ثمة إشارات اخرى تعرب عن الإعداد للحرب على ايران. ففي مطلع كانون الثاني يناير أفصح جورج بوش عن خطته العراقية الجديد. وأعلن ان بلاده عازمة على نشر اجهزة"باتريوت"، المضادة للصواريخ، في بعض دول الخليج العربي. وتسأل خبيرة الشؤون الأميركية - الإيرانية، تريتا بارسي، بواشنطن:"لم هذا كله؟ ما العلاقة بحرب العراق؟"وتقول:"المقاتلون العراقيون لا يملكون صواريخ باليستيه، فلم نشر مضادات لها؟ لا أرى سبباً غير تهديد القادة الإيرانيين دول الخليج العربي برد صاروخي في اراضيهم على هجوم عسكري اميركي على جمهوريتهم. فواشنطن تريد حمايتهم من رد من هذا النوع، وهو قرينة على احتمال الضربة الأميركية". وإلى هذا، عين جورج بوش الأميرال فالون على رأس اركان القوات الأميركية بأوروبا والشرق الأوسط. فلم تعيين اميرال بحري في هذا المنصب طالما حرب العراق برية؟ ويلاحظ المراقبون ان عدد الغواصات التي تجوب الخليج زاد على نحو جر معه زيادة الاصطدام بالسفن التجارية. وبعد ثلاث سنوات من العمل البطيء في القاعدة العسكرية التركية، انجرليك، غير بعيد من ايران، تسارع العمل فجأة، وركنت طائرات من طراز إف-16، وهي طائرات تحمل رؤوساً نووية من نوع ب-61-11، وتتولى تدمير الحديد المصفح الذي يقي المفاعلات الإيرانية تحت الأرض. ويدعي البيت الأبيض ان الإجراءات هذه كلها لا ترمي الى غير حمل ايران على الكف عن مساندة الميليشيات المسلحة في العراق، وعلى إبداء مزيد من المرونة في الملف النووي. وفي قصر الرئاسة الفرنسية، الإليزيه، يبدي الطاقم الرئاسي اقتناعه بهذه النظرية. فيقول مستشار في الرئاسة الفرنسية:"في ايلول سبتمبر اكد بوش لجاك شيراك ان معالجة الملف النووي الإيراني لا تقتضي اعتماد الأسلوب العسكري بل تفترض تقديم الديبلوماسية". ولكن مسؤولين اميركيين، وبعضهم جمهوريون، يرون ان بوش عزم، ضمناً، على القضاء على"التهديد الإيراني"وحده، أو بمساعدة اسرائيل. وهو يريد ان يحفظ التاريخ ذكره مخلّصاً للغرب من"الشيطان"، أحمدي نجاد. ويسعى بعض الشيوخ الى تفادي خطة ستؤدي الى كارثة. ويرى بعضهم سن قانون يحظر على الرئيس اتخاذ قرار بحرب نووية على ايران من دون موافقة مجلس الشيوخ مجتمعاً. وهم يريدون ابرامه سريعاً، بينما الوقت داهم. ويقول الكولونيل غاردنر:"تنتهي الاستعدادات العسكرية نهاية شباط فبراير الوشيك". ويتفق التوقيت هذا مع نهاية المهلة التي ينص عليها القرار 1737، في الأثناء تسلم روسيا وقود مفاعل بوشهر النووي. وقد يعلن احمدي نجاد، حينذاك، بدء تخصيب اليورانيوم بمقادير عسكرية. وهو الإيذان ببلوغ السباق نحو القنبلة النووية المرحلة الحرجة، على قول الصقور الإسرائيليين والمحافظين الجدد المقربين من بوش. عن فانسان جوفير، "لونوفيل اوبسيرفاتور" الفرنسية، 25- 31/1/2007