دخلت قوات الحكومة الصومالية، مدعومة بمئات الجنود الاثيوبيين، أمس الإثنين كيسمايو، في جنوب البلاد، المعقل الاخير ل"المحاكم الإسلامية"، بعدما فر عناصرها ليلا مجنّبين سكّان المدينة "حمام دم". ويُشكّل سقوط كيسمايو نكسة شديدة للإسلاميين الذين فقدوا في 10 أيام سيطرتهم على معظم جنوبالصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو. وأفيد أن قوات "المحاكم" انسحبت في اتجاه منطقة غابية على الحدود مع كينيا حيث تنوي من هناك اللجوء إلى"حرب عصابات"بعدما بدا جلياً عدم قدرتها على مواجهة الجيش الاثيوبي المعزز بالدبابات والطائرات الحربية. وحاول الإسلاميون الأحد وقف التقدم الاثيوبي، أو تأخيره على الأقل، عند محور مدينة جيليب التي تبعد أقل من 100 كلم عن كيسمايو. لكن المعركة حُسمت بسرعة لمصلحة الاثيوبيين الذين دخلوا الى الصومال الشهر الماضي لمساعدة حكومته الانتقالية الضعيفة في بيداوة والتي كان الإسلاميون على وشك دخولها. ويقول مراقبون أن خسارة الإسلاميين كيسمايو، معقلهم الأخير في الجنوب، قد لا يعني نهاية الحرب في البلاد، إذ أن منطقة بور جابو التي لجأوا اليها على الجانب الصومالي من الحدود مع كينيا، والتي توصف ب"تورا بورا"لشدة وعورتها، قد تتيح لهم فرصة إعادة تنظيم صفوفهم وشن حرب استنزاف ضد الحكومة الصومالية الضعيفة رغم الدعم الاثيوبي. وربما لهذا السبب سارعت الحكومة الصومالية برئاسة علي محمد جيدي إلى مناشدة الدول الافريقية أمس إرسال قوات سلام إلى البلاد. وأكد الناطق باسم الحكومة الصومالية عبدالرحمن ديناري لوكالة"أسوشيتد برس"أن أوغندا ونيجيريا وافقتا على إرسال 8000 جندي قريباً، لكنه لم يقدّم وقتاً محدداً. وقال مسؤول عسكري أوغندي أن بلاده مستعدة فعلاً لنشر قوة سلام من ألف جندي في الصومال خلال أيام قليلة. وأوضح ناطق باسم الجيش الأوغندي أن كتيبة جاهزة للتوجه"فوراً"إلى الصومال فور الحصول على إذن من وزارة الخارجية. وانسحب الاسلاميون من كيسمايو التي تبعد نحو 180 كلم من الحدود الكينية، بعدما حوصروا من الشمال والغرب، ولم يعد أمامهم سوى مخرجين: المحيط الهندي حيث تجوب سفن حربية المياه في إطار عملية"الحرية الدائمة"بقيادة الولاياتالمتحدة لمكافحة الارهاب، أو كينيا المجاورة. ويبدو أن هؤلاء اختاروا التوجه صوب حدود كينيا التي أوضحت سلطاتها الأمنية انها عمدت فقط الى تعزيز تدابيرها عند الحدود البرية مع الصومال الممتدة على مسافة 700 كيلومتر، مشيرة الى انها"أرسلت دوريات جوية وبرية كافية الى المنطقة للتأكد من عدم مرور هؤلاء الأشخاص من هناك". وتشتبه السلطات الكينية بأن الإسلاميين الفارين من الصومال يتجهون نحو رأس كامبوني وهي نقطة حدودية محاذية للمحيط الهندي حيث توجد غابة كثيفة. وحذرت الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني نوفمبر 2006 من احتمال حصول اعتداءات ينفذها"متطرفون"صوماليون في كينيا التي يوجد فيها ما لا يقل عن 160 الف لاجىء صومالي. وتعرضت كينيا لاعتداءين في 1998 و2002 تبنتهما"القاعدة". وفي أسمرا، حمّل وزير الإعلام الاريتري علي عبده الولاياتالمتحدة المسؤولية الحرب في الصومال. وقال علي عبده وزير الاعلام الاريتري لوكالة"رويترز"هاتفياً:"هناك تضليل في وسائل الاعلام. هذه الحرب بين الأميركيين والشعب الصومالي... لا يمكنهم سحق خيار الشعب الصومالي وهو العيش في سلام ووئام كدولة ذات سيادة". وكانت واشنطن اتهمت اريتريا بتزويد الإسلاميين الصوماليين بالسلاح والمقاتلين.