شددت السلطات المصرية حملتها على جماعة الإخوان المسلمين ورفعت سقف المستهدفين من قادة الجماعة إلى مستوى نائب المرشد. واوقفت فجر أمس حوالي مئتي عنصر، من بينهم 20 قيادياً، يتقدمهم النائب الثاني للمرشد العام للجماعة محمد خيرت الشاطر، والباقون من طلبة جامعة الأزهر الذين شنوا في الاسابيع الماضية حملة احتجاجية رداً على استبعاد بعضهم الاقامة في المدينة السكنية الجامعية وحرمان آخرين من المشاركة في انتخابات الاتحادات الطلابية. واعلنت وزارة الداخلية ان عدد الموقوفين من"الاخوان"بلغ 140 شخصاً. ورأى مراقبون أن الحملة الاخيرة"نتيجة طبيعية"لاستعراض اقامه بعض طلبة الإخوان داخل الجامعة عندما ارتدوا ثياباً سوداء، بعدما تلثموا، كُتب عليها"صامدون"كما شاركوا علانية في تدريبات على ممارسة الرياضات العنيفة، مثل الكاراتية والكونغ فو، في عرض شبه عسكري تعرض لانتقادات شديدة من جانب وسائل الاعلام التي لامت أجهزة الامن التي تركت الطلاب يمارسون نشاطاً مخيفاً. ووصفت الجماعة الاجراء بأنه"تصعيد خطير"، وقالت إن من"بين الموقوفين أيمن عبدالغني، زوج ابنة الشاطر". وذكرت عائلة الشاطر إن قوات الأمن صادرت 3 أجهزة كومبيوتر ومبلغاً مالياً يُقدر بنحو 60 ألف جنيه إضافة إلى أجهزة نقال لزوجته وزوج ابنته. وعلى رغم أن السلطات المصرية تعتمد منذ اكثر من 10 سنوات اسلوب توجيه ضربات اجهاضية دورية للإخوان إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها وقف نائب للمرشد ما اعتبرته مصادر في الجماعة رسالة مفادها أن الحكومة لن تتوانى عن القبض على المرشد نفسه إذا استمرت الجماعة في تصعيد نشاطها بالوتيرة نفسها التي تسير بها منذ فترة. وقالت الجماعة إن حملة المداهمة والاعتقالات بدأت في الثالثة فجراً وتم القبض على المهندس ممدوح الحسيني، والدكتور فريد جلبط أستاذ الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، والدكتور عصام عبد المحسن الأستاذ في كلية الطب الأزهر، والمحاسب ياسر عبده الأمين العام لنقابة التجاريين في الجيزة، ورجل الأعمال صادق الشرقاوي، والمهندس محمود المرسي، والدكتور محمود أبوزيد أستاذ الجراحة بطب القصر العيني، والدكتور محمد بليغ بمعهد الرمد بالجيزة، والصحافي أحمد عز الدين، والمحاسب مصطفى سالم سيد معروف المدير في"شركة عمر أفندي"وفتحي ياسين مدير مدارس المساعي إضافة إلى 180 من طلاب الجامعة. واستنكر مرشد الاخوان السيد محمد مهدي عاكف الحملة، ولفت الى انها جاءت"في توقيت يدعي فيه النظام السعي الى اصلاح شامل يُخرج الوطن من حالة الاحتقان الذي يحياها على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية". ورأت أن القبض على الشاطر وزملائه"اعاد بحالة الحريات الى المربع الصفر بتصعيد غير مبرر يزيد الامور تعقيداً ويهز صورة مصر". وقال طلاب في جامعة الازهر ل"الحياة"إن قوات الامن حاصرت مبنى الصفا في الحي السابع في مدينة نصر -القاهرة، وتسكن فيه غالبية طلاب الإخوان المغتربين واعتقلت 180 منهم. واعلنت وزارة الداخلية امس أن عدد الموقوفين من"الإخوان"140 فقط، منهم قيادات وكوادر على رأسهم محمد خيرت الشاطر. وشدد بيان للوزارة إن الحملة"جاءت بناء على إذن صادر من نيابة أمن الدولة العليا بعدما توافرت معلومات لدى أجهزة مباحث أمن الدولة تشير الى دخول جماعة الإخوان المسلمين في المنعطف الخطير الذي جنحت إليه اخيراً عناصر طلابية اخوانية في جامعة الازهر بإثارة أحداث الشغب التي اندلعت في الحرم الجامعي الأحد الماضي وفرض أوضاع غير مشروعة داخل الجامعة". واكد البيان أن العناصر، التي ضبطت متورطة في التخطيط لذلك التحرك وتزعمه. وقال البيان إن هذه العناصر"اعدت مخططاً يستهدف استثمار القاعدة الطلابية في الجامعة وحضها على التظاهر وتحريضها على الخروج الى الطريق العام في محاولة للإخلال الجسيم بالنظام العام وانتهاك القانون". وأوضح البيان أن المعتقلين احيلوا على نيابة امن الدولة التي باشرت التحقيق معهم.