ودع عبدالله الدبل الدار الفانية، وانتقل إلى الدار الآخرة، لف الحزن دورة الخليج، تبادل الجميع عبارات التعزية، السؤال الذي يتم تداوله في أوساط البطولة، مَن الشخص الذي يمكنه أن يملأ فراغ الراحل الدبل؟ سؤال لا يمكن التسرع بالاجابة عليه، فالدبل رجل ملأ المناصب التي تقلدها طوال 30 عاماً قدرة وعملاً وانتاجاً. قابلته في حفلة السفارة السعودية في ابوظبي، وهو يستقبل الجميع بالابتسامة الدائمة، سألناه - نحن مجموعة من الصحافيين - عن أحواله رد مبتسماً:"هذا كتاب لوائح الاحتراف التي ندرسها، في كل سفرياتي لا بد من حمل هذا الكتاب". رحل الدبل عن الوسط الرياضي، نحتاج لسنوات لايجاد بديل يسد الفراغ الذي سيحدثه، فالراحل ترأس الاتفاق، ثم عمل عضواً في الاتحاد السعودي لكرة القدم، واختير رئيساً للجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي ثم أعاده الرئيس الحالي محمد بن همام إلى الاتحاد القاري. وقف الدبل على مسافة واحدة بين الأندية السعودية، عمل طوال الفترة القصيرة التي تبوأ فيها منصب رئيس لجنة الاحتراف على صياغة قوانين جديدة للاحتراف السعودي ومطابقته للاحتراف الدولي، أوجد نظاماً يحفظ للاعبين حقوقهم مع أنديتهم، كان يسعى للكثير، لكن يد المنون خطفته ولا اعتراض على قدر الله. لن تعدم الأرض التي أنجبت الدبل وقدمته رجلاً قائداً خلاقاً أن تنجب غيره، لكن المسؤولية تبدو كبيرة في صنع البديل، وإيجاد رجل بمواصفاته. لا يمكن الحديث عن الدبل من دون ذكر النجاحات التي حققها إبان رئاسته للجنة الاشراف على بطولة القارات على كأس الملك فهد، ولا يمكن نسيان الثقة التي حظي بها الدبل من جانب مسؤولي الفيفا منذ عهد هافيلانغ وانتهاء بالرئيس الحالي للفيفا السويسري جوزيف بلاتر. رحم الله الدبل وأسكنه فسيح جناته. [email protected]