أعادت نتائج الانتخابات الاشتراعية في أوكرانيا، الأزمة السياسية في البلاد الى نقطة البداية، واعتبرها محللون"خطرة وتفتح على كل الاحتمالات"بما في ذلك تكريس الانقسام بين الأقاليم الغربية والشرقية. وحملت نتائج انتخابات مجلس الرادا البرلمان مفاجئة قاسية بالنسبة الى المناطق الشرقية الناطقة بالروسية، وخيبت آمال حزب الأقاليم الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي فيكتور يانوكوفيتش، اذ حصل الحزب على اقل من 33 في المئة من الأصوات بعد فرز نحو 80 في المئة من البطاقات، لتحل كتلة يوليا تيموتشينكو المناهضة لموسكو في المركز الثاني بفارق طفيف جداً لا يتجاوز واحد في المئة، ما اعتبر انتصاراً كبيراً للسياسية البارزة التي أعلنت أنها ستبدأ مفاوضات لتشكيل حكومة برئاستها بالتحالف مع حزب"اوكرانيا لنا"الموالي للرئيس فيكتور يوتشينكو الذي حل ثالثاً بحصوله على نحو 15 في المئة من الأصوات. ورجحت اللجنة المركزية للانتخابات عدم حدوث تغيير بارز في النتائج مع انتهاء عمليات الفرز. وعلى رغم تقدم حزب الأقاليم بنسبة طفيفة، لكن الخبراء اعتبروا النتائج ضربة موجعة له، اذ سيفقد السيطرة داخل البرلمان حتى لو تحالف مع الأحزاب الصغيرة التي فازت بمقاعد في البرلمان الجديد وهي الحزب الشيوعي 5.6 في المئة وكتلة الكسندر ليتفين 4 في المئة. وتعني النتائج الأولية ان الأحزاب التي قادت"الثورة البرتقالية"في العام 2004 ستسيطر على نحو نصف مقاعد الهيئة الاشتراعية البالغ عددها 450. وبحسب القوانين الأوكرانية يكفي الحصول على غالبية بسيطة لتشكيل الحكومة. ولم يستبعد خبراء في كييف تحدثت اليهم"الحياة"ان يبدأ يانوكوفيتش مشاورات مع الرئيس يوتشينكو الذي غدا في اضعف حالاته لأن حليفته السابقة"عادت الى البرلمان بقوة بتفويض شعبي واسع وقادرة على فرض شروطها وتعبيد الطريق للوصول الى مقعد الرئاسة"بحسب الخبير الذي أوضح ان الخيارات باتت ضيقة امام يوتشينكو الذي حل البرلمان قبل شهور ودعا الى انتخابات نيابية مبكرة على امل الخروج من المأزق السياسي"لكنه عاد بعد هذه النتائج اكثر حدة"في اشارة الى تكريس انقسام البلاد. مخاوف وأبدى سياسيون روس مخاوف من تأثير نتائج الانتخابات على الأوضاع في اوكرانيا، وقال عضو مجلس الشيوخ فاديم غوستوف ان السياسة المتشددة لتيموتشينكو خصوصاً في التعامل مع موسكو يمكن ان تسفر عن وضع خطر و"لم يعد في الإمكان تجنب تعميق المأزق السياسي والاقتصادي واصبح الانقسام خطراً بارزاً"بين الأقاليم الناطقة بالروسية والأقاليم الغربية التي تدعم سياسة تيموتشينكو للتقارب مع الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. واعتبر مصدر اوكراني ان"الأوضاع باتت مفتوحة على كل الاحتمالات"بما في ذلك احتمال"توصل العقلاء في حزبي يانوكوفيتش ويوتشينكو الى حل وسط يمنع تقسيم البلاد ويوقف جموح السياسية القوية تيموتشينكو"في اشارة الى أصوات تعالت أمس داخل حزب"اوكرانيا لنا"الموالي للرئيس من اجل قيام حكومة واسعة تضم"الأقاليم"و"اوكرانيا لنا"والأحزاب الصغيرة في مسعى لانقاذ الموقف. في المقابل اكدت تيموتشينكو انها ستعمل للوصول الى"تحالف اكيد"مع الرئيس يوتشينكو معربة عن قناعتها بقدرة الطرفين على تجاوز كل النقاط الخلافية لاقامة"حكومة برتقالية تقف على مسافة واحدة حيال كل من روسيا والغرب".