تارانتينو ممثلاً في فيلم رعاة بقر ياباني قبل فترة طلب كوينتن تارانتينو من صديقه المخرج الياباني تاكاشي مييكي أن يظهر كضيف شرف في لقطة عابرة في فيلم"هوستل"الذي كان ينتجه... فظهر الرجل تعبيراً عن عمق وده لتارانتينو. ولأن"العين بالعين"، ها هو تارانتينو، يرد التحية بأحسن منها. اذ جاء في الأخبار السينمائية أنه توجه الى اليابان ليقوم بدور صغير جداً في الفيلم الجديد الذي يحققه مييكي هناك. الفيلم عنوانه"سوكياكي وسترن: دجانغو". وهو كما يدل عنوانه أشبه بتحية الى سينما رعاة البقر... الإيطالية، التي يبدو أن تارانتينو ومييكي يتشاركان الإعجاب بها. الطريف أن مشاركة تارانتينو وفرت بعض المال على منتجي مييكي. فالفيلم ناطق بالانكليزية، لكن كل الممثلين يابانيون ما اضطر المنتجين الى تنظيم دروس مكثفة بالانكليزية لهم ينفقون عليها مبالغ طائلة... وهي دروس لن يحتاجها تارانتينو بالطبع! مارتن سكورسيزي يحقق شريطاً عن "الرولنغ ستونز" ألوف المتفرجين الذين كانوا يحضرون قبل أسابيع حفل روك لفرقة رولنغ ستونز في"بيكون تياتر"في نيويورك، وجدوا أنفسهم منذ بداية الحفل محاطين بأكثر من عشر كاميرات، لكل منها فريقها الخاص، تحصي عليهم حركاتهم وسكناتهم، كما تفعل مع المغنين فوق الخشبة. وكاد الأمر يبدو عادياً، لولا ظهور مارتن سكوسيزي متنقلاً بين الكاميرات مصدراً تعليماته بنشاط وحبور. وفهم الناس أن في الأمر أكثر من مجرد تصوير حفلة: فهموا أن ثمة فيلماً جديداً يصور عن الفرقة الأسطورية. وكان هذا صحيحاً، حيث إن سكورسيزي، ومنذ أنجز فيلمه الأخير"المرحلون"مشغول بصورة أساسية في تحقيق هذا الفيلم عن فرقة الروك المفضلة لديه، أسوة بما فعل قبل سنتين حين حقق فيلماً رائعاً عن بوب ديلان. استديو"باراماونت"هو الذي يمول الفيلم وسيقوم بتوزيعه داخل الولاياتالمتحدة، على اعتباره جزءاً من صفقة جديدة مع سكورسيزي تتضمن أفلاماً عدة تنتج خلال سنوات مقبلة. ثاني فيلم عن ستانلي كوبريك بعد سنوات على رحيله اذا استثنينا حال اورسون ويلز، الذي راكم طوال حياته عشرات المشاريع التي لم يحققها، يمكن اعتبار الراحل ستانلي كوبريك واحداً من أكبر أصحاب هذا النوع من المشاريع غير المتحققة في تاريخ السينما. غير أن الفارق بين ويلز وكوبريك بدأ يتضح أكثر وأكثر: ففي وقت يندر أن يهتم فيه أحد بالسعي لتحقيق بعض مشاريع صاحب"المواطن كين"، يقبل كثر على نفض الغبار عن مشاريع كوبريك. وكان الأول ستيفن سبيلبرغ الذي حقق فور رحيل زميله الكبير، مشروعه عن"الذكاء الاصطناعي". أما اليوم فالدور دور مخرج شاب تميز بأفلامه الإعلانية، هو كريستوفر بالمر، الذي ينتظر أن يبدأ قريباً تحقيق فيلم انطلاقاً من سيناريو عنوانه"مخبول على المتن"كان كوبريك اشتغل عليه طوال خمسين سنة، منذ صاغه صديقه الكاتب جيم طومسون للمرة الأولى في سنوات الخمسين، اذ أوصاه كوبريك بكتابة معالجة سينمائية بعدما كان الرجلان تعاونا على كتابة"الغزوة الأخيرة"ثم"خطوات المجد". وبعد ذلك ظل المشروع نائماً في صناديق كوبريك حتى اكتشفه صهره فيليب هوبز وأعاد إحياءه. على أمل أن يقوم كولن فاريل ببطولته.