شنت حركة"حماس"حملة اعلامية مركزة على الرئيس محمود عباس ورجل حركة "فتح" القوي النائب محمد دحلان الذي تصفه بأنه زعيم "التيار الانقلابي" في حركة "فتح". وبدأ الهجوم على عباس في المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الداخلية والامن الوطني سعيد صيام ليل السبت - الاحد رداً على تصريحات النائب العام الفلسطيني احمد المغني، ثم على لسان نائب رئيس كتلة"حماس"البرلمانية يحيى موسى، فيما شنت الحركة هجمة قوية على دحلان الذي وقع انفجار في منزل كبير مرافقيه سليم الشيخ خليل، ما ادى الى تدمير الطبقة السفلية منه. واتهم صيام الرئيس الفلسطيني بتعطيل قراراته التي يتخذها في شأن المؤسسة الامنية، مشيرا الى انه اصدر عددا من القرارات من دون أن تجد طريقها للتنفيذ من الاجهزة الامنية الخاضعة لإمرته. وانتقد بشدة قرار عباس تعيين دحلان مسؤولا عن اجهزة الامن الفلسطينية، معتبرا القرار مخالفا للقانون. واشار الى ان رئيس الوزراء اسماعيل هنية ارسل رسائل رسمية عدة الى عباس في شأن تعيين دحلان، لكن من دون رد. وعن الاسلحة التي وصلت الى الاجهزة الامنية قبل نحو شهر، تساءل صيام:"اين تذهب هذه الاسلحة؟ ولصالح من تسّمن الاجهزة الامنية، خصوصا انها ليست من اجل قتال الاحتلال او الحفاظ على الامن الداخلي، لان الشرطة لا يصلها أي شيء"، مشيرا الى"ادخال سيارات جيب مصفحة بالتنسيق مع الاحتلال الصهيوني، ومن دون اذن وزارة المواصلات". وكشف صيام وجود"خطة اميركية لتشكيل الوية وكتائب في الضفة وقطاع غزة"، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل عن عددها ومن الذي سيشكلها. وقال ان"هناك اجتماعات تمت بهذا الصدد"، مشيرا الى وجود"وثائق بخط يد كبار ضباط الاجهزة الامنية تتحدث عن مطالب لازمة لمواجهة الوضع الداخلي". وطالب بإعادة"تشكيل مجلس الامن القومي"الذي يرأسه عباس ويضم في عضويته رئيس الوزراء ووزير الخارجية والداخلية ورؤساء الاجهزة الامنية. وابدى استعداده ل"إعادة صوغ الاجهزة الامنية، بما في ذلك القوة التنفيذية لتابعة لوزارة الداخلية على أساس وطني وليس حزبياً". بدوره، اتهم موسى الرئيس الفلسطيني بتعطيل التوصل الى وفاق وطني في الساحة الفلسطينية، وقال في تصريح انه يحمّل"الرئيس عباس كل المسؤولية عما يحدث لانه المسؤول عن توتير الاجواء الفلسطينية، وعن منع الاتفاق في الساحة الفلسطينية، وعن كل اشكال الانقلاب على الحكومة وعزلها وحصارها وتعطيل اعمالها". واعتبر موسى ان"الرئيس عباس يحتضن الفريق المجرم الذي يحتمي بمظلة الرئيس وينفذ المؤامرات ضد حكومة الشعب الفلسطيني المنتخبة، ويعطي الشرعية للذين يريدون الانقلاب على الحكومة، ويعطل التوصل الى اتفاق وطني من خلال اشتراطاته وتصلبه في طرح اشتراطات تعطل تشكيل حكومة الوحدة". وبالنسبة الى المساعي المبذولة عربيا وفلسطينيا لرأب الصدع بين فريقي الرئاسة والحكومة، قال موسى ان"المشكلة ليست في المساعي انما في من يجلس معك بينما هو في الجانب الآخر يخطط لاغتيالك وقتلك". وذهب الناطق باسم"حماس"اسماعيل رضوان في الاتجاه نفسه، اذ اتهم"فتح"بالمسؤولية عن الاحداث الاخيرة. وقال في تصريح ان الحركة"تعطي الغطاء التنظيمي والمالي والسياسي ل"فئة انقلابية تريد الانقلاب على خيارات الامة، وتنفذ مخططات صهيونية اميركية تجر الساحة الفلسطينية الى حرب اهلية". واعتبر ان"حماس ترفض هذه الجرائم من التيار الانقلابي، لكنها لن تجر الى حرب اهلية يريد هذا التيار أن يسوقنا اليها لتنفيذ املاءات صهيونية اميركية"، مشددا على ان الحركة لن تسكت عن ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة". وانضم مركز الاعلام الفلسطيني على شبكة الانترنت التابع ل"حماس"الى الحملة المركزة ضد دحلان، واتهمه ب"تنفيذ نصيبه"من خطة اميركية للانقلاب على"حماس"وحكومتها. وقال المركز في بيان له ان"ضابط الاستخبارات البريطانية السابق الستر كروك كشف هذا المخطط الاميركي الذي"يديره مساعد مستشار الأمن القومي الاميركي وليام ابرامز ويهدف الى اسقاط الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس من خلال اشعال حرب اهلية". واشار المركز الى ان"مصادر مقربة من دحلان سربت معلومات مفادها ان دحلان اوعز لاتباعه في الاجهزة الامنية بضرورة توتير الساحة الداخلية قبل ايام من قرب التوصل الى اتفاق على حكومة وحدة". وقال ان"دحلان رفض بشدة الضغوط التي مورست على الرئيس عباس للقبول بحكومة وحدة".