأسلحة القادمة من ايران ما ساهم في خفض مستوى العنف. وأكد قائد القوات المتعددة الجنسية في العراق نجاح تلك القوات في ضبط الحدود العراقية مع كل من ايران وسورية، موضحاً ان معدلات العنف خلال شهر رمضان الماضي تعد الأدنى مقارنة بالفترة نفسها من العامين السابقين، وان مستوى العنف في العراق خلال 2007 عموماً أقل منه في 2006 وفي 2005، وهو ما يعني تحسناً ملموساً ومستمراً، قائلاً ان"العراق أقل عنفاً وأكثر استقراراً". وارجع هذا الانجاز الى عاملين اساسيين أولهما ضبط الحدود مع دول الجوار، خصوصاً ايران، والجهود التي يبذلها الجيش العراقي بالتعاون مع قوات التحالف وزيادة إدراك الشعب العراقي ذاته أهمية محاربة الارهاب وعدم مساعدة الارهابيين. وأشار بترايوس الى ان الاستقرار والهدوء لا يقتصران على المنطقة الخضراء أو بغداد، وإنما يمتدان تدريجاً ليشملا مناطق عدة بينها الرمادي التي كانت مسرحاً ل"القاعدة"، وهي اليوم منطقة للاعمال التجارية والاقتصادية على حد قوله. واعتبر"القاعدة"التهديد الحالي الخطير، لافتاً الى انها تفقد أرضيتها في العراق تدريجاً ولا تجد لها ملاذاً آمناً في أي مدينة عراقية الآن. وقال ان القوات العراقية تسيطر سيطرة تامة على الكثير من المناطق، مثل السماوة، التي لا يوجد فيها قوات للتحالف، وحتى في المناطق الساخنة فإن القوات العراقية هي التي تقوم بالدور الأكبر، مشيراً الى ان الجيش العراقي هو الذي قتل ما كان يعرف ب"أمير الموصل"قبل نحو شهر. وعن موعد انسحاب جميع القوات الاجنبية من العراق قال بترايوس انه لا يمكن تحديد يوم معين لأن المسألة ليست تسليم العلم للجانب العراقي، ولكنها عملية مستمرة وتتم في شكل تدريجي. وأكد ان خفض القوات الأميركية يتم وفق الجدول الزمني الذي أعلنه الرئيس جورج بوش حيث يتوقع ان تشهد خفضاً كبيراً قبل تموز يوليو المقبل. واشاد بالعملية السياسية الجارية في العراق، مؤكداً ان عدداً متزايداً من قيادات السنة تشارك في الجيش والشرطة وتشارك فعلياً في الحكومة على رغم الانسحاب الرسمي منها.