أكد قائد القوات المركزية الجنرال ديفيد بترايوس في حديث الى «الحياة» ان حل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي «أساسي للغاية» لعمله كقائد للقوات الأميركية في 20 دولة تقع غالبيتها في العالم الإسلامي، وأن معالجة هذا النزاع، شأنه شأن اغلاق معتقل غوانتانامو بصورة مسؤولة، «سيكون خطوة ايجابية الى الأمام» نحو عدم تعريض القوات الأميركية للتهديد. وقال «أظن أن أموراً كثيرة قد تتحسن إذا تم حل هذه المسألة. فلا شك أن في حال التوصل الى حل عادل يكون مقبولاً من جميع الأطراف ومدعوماً منها، لن يكون ثمة مكان للذرائع المختلفة التي تتحجج بها بعض الدول والمنظمات»، وستساهم معالجة المسألة الفلسطينية أيضاً في تمكين القادة العرب والمسلمين من تقديم المزيد من المساعدة للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب. وفي ما يخص ما إذا توصلت إدارة أوباما الى تعريف منظمات وتنظيمات مثل «حزب الله» بأنها «إرهابية» أم لا، قال: «انني واثق تماماً من أنها تعتبره كذلك»، لكنه أضاف ان «حزب الله لم يكن قوة ساهمت في إرساء الاستقرار في لبنان. وبصراحة، في حال تم التوصل الى حل للمسألة الفلسطينية تبطل العلة التي يتذرع بها لتبرير وجوده»، ذلك أن «الطريقة الوحيدة لتقويض سبب وجود عدد كبير من هذه المجموعات هو من خلال التوصل الى اتفاق في عملية السلام في الشرق الأوسط». واتهم الجنرال بترايوس ايران بمواصلة نشاطها ضد العراق والقوات الأميركية فيه، وقال: «ان تسليح المتطرفين الشيعة في العراق وتدريبهم وتمويلهم لا يثير مخاوفنا فحسب بل أيضاً مخاوف حكومة العراق التي أعربت عن قلقها» لإيران، مشيراً الى ان القذائف الخارقة للدروع الشديدة الانفجار «تحمل توقيعاً ايرانياً ولا تأتي سوى من ايران». وأكد ايضاً أن العراق يشهد «اعتداءات مقلقة ينفذها تنظيم القاعدة وتوابعه من المتشددين السنّة الذين حاولوا إعادة اطلاق شرارة العنف الطائفي قبل ثلاثة أسابيع تقريباً». وأكد بترايوس أنه مع «تزايد حجم القلق» من سعي ايران لحيازة الاسلحة النووية ووسائل اطلاقها «توثقت العلاقات أكثر من أي وقت مضى بين دول المنطقة الخليجية والقيادة المركزية الاميركية والولايات المتحدة» بما في ذلك العلاقات العسكرية من توفير أنظمة «باتريوت» الاعتراضية الى عدد كبير من هذه الدول الى الأسلحة الدفاعية الصاروخية، وقال «بصراحة يعزى الأمر بشكل كبير الى موقف ايران لأن الأطراف كافة قلقة من ما تفعله وتقوله. وبهذا تريد أن تستعد للدفاع عن نفسها ان دعتها الحاجة. وتود شراء الأنظمة الدفاعية هذه لتتمكن من احباط أي عملية تشنها ايران يوماً». وأكد بترايوس أن المقاتلين الذين يعبرون سورية الى العراق انخفض عددهم انما «لا يزال الأمر مستمراً ونحن ندرك ذلك»، مشيراً بالذات الى الإمساك بتونسيين. وقال: «نحن على علم بوجود خلايا في سورية، ولا شك أن ثمة ميّسرين للقاعدة في سورية» ليتسللوا الى العراق «وهذه المسألة تشكل قلقاً للعراق، ولنا ايضا، لأنهم يقتلون المدنيين العراقيين والقوات العراقية وبعض قوات التحالف».