نبدأ من قضية جوائز الاتحاد الآسيوي ... قلت حينها إنك اجتمعت بالرئيس محمد بن همام وأنه كان غاضباً؟ - قابلت ابن همام مرتين، مرة يوم الاثنين في برج العرب، والثانية قبل الحفلة أثناء دخوله مقر الحفلة وكان غاضباً جداً من النشر. لكن غضبه يوحي بمعرفته بالنتيجة على رغم أنه قال على المنصة إنه لا يعرف النتيجة؟ - أعتقد أنه لم يكن يعرف النتيجة أثناء عمل اللجان، وأعتقد أن هذا ما كان يقصده، وأنه يقصد أنه علم بالنتيجة بعد انتهاء عمل اللجان وليس قبلها. قلت لي ذات مرة إنه كان لديك شعور بأن ابن همام يعرف بفوز خلفان؟ - أعتقد أنه كان يعلم بفوز خلفان، لأنني أبلغته بذلك يوم الاثنين قبل الحفلة في برج العرب، وتفاجأ بمعرفة"سوبر"بالنتيجة لدرجة أنه اندهش وسألني كيف عرفت، وأبلغته حينها أن المجلة ستحمل النتائج في عددها المقبل، وأنها طبعت، وللعلم فقد طلبنا خدمة أمنية على هذا العدد تحديداً من المجلة، وطلبنا من المطابع عدم رمي الورق التالف والمهدر في صناديق المهملات الخارجية، بل تم التحفظ عليه داخل المطبعة لأن الجميع كان يعرف أن"سوبر"ستنشر النتائج، فلك أن تتخيل الاجراءات والاحتياطات التي قمنا بها لضمان سرية العدد، لدرجة أنه كانت لدينا احتياطات على إرسال نسخ لقسم التوزيع ليقوم بوزنها وحساب تكاليف الشحن، إذ تمت تغطية الغلاف ووزن العدد مغطى، حتى كبار المسؤولين في المؤسسة لم نعطهم نسخاً مسبقة من العدد كالمعتاد إلا يوم النشر. لكن مقدمة العدد التي قالت إن صحة النتائج العشرة هي تقويم مهني للمجلة وضعتكم على المحك؟ - فعلاً، والحمد لله نجحنا، وكنا أكثر صحة من الاتحاد الآسيوي، الذي أخطأ على الهواء وسلم الشلهوب جائزة المطوع. يقال إن رعايتكم لبطولة"خليجي 18"جاءت بسبب وجود الشيخ عبدالله بن زايد على رأس المؤسسة؟ - مع كامل تقديري للشيخ عبدالله بن زيد، فهو بعيد كل البعد، ولم يعرف عن الرعاية إلا بعد الانتهاء منها، ولا أريد أن أقول إنه عرف من الصحف. ولكن علاقته الاعتبارية كان لها دور؟ - لم يكن لها أي دور... الأمر كان فكرة نبعت لدينا، وتحدثت فيها بشكل مباشر مع الشركة المالكة للحقوق وحصلنا عليها. وكيف ستعملون من خلال هذه الرعاية؟ - الرعاية كانت خطوة جيدة للسوبر، فلك أن تعرف أننا حققنا حتى الآن دخلاً إعلانياً يقارب النصف مليون دولار من خلال هذه الرعاية ولك أن تعرف أيضاً أن المؤسسة لم تكن تعير السوبر أي اهتمام خصوصاً على الصعيد الترويجي والتسويقي، فالاهتمام كان منصباً على جريدة الاتحاد ومجلة زهرة الخليج، لكن الآن خطونا خطوة باتجاه مختلف، وهذه الرعاية الإعلامية تأتي في إطار مفهوم الحقوق الحصرية التي بدأت تتنامى أخيراً في المجال الرياضي، لكن حصولنا على الرعاية الإعلامية لا يعني أننا لن نتعاون مع الجميع فنحن سيكون لنا نشرة يومية في البطولة وسنتعاون مع جميع الوسائل الإعلامية، وسنقدم لهم ما نستطيع من خدمات. كانت لك تجربة إعلامية في السعودية؟ كيف كانت خصوصاً بعد أن مررت بعدها بتجارب عدة، آخرها في دبي؟ - بصراحة أنا بدأت في البيت الكبير الأهرام ولكن بكل أمانة وصدق تجربتي في الصحافة السعودية قدمت لي الكثير خصوصاً أن الأجواء في الرياضة السعودية ساخنة وبالتالي أسهمت في صقل تجربتي وكان لها أثر كبير في. وكيف رأيت الصحافة السعودية؟ - هي صحافة متحمسة جداً، ولكن أنا أتساءل هل هناك فارق كبير بين ما كانت عليه قبل عشرة أعوام حين عملت وبين وضعها الآن، إنني أشعر أنها إلى حد كبير ما زالت الانتماءات هي الطاغية على الصحافيين وعلى الصحف، فصحف جدة مقسمة على الاتحاد والأهلي وصحف الرياض مقسمة على الهلال والنصر، وللأسف هناك صحافة زرقاء كما يقولون وصحافة صفراء وصحافة اتحادية حتى في الصحف التي من المفترض أن تكون مستقلة، فمثلاً هناك جريدة رياضية متخصصة نجد هناك كاتب أهلاوي فيها يتغنى يومياً بأهلاويته، وفي المقابل عمود لكاتب اتحادي يتحدث يومياً عن الاتحاد وآخر هلالي ورابع نصراوي، وأنا لا أرى أن هذه ممارسة صحيحة. هذه التقسيمة صعبة جداً ولا تتفق مع العصر الإعلامي الذي نعيشه، فالصحافي يجب أن يكون منتمياً للوطن. هل تقول إنه لا يجب أن يكون للصحافي انتماء؟ - من الطبيعي أن يكون للصحافي انتماء، لكن هوية الصحافي لا يجب أن تكون واضحة ومعلنة، من أجل الموضوعية، فلا أعرف مثلاً إذا كان هناك انتماء لناد أو لمسؤول في ناد، كيف من الممكن أن يتم التعامل معه لو وقعت تحت يد الصحافي وثيقة أو دليل إدانة ضد هذا المسؤول أو النادي. المفروض ألا يكون الصحافي منتمياً للنادي وأكبر عيب في الصحافة السعودية الانتماء، على رغم التطور التقني الكبير في الصحافة السعودية والذي كان مسبوقاً على الصعيد العربي. وحتى لا أظلم الإعلام السعودي فهو حاله حال الإعلام المصري والإعلام الخليجي والإعلام العربي. إذاً أنت ترى أنها حالة عربية؟ - حتى لا نجلد الذات هي موجودة في بعض الصحف الأوروبية خصوصاً في الصحافة الايطالية إلى حد كبير، فهناك صحافي ايطالي أعرفه يغطي اليوفنتوس منذ 20 عاماً، ولكن أحياناً العقلية الغربية مختلفة لأنه ينتقد، وللأسف الصحافة العربية فيها نقطه مهمة وهي أن الصحافي العربي ينتفع من المصدر وهي ما لا يجب أن تكون بأي شكل من الأشكال، وانا هنا قبل أن ألوم الصحافيين ألوم مجالس إدارات الصحف بشكل عام والتي تحب أن توفر، عندما تتلقى دعوة من النادي بمرافقة صحافي مجاناً وهي عملية توفير للصحف، ولكنها تكون على حساب استقلالية الكلمة، كما يجب أن نحسن دخل الصحافيين وأنا أتساءل لماذا دخل بعض الصحافيين أقل من رواتب مهن أخرى ولن أحدد مهنة معينة حتى لا يغضب مني أحد، وأنتم تعرفون انه في الصحافة السعودية المكافآت ألفا ريال وإلى حد قريب الرواتب ثلاثة آلاف وثلاثة آلاف وخمسمئة، وأنا كنت أعرف صحافيين ينالون خصم من 70 في المئة على سيارات لوكيل هو مصدر في ناد، هل يستطيع مثل هذا الصحافي أن ينتقد، وهموم الصحافة السعودية هي هموم الصحافة العربية ككل، ولكن المشكلة في المجتمع الخليجي هي العادات والتقاليد ووجود"الشيوخ والأمراء"مع تقديرنا الكبير لمكانتهم الاجتماعية لكن أخذ المبالغ منهم هو يأتي بمفهوم هبة، وجعل هناك خلطاً بين مفهوم"الهبة"ومفهوم الرشوة. ولك أن تعرف أنه في أحدى حفلات التكريم بأحد الأندية كرم النادي الإعلاميين بظروف فيها مبلغ مالي بشكل علني أمام الجميع، وهنا قبل أن أنتقد الزملاء أنتقد وألوم وضع الصحافة العربية، فالصحافي في مصر في الخمسينات كان الترتيب الثاني في الدخل الأعلى، ولذلك فأنا أشعر بتأنيب الضمير عندما أتحدث عن أحد ينال مبالغ، لأن مؤسساتنا الصحافية لا تمنح رواتب تكفل للصحافيين حياة كريمة في مقابل مغريات رجال أعمال يقودون الأندية. { أكد مدير تحرير مجلة"سوبر"الإماراتية أسامة الشيخ، أن رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام كان على معرفة بفوز اللاعب القطري خلفان ابراهيم خلفان بجائزة أفضل لاعب آسيوي، مشيراً إلى أن إدارة التحرير بالمجلة اضطرت لاتخاذ إجراءات أمنية مشددة للحفاظ على سرية العدد قبل صدوره، موضحاً أن"سوبر"نجحت في الحصول على نتائج الجوائز، وأن الاتحاد الآسيوي أخطأ في تسليم جائزتي محمد الشلهوب وبدر المطوع، في الوقت التي أوردت فيه المجلة النتيجة الصحيحة. وأبدى الشيخ استغرابه من الانتماءات اللونية المعلنة في الصحافة السعودية، مؤكداً أن إعلان الصحافي عن ميوله يضعه في مأزق مهني، ويفقده الموضوعية اللازمة للتعامل مع الأحداث الرياضية.