لم تنجح وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال محادثاتها مع القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية في تضييق الخلاف في شأن الوثيقة التي يجري العمل على صوغها بهدف طرحها امام المؤتمر الدولي الذي سيعقد في انابوليس، لكنها اعلنت عقب لقائها الرئيس محمود عباس في رام الله ان الوثيقة ستكون"جدية وجوهرية"، وان"القضايا الجوهرية"في الصراع ستكون في مركز مداولات المؤتمر الدولي المقرر الشهر المقبل، في حين جدد عباس تمسكه بتضمين الوثيقة قضايا الوضع النهائي، كما تمسك بالجدول الزمني للمفاوضات والمبادرة العربية. راجع ص 5 وفي هذه الاجواء من عدم اليقين في شأن فرص التوصل الى وثيقة مشتركة، خصوصا بعد تشديد اسرائيل على ان الوثيقة ليست شرطا لعقد المؤتمر واصرارها على عدم الخوض في قضايا الحل النهائي، لمح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى انه قد يتنازل عن السيادة الاسرائيلية على بعض احياء القدسالشرقية، وقال امام الكنيست:"هل من الضروري ضم مخيم شعفاط والسواحرة والولجة وبلدات اخرى للقول انها ايضا اجزاء من القدس؟ علي الاعتراف بأن طرح هذه التساؤلات مشروع". وقالت رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع عباس عقب محادثات منفردة استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة:"سيكون المؤتمر جديا وجوهريا سيدفع قضية قيام دولة فلسطينية الى امام. وبصراحة لو كان الامر لمجرد التقاط صور لما كنا كلفنا انفسنا عناء دعوة اشخاص الى انابوليس". واضافت:"لن يسعوا الى تسوية كل المسائل في وثيقة تشرين الثاني نوفمبر، لكن هذه الوثيقة يجب ان تكون جدية وجوهرية وعملية وان تثبت ان من الممكن المضي قدما". وتابعت انها ستعمل مع الجانبين"حتى أقدم كل ما لدي، وحتى آخر لحظة في منصبي"، علما انها ستجتمع مجددا مع عباس غدا وستعود الى المنطقة في غضون اسبوعين للاطلاع على مجريات التفاوض. واوضحت رايس في حديث للقناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي ان"القضايا الجوهرية"في الصراع ستكون في مركز مداولات مؤتمر انابوليس، مضيفة انه يجب بلوغ نقطة يتم فيها تحديد اسس المفاوضات و"عندما تتضح الامور سيكون في وسعنا توجيه دعوات للمشاركة في المؤتمر". وفيما نقلت مصادر فلسطينية واخرى اسرائيلية عن حاشية رايس ترجيحها ارجاء المؤتمر مدة اسبوع او عشرة ايام لاعطاء مزيد من الوقت للطرفين المتفاوضين للتوصل الى اتفاق على الوثيقة، اكدت رايس ضمنا في المؤتمر الصحافي ان الاجتماع سيعقد الشهر المقبل حين تحدثت عن"وثيقة تشرين الثاني". من جانبه، قال عباس ان"المؤتمر الدولي يجب ان يطلق المفاوضات النهائية استنادا الى القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وخريطة الطريق التي تتضمن رؤية الرئيس جورج بوش لاقامة دولتين لشعبين". وتمسك بتحديد جدول زمني للمفاوضات حتى"لا يكون المؤتمر مفتوحا بلا نهاية"، كما طالب رايس بالمساعدة في وقف النشاطات الاستيطانية ومصادرة الاراضي ووقف الحفريات في باب المغاربة في القدس وبناء الجدار. في موازاة ذلك، حض الاتحاد الاوروبي اسرائيل والفلسطينيين على عدم اضاعة الفرصة في المؤتمر الدولي والبدء بحوار"يؤدي الى مفاوضات ذات معنى في شأن الحل النهائي والى تحقيق هدفهما المشترك في اقامة دولتين"، معتبرا ان المؤتمر"فرصة نادرة لتحقيق تقدم في عملية السلام". وقال وزراء خارجية الاتحاد المجتمعين في لوكسبمورغ في بيان ان المؤتمر يوفر"فرصة مهمة للشركاء الاقليميين والدوليين لدعم عملية سلام شاملة بفاعلية".