فيما واصلت السلطات المصرية حملتها ضد جماعة "الإخوان المسلمين" واعتقلت قياديين في محافظة الشرقية، قال المرشد العام للجماعة مهدي عاكف في تصريح إلى "الحياة" إن هناك من يسعى إلى "إشعال النار في مصر حتى يتمكن المستبدون من إحكام السيطرة على البلاد وتنفيذ الأجندة الأميركية والصهيونية في العالم الإسلامي". واستغرب استمرار الحملة الأمنية ضد"الإخوان"، معتبراً أن"لا منطق فيها ولا سبب". وحذر من خطورة سياسة الاعتقالات التي تنتهجها الحكومة ضد أفراد الجماعة ومؤسساتها، واتهم السلطات ب"افتعال خصومة سياسية"مع الجماعة، وقال:"لماذا يتم استهداف فصيل مصري أصيل من دون سبب؟". وأكد عاكف استعداده لقبول الحوار مع الحكومة. وقال:"نحن لن نسعى إلى صدام من أجل الحفاظ على أمن الوطن". إلا أنه لمح إلى إمكان أن يكون موقف"الإخوان"من التعديلات الدستورية أحد أسباب التصعيد. وقال:"سمعنا كلاماً حول هذا المضمون لكنه ليس السبب الوحيد والأمر أكبر من ذلك بكثير". ودهمت قوات الأمن أول من أمس منزل قياديين في"الإخوان"في مدينة منيا القمح الشرقية هما رجل الأعمال محمد جودة والدكتور حمدي علام واعتقلتهما. وكانت نيابة أمن الدولة العليا أمرت بحبس 25 من"الإخوان"لمدة 15 يوماً بعدما وجّهت اليهم النيابة تهم"الانضمام إلى جماعة محظورة والتخطيط لقلب نظام الحكم وحيازة منشورات تحض على كراهية النظام الحاكم". وأخلت النيابة سبيل 3 آخرين وهم وحيد القزاز مدير مكتب عضو مجلس الشعب الشيخ سيد عسكر وعلاء بدرة صاحب شركة مقاولات وأيمن الشافعي الأمين العام لنقابة المهندسين الفرعية في محافظة الغربية. وكانت النيابة أمرت بالقبض على 31 من ناشطي الجماعة في الشرقية والدقهلية والغربية الثلثاء الماضي، ولم تتمكن من القبض على ثلاثة آخرين لعدم وجودهم في منازلهم. وتأتي حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت أعضاء الجماعة المحظورة قانوناً منذ العام 1954، في إطار تصعيد من جانب السلطات بلغ الذروة مع اعتقال النائب الثاني للمرشد المهندس خيرت الشاطر ومجموعة كبيرة من قياديي الجماعة بعد قيام طلاب ينتمون إلى"الإخوان"باستعراض شبه عسكري في جامعة الأزهر أثار انتقادات كبيرة.