يعكف "حزب الله" على التدقيق في هوية احدى الجثتين اللتين تسلمهما من اسرائيل، ويفترض ان تكون لأحد عناصره بعدما تأكد من هوية الجثة الثانية التي تسلمها في اطار عملية التبادل التي أجريت أول من أمس, وتعود لمحمد يوسف عسيلي وليس لعلي الوزواز كما كان اعلن سابقاً. وذكر ان الجثة المجهولة اخضعت لفحص الحمض الريبي النووي وقد تكون عائدة لسامر نجم وليس لمحمد دمشقية. ومن المقرر أن يتم تشييع عسيلي اليوم إلى مثواه الأخير. وأفاد بيان لپ"حزب الله"أن عسيلي من مواليد الطيري عام 1978. والتحق بصفوف المقاومة الإسلامية عام 1997، وخضع للكثير من الدورات العسكرية، وهو متزوج وله ولد وشارك في الكثير من العمليات الجهادية واستشهد في مواجهات مارون الرأس بتاريخ 20-7-2006. وكان مسؤول منطقة الجنوب في"حزب الله"الشيخ نبيل قاووق استقبل الأسير المحرر حسن نعيم عقيل فور إطلاقه على معبر الناقورة في حضور عائلته. وشكر عقيل"حزب الله"وأمينه العام السيد حسن نصر الله على"الجهود التي بذلت من أجل إتمام عملية التبادل". وعقيل من مواليد الجبين متأهل وله خمسة أولاد اعتقل في تاريخ 5/8/2006 في بلدته أثناء عدوان تموز يوليو. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان الاسير المحرر عقيل البالغ من العمر نحو خمسين عاماً"يبدو انه فقد عقله بعد اسره خلال حرب لبنان العام الماضي". ولم يؤكد"حزب الله"او ينفي في اتصال مع"الحياة"صحة هذه المعلومة، وأحال المعنيون في إعلامه الكلام عن عملية التبادل الى كلمة نصر الله مساء اليوم أمس. وكان الحزب قال في بيان له اول من امس, ان عملية التبادل لجثة إسرائيلي يهودي اثيوبي كان غرق عام 2005 ولفظ البحر جثته الى السواحل اللبنانية مع أسير من الحزب إلى جانب الجثتين كانت لمناسبة عيد الفطر وپ"تعبيراً عن حسن النيات الإنسانية بين الطرفين", معرباً عن أمله في ان"تساعد مبادرات حسن النيات على احراز التقدم لإنهاء كل الملفات المتعلقة بالأسرى". وأفاد الحزب في بيان وزع ليل أول من أمس أنه تم تسليم وسيط الأممالمتحدة"بعض المعلومات المتعلقة بقضايا إنسانية ذات اهتمام مشترك". ولم يكشف الحزب في بيانه عن ماهية هذه المعلومات. وأوضح مصدر اسرائيلي ان المعلومات تتعلق بالطيار الاسرائيلي المفقود في لبنان منذ عام 1986 رون آراد, وأدرجت الحكومة الاسرائيلية العملية في اطار المفاوضات الجارية عبر الاممالمتحدة لاستعادة جندييها اللذين اسرهما"حزب الله"صيف عام 2006. ردود فعل وأعرب الرئيس اللبناني اميل لحود عن أمله في أن تستكمل عملية التبادل الجزئي بين"حزب الله"وإسرائيل، بإطلاق جميع الاسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية"لأن لبنان يعتبر استمرار اعتقالهم خرقاً فاضحاً لقرار مجلس الامن الدولي 1701، وانتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان، وفصلاً آخر من فصول العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان". وشكر لحود من اسهم في إتمام عملية التبادل ولا سيما ألمانياوالاممالمتحدة، معتبراً"أن احاطتها بالسرية والكتمان كانت من أبرز اسباب نجاحها". وتمنى"ان تستمر الجهود لطي هذا الملف المفتوح منذ سنوات طويلة"، مؤكداً"ان لبنان، دولة وشعباً ومقاومة، يعتبر ان عودة أسراه ومعتقليه من السجون الاسرائيلية من الاولويات التي يتمسك بها في سبيل إحلال السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الاوسط". وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس, ان اسرائيل دفعت"ثمناً يمكن احتماله"في عملية تبادل جثث وأسير مع"حزب الله", أملاً بالافراج عن جنودها المخطوفين. وأوضح اولمرت خلال اجتماع عام في اشدود جنوب تل ابيب:"احياناً لا يكون لدينا خيار سوى دفع الثمن غالياً. لكن اظن ان ما حصل الامس تم انجازه في شكل متوازن وبثمن محتمل"من جانب اسرائيل. وتابع اولمرت:"منذ سنوات يلجأ اعداؤنا الى ابتزاز بغيض ويحاولون رفع السقف في مقابل اي جزء من معلومة عن عودة جنود او مدنيين مخطوفين او حتى جثثهم". وأضاف:"عبرنا هنا مرحلة في طريق عودة جنودنا المخطوفين، لكن للأسف الطريق ستكون طويلة". وذكّر بالجنديين ايهود غولدفاسير والداد ريغيف اللذين اسرهما"حزب الله"في 12 تموز 2006, وأعرب عن تعاطفه مع"عائلة الطيار آراد". وأوضح مسؤولون اسرائيليون ان"حزب الله"اعطى في اطار عملية التبادل"معلومات لا يزال ينبغي على اسرائيل التحقق منها حول الطيار الاسرائيلي". واعتبر الوزير الاسرائيلي شاؤول موفاز"صفقة التبادل مع حزب الله خطوة ايجابية تنطوي على امكان بناء الثقة بين الطرفين"، وأمل موفاز في مقابلة اجرتها معه إذاعة"صوت إسرائيل"بأن"تفضي الصفقة في نهاية المطاف الى عودة الجنديين المخطوفين غولدفاسير وريغيف وإمداد اسرائيل بمعلومات عن رون آراد". ولفت موفاز الى أنه كان"أصر عندما تولى منصب وزير الدفاع على أن يمد"حزب الله"اسرائيل بمعلومات علمية عن رون آراد"، في اشارة الى الحمض الريبي النووي.