قال الجنرال ديفيد بترايوس قائد العمليات الأميركية في افغانستان والعراق، ان ايران تتقاسم مع الولاياتالمتحدة وحلفائها مصلحة في تحسن الوضع في افغانستان ويمكن ان تشارك في جهد اقليمي في هذا الصدد. واعتبر بترايوس في مؤتمر نظمته انستيتيوت اوف بيس للبحوث ان ايجاد حل للنزاع في افغانستان يتطلب "استراتيجية اقليمية تضم باكستان والهند ودول آسيا الوسطى وحتى الصين وروسيا وربما ايضا ايران في مرحلة ما". واضاف "ثمة مصلحة مشتركة بين افغانستان والتحالف (القوات الاجنبية في افغانستان) وايران، وثمة ايضا تضارب مصالح كبير"، مشددا على ضرورة "ترك هذا العنصر للمقاربة الاقليمية للدبلوماسيين والمسؤولين السياسيين". وينتشر في افغانستان حوالي 70الف جندي من قوات الحلف الاطلسي والتحالف العسكري بقيادة أميركية، لدعم الحكومة الموالية للولايات المتحدة في كابول لمواجهة التمرد الذي تقوده حركة طالبان. وتتهم الولاياتالمتحدة التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران منذ 30عاما، ايران بتطوير برنامج نووي لغايات عسكرية. الا ان الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما قال انه يريد تطبيق سياسة "متشددة انما مباشرة" مع ايران. واوضح الجنرال بترايوس ان "الايرانيين لا يريدون ان تسقط افغانستان في ايدي القوى المتطرفة كحركة طالبان، ولا يرغبون ايضا في تفاقم مشكلة المخدرات". وافغانستان هي المنتج الاول في العالم للافيون الذي يحول إلى هيرويين يصدر إلى بلدان اخرى منها ايران. وقال بترايوس ان الايرانيين "يريدون ايضا ان تتطور التجارة" مع جارهم الافغاني. وأضاف "لكنهم يستطيعون ايضا عرقلة عمل القوات الافغانية والتحالف"، مشيرا إلى ضبط اسلحة مرسلة من ايران إلى افغانستان. وشدد الجنرال بترايوس من جهة اخرى على اهمية باكستان المجاورة في اي مقاربة للمشكلة الافغانية. وأكد ان "افغانستانوباكستان اصبحتا في كثير من الاحيان مشكلة واحدة، والطريق التي يتعين سلوكها في افغانستان لا تكتمل من دون استراتيجية تضم باكستان وتساعدها". وتعتبر المناطق القبلية الواقعة شمال غرب باكستان على الطرف الاخر من الحدود مع افغانستان، القاعدة الخلفية للمتمردين الافغان وحلفائهم في تنظيم القاعدة. وقد قتل قائد عمليات القاعدة في باكستان ومساعده "الاسبوع الماضي"، كما قال مسؤول أميركي في مكافحة الارهاب طلب عدم الكشف عن هويته. وخلص الجنرال بترايوس إلى القول "لا شيء سهلا في افغانستان، وهذا الامر سيستمر في 2009وفي السنوات التالية". واعلن الجيش الأميركي أواخر كانون الاول (ديسمبر) عن ارسال 20إلى 30الف جندي اضافي قريبا إلى افغانستان.