سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية الألماني يرفض مقارنة وضع الممرضات البلغاريات بالمقرحي . شتاينماير ل "الحياة" : لسنا مضطرين إلى تمويل "حكومة حماس" والوقت غير ملائم للوم الأميركيين على ما يحصل في العراق
أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك - ولتر شتاينماير، في مقابلة أجرتها معه "الحياة"، عن مخاوفه من تصاعد التوتر بين أنصار حركتي "فتح" و "حماس"، معتبراً أن الحرب الأهلية بين الفلسطينيين ستكون بمثابة "كابوس". وطالب سورية باحترام سيادة لبنان، قائلاً أن الرئيس بشار الأسد أبلغه أن بلاده تريد أن تكون جزءاً من الحل في المنطقة، لكنه لفت إلى أن سياسة سورية حالياً"لا تخدم مصالحها المشروعة". وقال أن الأوروبيين ليسوا مضطرين أن يموّلوا حكومة"حماس"من أموال دافعي الضرائب، معتبراً أن سياستها"غير مسؤولة وخطيرة". وفي ما يأتي نص أجوبة الوزير على أسئلة وجهتها إليه"الحياة"عبر الخارجية الألمانية: زرتَ الشرق الأوسط ست مرات في السنة الماضية، والمستشارة أنغيلا ميركل تخطط لزيارة المنطقة قريباً. ماذا تأمل الحكومة الألمانية بأن تحققه، وما هو الدور الذي تعتقد بأن ألمانيا يمكن أن تلعبه لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى أمام؟ - الشرق الأوسط بالنسبة إلى أوروبا منطقة استراتيجية. في البداية، أدياننا لها الجذور نفسها، كما أن لنا تاريخاً مشتركاً. وبما أننا جيران مباشرون، فإن أمنكم يهمنا مباشرة لذلك لا يمكننا أن نبقى غير مبالين إزاء نزاع استمر طويلاً جداً. وألمانيا، لها علاقة راسخة مع كل دول المنطقة، كما أن تاريخنا يفرض علينا مسؤولية خاصة تجاه إسرائيل والشعب اليهودي. وخلال العامين المنصرمين، تطور النزاع الإسرائيلي الفلسطيني نحو الأسوأ. والواضح أننا في حاجة إلى مشاركة دولية أقوى وفي شكل متواصل، وأفضل طريقة لضمان تحقيق هذين الأمرين هي من خلال اللجنة الرباعية التي تضم الأممالمتحدة وروسيا والولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي. وهذا هو السبب في أن الحكومة الألمانية تعمل منذ أكثر من شهرين لإعادة تنشيط عملية"الرباعية". سنعقد اجتماعاً لوزراء خارجية"الرباعية"في واشنطن في 2 شباط فبراير ونأمل بأن يساهم في تحريك عملية سياسية تعيد محادثات السلام. وقف النار أولاً كثيرون في الشرق الأوسط لا يفهمون سياستكم أي السياسة الأوروبية في خصوص حركة"حماس". كنتم تدعون إلى انتخابات ديموقراطية، وعندما انتخب الفلسطينيون"حماس"اخترتم أن تقاطعوا حكومتها وأن توقفوا الدعم المالي الأجنبي لدفع رواتب الموظفين... الخ. - يجب أن نفرّق بين أمرين: بعد الانتخابات في كانون الثاني يناير العام الماضي أقرت الحكومة الألمانية بأنها تعتبر الانتخابات حرة ونزيهة وقبلت نتائجها. ولكن هل يعني ذلك أننا ملزمون أن نستخدم أموال دافعي الضرائب الألمان لتمويل حكومة نعتبر سياستها غير مسؤولة وخطيرة؟ لا. إننا مستعدون أن نتعاون مع الحكومة الفلسطينية حالما تعترف بإسرائيل، وتحترم الاتفاقات التي وقّعت في الماضي، وتنبذ استخدام العنف. في المقابل، لم نوقف مساعدتنا للشعب الفلسطيني. ألمانيا تعي جيداً المشقات التي يعانيها الفلسطينيون، خصوصاً في غزة. ولهذا واصلت أوروبا تقديم المساعدات، بل إنها زادتها. ففي العام 2006 وحده، بلغ حجم المساعدات الأوروبية المالية الإجمالية 600 مليون يورو تقريباً. ومن هذا المبلغ، صرفت 200 مليون يورو لدعم الموظفين الأكثر تضرراً في قطاعي الصحة والتعليم. هل تخشى أن الأمور في الأراضي الفلسطينية تسير نحو حرب أهلية، في ضوء الاشتباكات اليومية بين مؤيدي"حماس"وپ"فتح". وهل تؤيدون دعوة الرئيس محمود عباس الى انتخابات مبكرة؟ - إنني، قلق جداً من تصاعد العنف وعمليات الخطف المستمرة في الأراضي الفلسطينية. يجب عدم السماح بأن تتدهور الأوضاع الأمنية أكثر - وبالتأكيد ليس إلى درجة الحرب الأهلية التي ستكون بمثابة كابوس لو حصلت! يجب أن تكون كل الفصائل الفلسطينية عند مستوى المسؤولية، فسكان الضفة الغربية وقطاع غزة عانوا ما يكفي. أما بالنسبة إلى الانتخابات المبكرة، فلقد حاول الرئيس عباس على مدى شهور تشكيل حكومة وحدة وطنية، تقوم على أساس المعايير التي حددتها اللجنة"الرباعية"، ولكن من دون جدوى. وهو الآن يقوم بمحاولة أخيرة، وأحيي الجهود التي يبذلها لحل هذه القضية الحيوية. علينا أن ننتظر نتيجة جهوده وأن نقبل الخلاصة التي يتوصل إليها. پ كيف يمكن إحياء عملية السلام؟ هل هناك تصوّر ألماني واضح لطريقة ذلك، مع الأخذ في الاعتبار ان ألمانيا هي الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي؟ - أي قوة مسؤولة لا بد من أن توافق على أن الحاجة في نهاية المطاف هي قيام دولتين ديموقراطيتين - إسرائيل وفلسطين - تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن. والسؤال الأساسي هو: كيف يمكننا العودة إلى عملية تسمح بأن يجلس الجانبان معاً ويناقشا طريقة حل الأمور العالقة؟ كخطوة أولى، يجب أن نحاول أخذ خطوات ملموسة تحسّن أمن المواطن الاسرائيلي وتغيّر إلى نحو أفضل الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين: وقف شامل لإطلاق النار - أي، لا إطلاق لصواريخ"القسّام"على الأراضي الإسرائيلية -، وحرية حركة أكبر للفلسطينيين، الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية .... اتخذت خطوات أولى في هذا المجال بعد اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء أولمرت والرئيس عباس. والآن يجب أن تُنفذ هذه الخطوات في شكل كامل. وأعتقد بأن"الرباعية"يمكنها أن تساعد الأطراف على مواصلة السير في هذا الاتجاه. وبعد أن نكون بنينا عملية الثقة اللازمة بين الطرفين، يمكننا أن نعمل لخلق أجواء تسمح باتخاذ خطوات أكثر جرأة. لا وساطة ألمانية هل صحيح أن ألمانيا حاولت أن تلعب دوراً بين السوريين والإسرائيليين لإحياء محادثات السلام بينهم؟ وهل مررتم أي رسائل من السوريين إلى الإسرائيليين، وهل هناك أمل في عودة المحادثات بين الجانبين؟ - لم نلعب أي دور وساطة بين اسرائيل وسورية. أما بالنسبة إلى المستقبل فأعتقد بأن سورية يمكنها أن تكون لاعباً مهماً في المنطقة. لكنني لا أعتقد بأن سياستها الحالية تخدم مصالحها المشروعة. أبلغني الرئيس الأسد أخيراً أن سورية تريد أن تكون جزءاً من الحل وليس من المشكلة في الشرق الأوسط. وهذا تصريح إيجابي، ولكن يجب تطبيق القول على الفعل: الاحترام الكامل للسيادة اللبنانية، وسلوك نهج بنّاء وإيجابي إزاء جهود السلام بين اسرائيل والفلسطينيين هما عنصران أساسيان في هذا المجال. وآمل بأن يُظهر القادة السوريون الحكمة الضرورية والشجاعة، وأن يلعبوا دوراً بنّاء. وهذا سيفتح آفاقاً عريضة من الخيارات أمام سورية. "حزب الله"وإسرائيل پ هل تلعب ألمانيا أي دور في المفاوضات بين إسرائيل وپ"حزب الله"من أجل إطلاق الجنديين المخطوفين، واللذين يمكن أن يكونا ميتين على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الصيف الماضي؟ - حاولت الحكومة الألمانية في الماضي أن تساعد في الأمور الإنسانية متى كان ذلك ممكناً. لكنني لا أستطيع التعليق الآن على القضية التي تشير اليها. من هو الملام في الحرب التي اندلعت في لبنان في تموز يوليو؟ إسرائيل أم"حزب الله"؟ وهل هناك أي مبرر لتدمير إسرائيل البنية التحتية في لبنان؟ - المواجهة التي حصلت في الصيف الماضي بدأها"حزب الله"الذي خطف جنديين إسرائيليين من الأراضي الإسرائيلية، في انتهاك فاضح لقرارات الأممالمتحدة. ليس هناك أي مبرر لعمل من هذا النوع. وخلال القتال الذي اندلع إثر ذلك، عبّرنا عن اقتناعنا بأن العمل العسكري يجب أن يكون متناسباً مع الفعل وأن يتجنّب استهداف المدنيين الأبرياء. وأود أن ألفت إلى نتيجة أخرى للهجوم الذي شنّه"حزب الله": كانت النتيجة لدى الرأي العام الإسرائيلي أن مزيداً من الناس صاروا يعتقدون بأن أي انسحاب للقوات الإسرائيلية لن يقود إلى سلام، بل إلى مزيد من العنف. انسحبت إسرائيل من جنوبلبنان فشن"حزب الله"هجمات. انسحبت من قطاع غزة فاستمر إطلاق صواريخ"القسّام". فكيف يمكنك أن تتوقع أن تكون أي حكومة إسرائيلية قادرة على إقناع شعبها بأن الانسحاب من أي أرض محتلة هو الوصفة من أجل تحقيق السلام؟ أولئك الذين يبررون هجماتهم باستمرار الاحتلال الاسرائيلي، لا يفهمون أنهم في الحقيقة يعرقلون أي فرصة لتحقيق مزيد من الانسحابات. پ تبدو حكومة لبنان غارقة في صراع مرير مع المعارضة. هل تؤيد ألمانيا حكومة فؤاد السنيورة؟ وهل توافق على اتهام الحكومة اللبنانية سورية بأنها وراء تحرك المعارضة لإطاحتها؟ - أولاً، السؤال ليس إذا كنت أنا أفضّل هذه الحكومة أو تلك. القضية أنه في الديموقراطيات يجب أن تُلتزم الإجراءات الديموقراطية في تغيير الحكومات المنتخبة. وأنا أقدّر شجاعة السنيورة والمسؤولية التي أظهرها خلال النزاع المرير في الصيف. وأعتقد بأن الناس يجب ألا يقللوا من الدور الذي لعبه ولا يزال من أجل جمع التأييد الدولي للبنان. ثانياً، إنني قلق جداً من استمرار الأزمة في لبنان. يجب ألا نسمح بعودة الاقتتال، فالشعب اللبناني عانى لسنوات طويلة من العنف والحرب، وشاهد الكثير من الاغتيالات السياسية، وهو الآن في حاجة ماسة إلى السلام كي يعيد بناء بلده. علينا ألا نسمح بالوصول إلى وضع يسأل فيه اللبنانيون مجدداً إذا كان لأطفالهم مستقبل في بلدهم. ثالثاً، الأزمة الحالية لا يمكن حلّها إلا من خلال حوار بين الحكومة والمعارضة. وهذه مسألة يقررها فقط الشعب اللبناني وقادته السياسيون، وعلى جيران لبنان أن يقبلوا بأنه بلد له سيادة. پ العراق والحرب الأهلية لم تدعم ألمانيا الهجوم الذي قادته أميركا ضد العراق عام 2003. هل تتفق مع الذين يلومون أميركا على الوضع المزري الذي يعيشه العراق حالياً، وهل تعتقد بأن هذا البلد يعيش حرباً أهلية؟ - عارضت ألمانيا الحرب على العراق لأسباب وجيهة، واليوم نرى، للأسف، أن كثيراً من الأمور التي كنا نخشى حصولها صارت أمراً واقعاً. ونظراً إلى سفك الدم اليومي وازدياد العنف العرقي والديني، لا أعتقد بأن الوقت ملائم كي ندخل في نقاش حول"من المسؤول"عما يحصل. على العكس، يجب أن نركّز جهدنا على كيفية بناء عراق آمن، مستقر وموحّد. وستواصل ألمانيا وأوروبا دعم الحكومة العراقية في جهودها من أجل استقرار الدولة وإعادة بنائها. إن مفتاح قيام وطن عراقي موحد وفيديرالي وديموقراطي هو أولاً وأخيراً في يد الشعب العراقي نفسه. يعود للعراقيين أنفسهم أن يتفقوا على مبادئ تعايشهم وأن يصلوا إلى إجماع سياسي على مستقبلهم المشترك. ونحن نقف جاهزين لدعم كل الجهود التي تؤدي إلى مصالحة وحوار وطنيين. هل تؤيدون انسحاباً سريعاً للقوات الأجنبية من العراق؟ وهل تعتقدون بأن على أميركا وضع جدول زمني لوجودها هناك؟ - إن الهدف الأساسي في العراق هو استقراره، والحفاظ على وحدة أراضيه، والسماح لشعبه بأن يقود مجدداً حياة لائقة وآمنة. أما كيف يمكن تحقيق هذا الهدف فيجب التوافق عليه بين الحكومة العراقية وقوات التحالف. وأعتقد بأننا جميعاً، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، نتفق على أن مسؤولية الأمن في العراق يجب أن تكون، في نهاية المطاف، في يد حكومة منتخبة ديموقراطياً وفي يد قواتها الأمنية. وليس لديّ انطباع بأن أي دولة تساهم بقوات في العراق تريد أن تُبقي جنودها هناك لأي وقت أطول من الوقت الضروري المطلوب. هل تتفق مع الذين يقولون ان العراق الآن جزء أساس من الحرب الأميركية على الإرهاب، بالتالي لا يمكن السماح بخسارتها؟ وهل تعتبر أن العمل العسكري الأميركي في العراق أضعف"القاعدة"أم جعلها أقوى؟ - ماذا تعني بپ"لا يُمكن السماح بخسارتها"؟ هناك 23 مليون عراقي يتشوقون لأن يتوقف سفك الدم. من حقهم العيش بسلام وأمان، ويجب ألا يظلوا قلقين كل يوم ليعرفوا هل سيُقتل أخ لهم أم قريب صباح اليوم التالي، سواء حصل ذلك على يد عناصر"القاعدة"أو ميليشيات أخرى. بالتالي، فإن بناء عراق آمن ومزدهر ليس مجرد جزء في أي"حرب على الإرهاب"، بل هو واجب تجاه الشعب العراقي. پ ما رأيك في الطريقة التي نُفّذ بها إعدام الرئيس السابق صدام حسين؟ - أعتقد بأن هناك خطراً من إمكان أن يجعل توقيت الإعدام والطريقة التي نُفّذ بها من صدام شهيداً في عيون أتباعه. لكن تأثير ذلك يظهر في المدى البعيد. موقفنا واضح: نعارض عقوبة الإعدام في كل الأحوال ولكن، ليست عندنا أوهام في شأن طبيعة نظام صدام حسين الذي قمع بوحشية شعبه طوال عقود. عُذّب وقُتل آلاف المواطنين الأبرياء، واختفى كثيرون، ويجب ألا ننسى آلامهم ومعاناتهم. پ يرى كثيرون أن العراق يُصبح الآن مقسماً إلى ثلاثة مكونات: سنّة عرب، شيعة عرب، وأكراد. وبعض السياسيين في واشنطن أيدوا علناً تقسيم العراق بحسب هذه المكونات الثلاثة. ما رأي ألمانيا في ذلك، وهل تدعمون تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام فيديرالية، في ضوء تجربة بلادكم المكوّنة أيضاً من ولايات فيديرالية؟ - تؤمن ألمانيا إيماناً قوياً بوحدة أراضي العراق، وأي تقسيم له يحمل في طياته أخطاراً لا تحصى، ويهدد بالخطر استقرار المنطقة. لكن هذا لا يمنع قيام هياكل فيديرالية. ولكن لا نُسئ فهم مفهوم الفيديرالية: إنه التنوع في إطار الوحدة، وليس خطوة أولى نحو تقسيم البلاد. پ هل أنتم جزء من الحرب الأميركية على الإرهاب؟ وكيف يمكن أن تشرحوا مشاركتكم في العمليات التي تقودها أميركا ضد"طالبان"وپ"القاعدة"في أفغانستان، في حين ترفضون المشاركة في عمليات مماثلة في العراق؟ - إن نشاط الإرهاب العالمي وشبكاته، صار أمراً واقعاً يفرض علينا، بصفتنا سياسيين مسؤولين عن تأمين سلامة مواطنينا، التصدي له، سواء أحببنا ذلك أم لم نحب. علينا أن ندافع عن أنفسنا في مواجهة هذا التهديد، بما في ذلك استخدام القوة وأعطيت مثالاً أفغانستان حيث تعمل قوات ألمانية. ولكن، كما يظهر من مثال أفغانستان، الوسائل العسكرية وحدها لا تكفي لمحاربة الجذور المسببة للإرهاب. إننا في حاجة أيضاً إلى إجراءات سياسية شاملة، مثل حوار سياسي يشمل الجميع وتنمية اقتصادية. ولربما تتذكر أن المجتمع الدولي بدأ في ألمانيا الالتزام المدني إزاء أفغانستان خلال مؤتمر بيترسبيرغ عام 2001. پ هناك الكثير من الكلام على أعمال عناصر قواتكم المشاركة في قوة"آيساف"في كابول تدنيس جمجمة أحد القتلى الأفغان. ما هي الإجراءات التي اتخذت جراء تلك الحادثة، وهل يمكن أن تؤكد لنا أن حكومتكم لن تتساهل إزاء أي حادثة من هذا النوع؟ - كان رد فعل الحكومة الألمانية كلها - ومعها الشعب الألماني - الاستنكار الشامل لمثل هذه الأعمال التي شكّلت صدمة لنا جميعاً. لم نتساهل أبداً ولن نتساهل مع مثل هذا التصرف. ويجرى حالياً تحقيق تأديبي في حق الجنود المعنيين. الممرضات هل تدعم ألمانيا فكرة الإفراج عن الممرضات البلغاريات في ليبيا في مقابل ترحيل الليبي المدان عبدالباسط المقرحي من المملكة المتحدة إلى بلد إسلامي لقضاء بقية فترة عقوبته. هل مثل هذا الخيار يمكن أن تناقشوه مع الليبيين لحل قضية الممرضات؟ - إنني أرفض في شدة مقارنة الحالتين اللتين ليس هناك شيء مشترك بينهما. إن موقفنا تجاه قضية الممرضات البلغاريات ويجب ألا ننسى الطبيب الفلسطيني أيضاً - واضح جداً: نريد أن نراهم أحراراً في أسرع وقت ممكن. لدينا شكوك قوية في الإجراءات القضائية خلال المحاكمة وسنفعل كل ما يمكننا كي نعيدهم إلى وطنهم. في الوقت ذاته، أشدد على مدى تعاطفنا مع ضحايا الإيدز، المرض الرهيب الذي هدد حياة كثيرين من الأطفال في بنغازي. ومنذ 2005، تعهد الاتحاد الأوروبي تقديم مليوني يورو كمساعدة إنسانية، وأضافت شركات دولية 750 ألف يورو إلى هذا المبلغ. عبر هذه الأموال ساهمنا في تأسيس مركز للعناية الطبية في بنغازي، ودربنا طواقم طبية، ودعمنا حملة وطنية للتوعية بمرض الإيدز، وسهّلنا مجيء أطفال مصابين إلى أوروبا لتلقي العلاج. وأنا ذهبت إلى بنغازي في تشرين الثاني نوفمبر الماضي لزيارة مركز التأهيل الطبي الذي قدمنا له مزيداً من التمويل. ما حصل في بنغازي مأساة لليبيا ومأساة للأطفال المصابين وعائلاتهم. ببساطة أنا لا اعتقد - وهناك الكثير من الأدلة العلمية التي تؤكد ذلك - بأن الممرضات والطبيب الفلسطيني يمكن أن يلاموا على ذلك بأي صورة.