وجه الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو ضربة قاضية إلى حلفائه السابقين في"الثورة البرتقالية"عندما اختار"أهون الشرين"بحسب وصف محللين أوكرانيين، من خلال تكليف خصمه السابق فيكتور يانوكوفيتش بتشكيل الحكومة الجديدة، وتوقيعه وثيقة"الوفاق الوطني"التي وصفها معارضون ليبراليون بأنها"صك استسلام البرتقاليين". ولاحت بوادر انفراج في الأزمة السياسية الأوكرانية بعد أسابيع من سجال ساخن كاد أن يفضي إلى ثورة ملونة جديدة في البلاد. وقرر يوتشينكو تجنب المواجهة مع المعارضة القوية بعد ساعات على تهديده بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة. وقالت مصادر معارضة إن الرئيس الأوكراني اختار أهون الشرين وفضل تقاسم السلطة مع خصمه السابق الموالي للروس على التوجه إلى انتخابات برلمانية جديدة تدل استطلاعات الرأي إلى أن المعارضة القريبة من موسكو ستحقق فوزاً ساحقاً فيها. وجاء قرار تكليف يانوكوفيتش برئاسة الحكومة الجديدة ليضع حداً للأزمة الدستورية المتفاقمة، خصوصاً أنه تزامن مع توقيع وثيقة الوفاق الوطني في صيغتها المعدلة التي اقترحتها المعارضة، وحملت"حلاً وسطاً للنقاط الخلافية"بحسب تعليق مقربين من يانوكوفيتش. وتنص الوثيقة على عرض مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي على استفتاء شعبي، ودراسة مسألة إقرار الروسية لغة ثانية، في مقابل تراجع المعارضة القريبة من موسكو عن إصرارها على إدخال تعديلات هيكلية تحول أوكرانيا إلى النظام الفيديرالي. وشارك في توقيع الوثيقة ممثلو الحزبين الشيوعي والاشتراكي إضافة إلى حزب الأقاليم برئاسة يانوكوفيتش وحزب السلطة"أوكرانيا لنا"، ما حول التحالف إلى شبه إجماع وطني غابت عنه الزعيمة اليمينية القوية يوليا تيموتشينكو التي قال أنصارها إنها ستتحول إلى"المعارضة المتشددة". وهاجمت تيموتشينكو المعروفة بعدائها للروس الوثيقة الموقعة بشدة ووصفتها بأنها"صك استسلام القوى البرتقالية". واعتبرت أن الرئيس الأوكراني أقدم على تنازلات غير مسبوقة أسدلت الستار على المكاسب التي حققتها"الثورة البرتقالية"قبل عامين، علماً أن تيموتشينكو اشترطت في وقت سابق للدخول في تحالف"ديموقراطي"مع يوتشينكو، تكليفها برئاسة الحكومة الأوكرانية الجديدة.