حض أعضاء في البرلمان الصومالي القوات الاثيوبية على مغادرة بلادهم أمس الاثنين، في تأكيد جديد للتوغل الاثيوبي في البلاد، وهو أمر تنفيه الحكومة الصومالية الموقتة وأديس أبابا. وقال 16 عضواً في البرلمان في بيان:"يتعين على القوات الاثيوبية أن تخرج من الصومال بأسرع ما يمكن وأن تكف عن العدوان الدائم على الصومال". وأضافوا:"هذه الخطوة تدخل سافر ضد حرية الصومال وسيادته". وتقول حركة"المحاكم الإسلامية"التي توسّع نفوذها في الصومال إثر هزيمتها تحالفاً لزعماء الحرب في حزيران يونيو الماضي، ان أديس ابابا نقلت آلافاً عدة من الجنود الى البلاد، وهو اتهام عززته أقوال شهود ويصدقه غالبية الديبلوماسيين والخبراء في المنطقة. وتدعم اثيوبيا الحكومة الصومالية الانتقالية ومقرها بلدة بيداوة ولكنها تعارض في شدة الإسلاميين الذين سيطروا على مقديشو أخيراً وتصفهم بأنهم"ارهابيون". ونفت أديس أبابا مراراً ارسال جنود عبر الحدود دفاعاً عن الحكومة الانتقالية الصومالية، ولكنها هددت بالقضاء على أي هجوم إسلامي على الحكومة. وحضت مجموعة النواب الصوماليين المجتمع الدولي على ممارسة ضغوط على أديس ابابا لسحب قواتها لمنع المزيد من الاضطرابات في منطقة القرن الافريقي. ولم تتضح انتماءات النواب ولكن يعتقد أن بعضهم مؤيد للحركة الاسلامية ووجوده في مقديشو يدعم هذا الاعتقاد. ولم يشر البيان الى مكان وجود القوات الاثيوبية أو حجمها. وتجمع قرابة خمسة آلاف شخص أمس في تظاهرة ضد اثيوبيا في ملعب في شمال مقديشو وأحرقوا علمها وتوعدوا بخوض"الجهاد"ضد الجيش الاثيوبي. وطالبت يافطات"بسقوط نظام اديس ابابا الذي يريد احتلال الصومال"، وكتب على أخرى"نحن مستعدون للجهاد ضد اثيوبيا"، و"لا نريد جنوداً اثيوبيين في الصومال". وألقى رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الإسلامي الأعلى في الصومال الشيخ شريف شيخ أحمد كلمة في المتظاهرين قال فيها ان عناصر الميليشيات الإسلامية"مستعدون لمواجهة مع القوات الاثيوبية، لكنهم ينتظرون تعليماتنا". وأضاف"إننا على اتصال بالمجتمع الدولي لتجنب مجزرة ونضغط على الاثيوبيين لينسحبوا من الصومال. للصبر حدود". وعن عناصر الميلشيات الإسلامية، قال"سنعطيهم الإذن بالقتال في الوقت المناسب". وكان زعيم الإسلاميين الصوماليين الشيخ حسن ضاهر عويس دعا الجمعة الصوماليين الى"الجهاد"ضد اثيوبيا، متهماً جيش أديس ابابا ب"اجتياح"الصومال. ونُظّمت تظاهرة في مقديشو بعد أيام من معلومات عن دخول جنود اثيوبيين مدينة بيداوة، مقر حكومة الرئيس الانتقالي عبدالله يوسف، وانتقالها من هناك إلى بلدة واجد القريبة. ونفت الحكومة الاثيوبية ذلك. ودان الإسلاميون الصوماليون أمس وصول محمد أفرح قنياري، أحد أبرز زعماء الحرب في مقديشو الذين هزمتهم قوات"المحاكم"في حزيران، الى بيداوة مقر المؤسسات الصومالية الانتقالية. وقال الشيخ مختار روبو، مساعد المسؤول عن شؤون الدفاع في المجلس الإسلامي الأعلى في الصومال لوكالة"فرانس برس":"نعتقد بأن الحكومة تظهر عدائية باستضافتها خصومنا". وأضاف:"نعلم ان قنياري ضيف حكومة بيداوة للمشاركة في الجهود الحالية لشن هجوم على مقديشو". وأضاف انه"أحد هؤلاء السفلة الذين تستضيفهم الحكومة وحلفاؤها الاثيوبيون في بيداوة للمشاركة في نشاطات حربية، لكن كل محاولاتهم مصيرها الفشل". وووصل قنياري مساء الأحد الى بيداوة 250 كلم شمال غربي مقديشو وهو أحد زعماء تحالف زعماء الحرب الذي حصل على دعم مالي أميركي للتصدي لنفوذ الإسلاميين المتنامي في الصومال.