سافر رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي إلى أديس أبابا أمس الأربعاء، وسط تكهنات بأنه سيستقيل من منصبه خلال مناقشة البرلمان مسعى الرئيس الصومالي عبدالله يوسف لعزله. لكن جيدي، في مسعى جديد في معركة بقائه السياسي ضد الرئيس يوسف، نفى مجدداً من خلال حلفائه نيته في التنحي. وقال علي محمد نور، سفير الصومال في كينيا وأحد المقربين القدامى من جيدي، انه تكلّم مع رئيس الحكومة"في المطار قبل مغادرته ولم يقل لي أي شيء من هذا القبيل الاستقالة". أما الناطق باسم رئيس الحكومة، عبدالله أودكا، فقال ان جيدي سافر من بيداوة إلى أديس أبابا للقاء مسؤولين في الاتحاد الافريقي ومسؤولين في الدول المانحة وآخرين من الحكومة الإثيوبية. وسعى حلفاء الرئيس يوسف الى طرح عدم الثقة في حكومة جيدي أمام البرلمان العام الماضي، لكن مسعاهم فشل، وهم يكررون جهدهم الآن. ويجادل الرئيس يوسف بأن ولاية جيدي على رأس الحكومة التي تدوم 30 شهراً انتهت، لكن جيدي يقول انه ما زال أمامه 14 شهراً لانتهاء ولايته وان البرلمان يجب ان يحسم في الأمر. وجادل النواب الصوماليون ال227 الذين اجتمعوا أمس في مخزن سابق في مدينة بيداوة وسط جنوب البلاد في مسألة طرح الثقة في جيدي، وأيد بعضهم طرح الثقة فيما عارضه آخرون. وأرجأ رئيس البرلمان الشيخ آدم مادوبي الجلسات حتى السبت بعدما غادر جيدي الى المطار حيث كانت تنتظره طائرة اثيوبية. وقال عدد من النواب والديبلوماسيين الذين تابعوا الجهود البرلمانية لعزل جيدي ان الأخير انتقل الى أديس أبابا ليعلن استقالته. وقال النائب علي باشا المؤيد للرئيس يوسف:"سيستقيل هناك، ولن يعود إلى الصومال". وأضاف ل"رويترز"هاتفياً من بيداوة:"اهتمامه الأساسي كان أمنه الشخصي". وكانت بيداوة متوترة خلال النقاشات النيابية حيث انتشرت ميليشيات من قبيلة دارود التي ينتمي اليها يوسف وقبيلة الهوية التي ينتمي اليها جيدي، إضافة الى الانتشار المعتاد للجنود الصوماليين والاثيوبيين. على صعيد آخر، أكد برنامج الغذاء العالمي ان قوات الأمن الصومالية اوقفت صباح الاربعاء في مقديشو أحد مسؤوليه الصوماليين بعدما دخلت مكاتب الاممالمتحدة في العاصمة الصومالية. كذلك اعلنت الوكالة الدولية في بيان تعليق عمليات توزيع المساعدات الغذائية على 75 الف شخص في مقديشو بعد اعتقال مسؤولها في العاصمة ادريس محمد عثمان. ولم يكن من الممكن الاتصال فوراً بمسؤولين في الحكومة الانتقالية للحصول على تعليق على المسألة. وبحسب الوكالة فإن خمسين الى ستين من عناصر جهاز الأمن الوطني التابع للحكومة اقتحموا مكاتبها في الساعة 8.15 5.15 تغ وأوقفوا عثمان ثم أخلوا المكان من دون اطلاق النار. وتابع البيان ان"عثمان معتقل في زنزانة في مقر جهاز الأمن الوطني ولم يتلق برنامج الغذاء العالمي أي توضيحات حول هذه العملية التي تشكل انتهاكاً للقانون الدولي"، مذكراً بأن"القانون الدولي يحظر على السلطات اقتحام مكاتب تابعة للأمم المتحدة من دون اذن مسبق من المنظمة الدولية". وكان مسؤول أفاد في وقت سابق الاربعاء طالباً عدم كشف اسمه بأن"حوالي ثلاثين من عناصر القوات الحكومية على متن آليتين دخلوا مكاتب الاممالمتحدة واعتقلوا ادريس محمد عثمان". وعلى الاثر، قررت الوكالة الدولية تعليق عمليات توزيع المساعدات الغذائية في مقديشو بعدما استأنفتها هذا الاسبوع اثر توقفها في نهاية حزيران يونيو ل"اسباب امنية". وأفاد شهود ان اربعة مدنيين قتلوا و34 أصيبوا بجروح مساء الثلثاء في مقديشو في تجدد تبادل اطلاق النار بالاسلحة الثقيلة بين المتمردين من جهة والقوات الحكومية الصومالية وحلفائها الاثيوبيين من جهة اخرى. وهزم الجيش الاثيوبي المساند للحكومة الانتقالية الصومالية بين نهاية كانون الأول ديسمبر 2006 ومطلع كانون الثاني يناير 2007 المحاكم الاسلامية التي كانت تسيطر منذ شهور على معظم مناطق وسط وجنوب البلاد من ضمنها مقديشو. ويشن المتمردون الاسلاميون باستمرار منذ ذلك الحين عمليات ضد اهداف حكومية وجنود اثيوبيين، على رغم ان الضحايا مدنيون في شكل اساسي.