جدد وزير الخزانة البريطاني غوردون براون إدانته طريقة إعدام الرئيس الراحل صدام حسين ووصفها بأنها "مؤسفة"، وذلك على عكس رئيس الوزراء توني بلير الذي أعرب عن تأييده للحكومة العراقية وطالبها بإجراء تحقيق في ما جرى. ولم تكد تمر ساعات على التعليقات التي أدلى بها براون حتى قالت ناطقة باسم بلير أمس ان رئيس الوزراء يؤيد اجراء السلطات العراقية تحقيقاً في طريقة تنفيذ الاعدام. وأضافت:"ان بلير يعتقد بأن الطريقة التي نفذ بها الاعدام جانبها الصواب تماماً، لكن هذا ينبغي ألا ينسينا الجرائم التي ارتكبها صدام بما فيها تعمده قتل مئات الآلاف من العراقيين". وأظهرت مشاهد التقطت بكاميرا تليفون محمول، مراقبين يسخرون من صدام ويصيحون"الى جهنم"ويهتفون باسم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر قبيل تنفيذ الاعدام. وأثارت هذه المشاهد انتقادات دولية وألهبت المشاعر الطائفية في العراق. وقال براون الذي يتوقع أن يصبح رئيساً لوزراء بريطانيا لدى تقاعد بلير هذا العام،"الآن بعدما عرفنا الصورة الكاملة لما حدث بوسعنا ايجاز ذلك كله بوصفه تسلسلا مؤسفا للاحداث". وزاد في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية أمس"حتى الذين يؤيدون عقوبة الاعدام - على عكسي - وجدوا أن هذا غير مقبول تماماً. لم يفعل شيئاً الاعدام لتقليل التوتر بين الشيعة والسنة". وقال بلير عندما سئل عن عملية الإعدام لدى زيارته مستشفى في لندن الجمعة"قررت الحديث عن الصحة اليوم. سأتحدث عن كل تلك القضايا الاخرى الاسبوع المقبل". أما بوش فاعتبر اعدام صدام كان لا بد أن ينفذ"بطريقة أكثر وقاراً"لكنه جادل بأنه تلقى"قصاصاً عادلاً على عكس ضحاياه". وتعهد براون الذي توجه الى العراق في تشرين الثاني نوفمبر لزيارة القوات البريطانية المتمركزة في جنوب البلاد بأنه في حال فوزه بمنصب رئيس الوزراء سيعرب عن رأيه بصراحة لبوش. ويصف منتقدون بلير بأنه"كلب بوش المطيع". وقال براون:"من الواضح أن من يعرفونني يدركون أنني سأعبر عن رأيي، وسألتزم الصراحة الكاملة". وأضاف"ان المصلحة الوطنية لبريطانيا هي ما أسعى اليه أنا وزملائي". لكنه أضاف:"أعتقد بأن كل من يعرفني يدرك أيضا أنني تعاونت بصورة وثيقة للغاية مع أعضاء الحزبين في أميركا على مدى سنوات طويلة".