تشهد جوبا، عاصمة إقليم جنوب السودان، اجتماعات بين قادة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وزعماء فصائل المتمردين في دارفور الذين توافدوا إلى هناك لتنسيق مواقفهم قبل اجراء محادثات مع الحكومة في مدينة سرت الليبية في 27 تشرين الأول اكتوبر الجاري. وأعلنت"حركة / جيش تحرير السودان - الوحدة"احباط قرصنة جوية نفذها الجيش السوداني بهدف اغتيال قيادتها العسكرية التي كانت على متن طائرة من دارفور إلى عاصمة الجنوب السوداني. وقالت في بيان ان قائديها العسكريين عبدالله يحيى واللواء أبو بكر كادوا وعدداً من القيادات الأخرى كانوا على متن طائرة تابعة للإتحاد الأفريقي في طريقهم الى جوبا تلبية لدعوة من"الحركة الشعبية"عندما أُجبرت طائرتهم على الهبوط الاضطراري في منطقة كتم في شمال دارفور. وأضافت أن تدخلاً دولياً وتحرك وسطاء و"الحركة الشعبية"دفع الجيش السوداني إلى السماح للطائرة بالمغادرة. وطالبت الإتحاد الأفريقي بفتح تحقيق في الحادث، ورأت ان الإتحاد الأفريقي صار غير مؤهل ما دام طيرانه يقع تحت طائل نيران الجيش السوداني. وكان مسؤولون في جنوب السودان اتهموا الخرطوم بتوقيف ممثلين عن المتمردين في دارفور ثلاث ساعات قبل وصولهم إلى جوبا. وأكد الناطق باسم"الجيش الشعبي"أن القوات الحكومية حاصرت مهبط بلدة كتم، موضحاً أنه سمح للطائرة بالإقلاع بعد تدخل وزير الخارجية لام أكول وآخرين. وقال مسؤول في حكومة الجنوب ل"الحياة"هاتفياً من جوبا أمس انهم في انتظار وصول زعيم"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور الذي يرفض المشاركة في محادثات سرت لاقناعه بضرورة الانضمام الى عملية السلام. مشيراً إلى أن مساعي الجنوبيين لإقرار السلام في دارفور غرب السودان لا صلة لها بقرارهم تعليق المشاركة في الحكومة الاتحادية مع حزب"المؤتمر الوطني"الذي يقوده الرئيس عمر البشير. وكان"المؤتمر الوطني"اتهم في مؤتمر صحافي"الحركة الشعبية"بخرق 50 قضية في اتفاق السلام الموقع عام 2005، وتجاوز الشراكة السياسية بينهما. وقال مستشار الرئيس علي تميم فرتاك ووزير الدولة لشؤون الرئاسة إدريس عبدالقادر إن"الحركة الشعبية"لم تلتزم اعادة انتشار قواتها في جبال النوبة والنيل الأزرق وكردفان. ووصف عبدالقادر"الحركة الشعبية"بأنها ما زالت تعيش بعقلية"ما قبل اتفاق السلام"بمنعها وزراء ومسؤولين من زيارة مناطق تسيطر عليها في ولاية جنوب كردفان. ووصف سلوكها بأنه يُرسل إشارات سلبية تفسد مناخ الشراكة السياسية. كما انتقد دعوتها خبراء أجانب في شأن ترسيم الحدود لزيارة الجنوب. واستعرض ما اعتبره تجاوزات وخروقات ارتكبتها"الحركة الشعبية"أبرزها تتصل بالجمارك والضرائب والمواصفات ما أدى إلى ضياع كثير من الايرادات الاتحادية، اضافة إلى تعطيل نشاط شركات الاتصالات الوطنية ومنع الطالبات المسلمات في الجنوب من ارتداء الحجاب، وتعدي"الجيش الشعبي"، وهو الجناح العسكري ل"الحركة الشعبية"، على السلطات الادارية، متهماً الحركة باعتقال منسوبي حزبه في جنوب البلاد. وعزز"المؤتمر الوطني"حملته الاعلامية والسياسية بخطوات ديبلوماسية، وطرح وزير الدولة للخارجية علي كرتي على السفراء المعتمدين لدى الخرطوم أمس تطورات الأوضاع بين شريكي الحكم، وقلل من تأثير قرار تعليق مشاركة وزراء"الحركة الشعبية"في الحكومة على محادثات سلام دارفور المرتقبة نهاية الشهر في ليبيا. لكن رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي حذر من أن السودان يواجه طريقاً مسدوداً وان الخلاف اتسع بين"المؤتمر الوطني"و"الحركة الشعبية"ما جعل الأعوام الماضية مسرحاً متصلاً ل"الحرب البادرة"بينهما. وقال المهدي أمام حشد كبير من أنصاره إن الوضع الماثل الآن ينذر بالعودة إلى المربع الأول الحرب.