واصلت أجهزة الأمن المصرية حملتها ضد قيادات وكوادر «الإخوان المسلمين»، واعتقلت مساء أول من أمس 32 من القيادات المحلية للجماعة في أربع محافظات، ليصل إجمالي معتقلي الجماعة على مدى الأيام الخمسة الماضية إلى 82 تقريباً، في مسعى قالت مصادر إنه يهدف إلى «إجهاض انتخابات داخلية سرية» تجريها الجماعة على مستوى المحافظات. وعلمت «الحياة» أن «الإخوان» يجرون انتخابات في سرية تامة لاختيار رؤساء وأعضاء المكاتب الإدارية في المحافظات. ووصلت معلومات إلى أجهزة الأمن عن فحوى تحركات أعضاء الجماعة، «فصدرت تعليمات بدهم أي تجمعات أو اجتماعات تنظيمية تجريها قيادات الإخوان للتدارس في شأن تلك الانتخابات»، بحسب مصدر أمني. وشنت أجهزة الأمن في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس حملة دهم واسعة استهدفت منازل قيادات «الإخوان» في محافظات الشرقيةوالدقهليةوالقاهرة والجيزة، واعتقلت 20 في الشرقية (120 كلم شمال شرقي القاهرة)، و7 من مسؤولي المكاتب الإدارية للجماعة في القاهرة والجيزة، كما دهم جهاز مباحث أمن الدولة منازل خمسة من مديري مكاتب أعضاء في الكتلة البرلمانية ل «الإخوان» في الدقهلية واعتقلتهم. واتهم الأمن الموقوفين ب «الانضمام إلى جماعة محظورة، وعقد اجتماعات تنظيمية تهدف إلى تكدير الأمن والسلم العام، وحيازة مطبوعات تشمل أفكاراً وأنشطة تحرض على نظام الحكم». وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن «الإخوان يجرون تحركات واسعة لإجراء انتخابات على مستوى المكاتب الإدارية في المحافظات»، مشيراً إلى أن «الهدف من حملات الاعتقال التي تمت على مدى الأيام الماضية هو إجهاض تلك التحركات». ولفت إلى أن الموقوفين عرضوا أمس على نيابات أمن الدولة في محافظاتهم التي أمرت بسجنهم على ذمة التحقيقات التي تجري معهم. واستنكر محامي «الإخوان» عبدالمنعم عبدالمقصود الاعتقالات في شدة. وقال ل «الحياة»: «يحاولون إجهاض نشاط الجماعة، لكن ذلك التصعيد لن ينال من تحركات الإخوان... التصعيد يسيئ إلى سمعة الحكومة». وأوضح أن «غالبية من أوقفتهم أجهزة الأمن من قادة الإخوان ومسؤولي المكاتب الإدارية في المحافظات... هذا تصعيد أمني غير مبرر، ولا نعرف الهدف منه». من جانبه، حض المرشد العام ل «الإخوان» محمد مهدي عاكف في رسالته الأسبوعية التي خصصها للتهنئة برمضان، أعضاء جماعته على «الصبر في مواجهة الظلم والاستبداد».