سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شدد على وجود مقاومة ... وتمسكه بالتحقيق في "فضائح" الأمم المتحدة . أنان ل"الحياة": لم يكن في العراق ارهاب قبل سنة ناقشنا حكومة تكنوقراط ولا نؤمن غطاء للاحتلال
قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان الوضع في العراق يمر في "مرحلة حساسة جداً" وان هناك "عقبات" تحول دون "تسوية الوضع الصعب". وأقر في الذكرى السنوية الأولى للحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على العراق بأن "الإرهاب لم يكن موجوداً في العراق قبل سنة لكنه الآن متفش ... وأصبح الوضع أكثر تعقيداً وخطورة"، مشيراً الى ان "ثمة مقاومة للاحتلال لأنه ليس شيئاً تهلّل له الشعوب وتحبذه"، وزاد: "سيكون مؤسفاً اعتبار اننا نؤمن غطاء للاحتلال". وأكد في حديث الى "الحياة" ان الأممالمتحدة تنظم نفسها لتلبية طلب مجلس الحكم الانتقالي في العراق منها العودة الى العراق، مؤكداً ان السفير الأخضر الابراهيمي هو من سيقود العملية، وأن خيار تشكيل حكومة تكنوقراط نوقش، على أن يعقد لاحقاً مؤتمر وطني. الى ذلك، جدد انان دعوته الى وضع جدول زمني للانسحاب الاسرائيلي من غزة "بالتنسيق مع الأسرة الدولية"، وبالطريقة التي "عملنا فيها الى جانب اللبنانيين والاسرائيليين" قبل الانسحاب من جنوبلبنان. وشدد على أهمية استعجال التقدم على المسار السوري. كما جدد تمسكه بالتحقيق في ما اعتبر "فضائح" في الأممالمتحدة. وفي ما يأتي نص الحديث: بعد سنة على شن الحرب على العراق، هل ترى ان الاحتلال غارق في مستنقع ويواجه ورطة، أم أُحرز تقدم لجهة إحداث الاستقرار في العراق وتوحيده؟ - نواجه وضعاً صعباً جداً في العراق ونمر في مرحلة حساسة جدا، فيما تجري محادثات وتبذل مساع لتشكيل حكومة عراقية موقتة تنقل السلطة اليها نهاية حزيران يونيو المقبل. معالجة الوضع تتطلب دقة بالغة وتعاوناً من الجميع، من الأسرة الدولية برمتها ومن الدول المجاورة للعراق، والأهم ان يتكاتف العراقيون ويتوصلوا الى تسوية ويعملوا مع بعضهم بعضاً الى جانب الأسرة الدولية للمضي قدماً. لا يسعني القول ان الوضع سوي، وأعتقد بأنه صعب وأمامنا عقبات، لكنني اعتقد بأنه ينبغي ان نبقى حازمين في العمل مع العراقيين لتشكيل حكومة مستقرة وديموقراطية. ولكن بعد مضي سنة هل ترى العراق أفضل حالاً؟ تعلم ان ثمة إرهاباً الآن في العراق. هل تعتقد بأن الحرب أفضت الى هذا الإرهاب؟ - لا أعرف اي نواح من الحرب تسببت في الإرهاب هناك، هذا الإرهاب لم يكن موجوداً في العراق قبل سنة لكنه الآن متفش مع حصول عمليات التفجير الانتحارية والسيارات المفخخة وتفجير القنابل على جوانب الطرق، وتعطيل حياة الأفراد. ومن وجهة النظر ذاتها أصبح الوضع أكثر تعقيداً وخطورة. قد يبدو طبيعياً من بعيد، ولكن حين نشاهد عمليات التفجير اليومية على شاشات التلفزة وما يحصل في بغداد، حيث يخشى العراقيون الخروج من منازلهم، لا يمكننا وصف ذلك بالتقدم. إذاً انت تعتبر ما يحصل الآن في العراق إرهاباً واضحاً، وليس أعمال مقاومة ضد الاحتلال؟ - ثمة مقاومة للاحتلال، لأن الاحتلال ليس شيئاً تهلّل له الشعوب وتحبذه. أعتقد بأن كثيرين من العراقيين سرّهم خلع الرئيس صدام حسين ولكنني لا أظن انهم كانوا يتوقعون الوصول الى الوضع الذي يعيشون اليوم. دعا مجلس الحكم الانتقالي الأممالمتحدة الى العودة، متى سترسلون بعثتكم، وهل سيرأسها الأخضر الابراهيمي ام شخص آخر؟ - ننظم أنفسنا لنتمكن من الرد ايجاباً على الطلب. أعتقد بأن هناك حاجة الى الاستمرارية وسأرسل الفريق الذي زار العراق مع خبراء إضافيين ربما، لكن الابراهيمي سيذهب ايضاً. ثمة اشاعة تقول إنك تفكر في اختيار شخص غير الابراهيمي لقيادة العملية السياسية في العراق. - هذا غير صحيح، والابراهيمي سيقود العملية. ماذا عن بعض الإشارات الصادرة عن جهات عراقية مثل الشيعة وغيرهم، والتي تعبر عن عدم رضاهم على دور الأممالمتحدة؟ هل هناك مشكلة تواجهونها مع المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني مثلاً، أو مع رئيس "المؤتمر الوطني العراقي" أحمد الجلبي؟ هل المشكلة مع افراد او ثمة سوء في ما تفعلونه من وجهة نظر العراقيين؟ - لا أعلم ما إذا كان هناك خطأ في ما نفعله، أو هناك اسباب اخرى. حين كان الابراهيمي في العراق سنحت له فرصة التحدث الى عدد من الأشخاص والتقرب من أعداد كبيرة من الأفراد في دوائر انتخابية مختلفة هناك. ولكن ليس مع الجلبي؟ - نعم، لكنه تحدث الى آية الله السيستاني وأظن انهما اجريا محادثات بناءة وجيدة. هناك أعضاء في مجلس الحكم قاوموا تدخل الأممالمتحدة لأنهم يعتقدون بأنها لن تكون فاعلة ولن تتمكن من تقديم النصح اليهم، او انهم فضلوا تولي العملية بأنفسهم. كما ان المصالح السياسية تشكل بالتأكيد عاملاً مهماً. إذاً، في مرحلة معينة يتطلع كل طرف الى الوضع من زاويته الخاصة لمعرفة ما هو الانسب لمصلحته. هل ترى ان الحكومة العراقية الموقتة يجب ان تكون موسعة ام مصغرة، تكنوقراطية ام سياسية، أو ربما توافقية؟ - نعم. ولكن ما وجهة نظرك بالتحديد، خصوصاً انك تبحث المسألة منذ فترة؟ - في التقرير الذي قدمناه الى العراقيين، اشرنا الى خيارات متنوعة يمكنهم ان ينظروا فيها، وتوصلنا الى خيارات هي فضلى ومقبولة لديهم. لذلك، حين قدمنا التقرير شعرنا بأنه ما ان يفهموه ويكونوا مستعدين لمناقشته، سنكون جاهزين لإعادة فريق الأممالمتحدة للعمل معهم. نوقشت حكومة التكنوقراط كخيار يشكل امتداداً لمجلس الحكم، على ان يعقد في وقت لاحق مؤتمر وطني حول طاولة مستديرة. ناقشنا مجموعة واسعة من الخيارات، لكن ما نود ان نفعله هو التركيز على الخيار الذي يقبل به ويتفق عليه اكبر عدد من العراقيين، وهو ما سيكون هدف المحادثات. اعتقد بأنه لن يكون من المناسب الاشارة الى اي خيار، لأن العراقيين يجب ان يختاروا بأنفسهم. تهديدات "القاعدة" في بيان صدر في 15 الشهر الجاري جددت "القاعدة" تهديداتها للأمم المتحدة. هل انت قلق من أن عودة المنظمة الدولية الى العراق سيُنظر اليها وكأنها تؤمّن غطاء للاحتلال، فتستهدف مجدداً؟ - سيكون مؤسفاً اعتبار اننا نؤمّن غطاء للاحتلال، لكنني مدرك كذلك ان الأجواء محفوفة بالأخطار. نحن واعون للأمر الآن اكثر مما كنا عليه في آب اغسطس العام الماضي. علينا توخي الحذر الشديد وحماية العاملين معنا وضمان أمنهم. لن يكون ذلك سهلاً بل شاقاً، ولكن في هذه المرحلة يحتاج العراقيون الى مساعدتنا لتشكيل حكومة موقتة. نحن ذاهبون الى العراق وسط أخطار كبيرة، لكننا سنتوخى اكبر درجة ممكنة من الحذر. نحن قلقون من اننا سنكون مستهدفين، فلا شك في ذلك. قلت ان مجزرة مدريد يجب ان توحد أوروبا بحيث تصبح جبهة واحدة ضد الارهاب، لتشكل نواة لقوات متعددة الجنسية. هل تشعر بأن الوقت حان لتشكيل نوع جديد من هذه القوات أو انك توافق على ما يقوله بعضهم حول ضرورة ارسال قوات اميركية اضافية الى العراق؟ - في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، يجب استعمال كثير من الوسائل. والأهم هو العمل بالتعاون مع دول اخرى لجهة تبادل المعلومات للتأكد من عدم توفير أي ملجأ للإرهابيين وعدم تقديم أي تمويل او دعم لوجستي لهم. كما ينبغي ان تتعاون اجهزة الشرطة والقضاء. في اوقات معينة ربما ينبغي استخدام القوة، لكنني لا اعتقد بأن القوة تشكل العنصر الاهم في الحرب على الارهاب. لذلك آمل بأن تتعاون الحكومات بالطريقة التي اشرت اليها، ويبدو ان اوروبا تتكاتف، وحكوماتها تتعاون. اعتقد بأن اوضاعاً معينة ربما تستدعي تشكيل قوة دولية للمساعدة في التعامل مع أوضاع صعبة. هل ترى ان الحرب على الارهاب يمكن ان تتكلل بالنصر؟ - انها حرب صعبة ومعقدة جداً، يمكن ان تحقق النصر على المدى البعيد، أما على المدى القريب فنحن في حاجة الى اتخاذ خطوات لاحتواء التهديدات، وخطوات لحرمان الارهابيين من الفرص. يجب ان نكون يقظين ونعمل معاً لنتأكد من تأمين الحماية للمدنيين الأبرياء. قمة تونس ستحضر القمة العربية في تونس. هل لديك لائحة اقتراحات تقدمها للزعماء العرب، وما أولوياتك؟ - ليست لدي لائحة امنيات او اقتراحات، لكنني آمل بأن يتمكن الزعماء العرب من مناقشة قضايا اخرى اضافة الى النزاع العربي - الاسرائيلي، والخطوات التي يجب ان يتخذوها مع الاسرة الدولية ومع الفلسطينيين لدفع عملية السلام الى أمام. نواجه توقفاً في عملية السلام. قام العرب بمبادرة بناءة وجريئة في قمة بيروت، ونحتاج الى معرفة السبيل لدفع هذه المبادرة الى أمام، وآمل بأن يناقش الزعماء العرب هذه النقطة. أنا واثق كذلك من أنهم سيناقشون مسألة العراق وكيفية تحقيق السلام والاستقرار فيه، ومساعدة العراقيين على اعادة إعمار بلادهم، والتأكد من أنهم متكاتفون وفي سلام مع أنفسهم ومع جيرانهم. ومن أجل تحقيق النجاح، نحن في حاجة الى دعم الدول المجاورة للعراق وتعاونها، لأن لديها دوراً تلعبه، وآمل بأن تعمل الى جانب الأسرة الدولية لمساعدة الشعب العراقي. خطة شارون رحبت بمبادرة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون المتعلقة بالانسحاب من غزة، وطالبت بجدول زمني لانسحاب القوات الاسرائيلية وبأن تساعد الأسرة الدولية في تأمين الانسحاب. هل تطلب ضمانات من شارون، ولماذا تثق بأن هذه المبادرة تشكل فرصة لاستئناف عملية السلام؟ - في ما يتعلق بمسألة الانسحاب الاسرائيلي من غزة، موقفنا طالما كان تأييد مبدأ الأرض في مقابل السلام. الأرض التي نتحدث عنها خصوصاً في قضية فلسطين لا تتعلق بغزة فحسب بل بالضفة الغربية ايضاً. اذاً نرى ما يحصل باعتباره خطوة اولى يجب التخطيط لها وتنفيذها في الشكل المناسب، لذلك اقول ان من المهم وضع جدول زمني للانسحاب، بالتنسيق مع الاسرة الدولية التي تعمل في اطار اللجنة الرباعية التي تقدم المساعدة، إذ يجب تولي الأمر في شكل لا يترك معه الانسحاب الاسرائيلي اي فراغ ويكون الفلسطينيون مستعدين لتسلم السلطة بدعم من المجتمع الدولي، اي بالطريقة ذاتها التي عملنا فيها الى جانب اللبنانيين والاسرائيليين، حين انسحبت اسرائيل من جنوبلبنان. في ما يتعلق بسورية، كانت هناك افكار بخصوص مراقبين ديبلوماسيين. هل تلقيت رداً ايجابياً من السوريين والاسرائيليين ومن الولاياتالمتحدة؟ - كانت محادثات غير رسمية اجراها مبعوثي في المنطقة مع بعض الأطراف. لم نضع اي اقتراحات حازمة على طاولة المفاوضات، لكنني اعتقد بأننا سنكون في حاجة عاجلاً ام آجلاً الى التقدم على المسار السوري ايضاً، إذ لا يمكن ان يبقى على ما هو عليه الى ما لا نهاية. لذلك، من المناسب ان نبدأ التفكير في مقاربات وخيارات ممكنة. "فضائح" الأممالمتحدة ترددت أخيراً انباء عن وجود فضائح في الأممالمتحدة، وذكر في هذا الاطار اسم بينون سيفان وابنك. هل تعتقد بأن هناك من يسعى الى النيل منك بهذه الطريقة، ظناً منه انك قد تفكر في ولاية ثالثة؟ - كلا، لا ارغب في ولاية ثالثة. لطالما قلت انني سأترك منصبي ما ان تنتهي ولايتي الثانية. سنحقق بالطبع في تلك الاتهامات والمزاعم، وانا اجري مشاورات مع اعضاء مجلس الامن لمعرفة كيفية التحرك، لأن هذه الاتهامات تتعلق ببرنامج النفط للغذاء مع العراق، وهو برنامج معقد جداً تشترك فيه دول وشركات تتمتع بصلاحيات مختلفة، ونحن سنتحقق من الامر. في ما يتعلق بابني، الاتهامات غريبة، لأن العقد المتهم بابرامه في شكل غير شرعي خضع لعملية مناقصة وفاز به صاحب العرض الأفضل. وابني عمل مع الشركات حين كان في الثانية والعشرين من عمره، واستمر يعمل معها حتى كانون الاول ديسمبر 1998. هناك بالتأكيد مساع للتسبب في إحراجي وتقويض الاممالمتحدة، لكن هذا لا يعني انه لا ينبغي اجراء تحقيق في هذه الاتهامات. في ما يتعلق بابني، اعتقد بأن الناطقين باسمي وآخرين اوضحوا الحقائق، مستعملين تقرير السيد كونر الذي كان حينذاك رئيساً لشركة "برايس واترهاوس". اذاً، الحقائق واضحة جداً.